كريتر نت – متابعات
يتقابل فريقا ريال مدريد وليفربول المحترف ضمن صفوفه النجم المصري محمد صلاح وجها لوجه من جديد في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، والمقرر إقامتها على ملعب دو فرانس في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثامن والعشرين من مايو الجاري بتوقيت القاهرة.
وتعد هذه المرة هي الثالثة التي يتقابل فيها ريال مدريد وليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث لعب الفريقان وجها لوجه مرتين في المباراة النهائية للمسابقة القارية الأعرق.
وجاءت المرة الأولى في نهائي عام 1981، والذي حسمه ليفربول لصالحه بهدف دون مقابل، على ملعب “حديقة الأمراء”. ثم تكررت مواجهة ليفربول وريال مدريد في النهائي مرة أخرى، وذلك في عام 2018 والتي شهدت تعرض النجم المصري محمد صلاح للإصابة، حيث توج الفريق الملكي باللقب الثالث عشر في تاريخه بدوري أبطال أوروبا بعد الفوز على الريدز بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ويخوض ريال مدريد المباراة النهائية في دوري الأبطال للمرة رقم 17 في تاريخه، كأكثر الأندية وصولا لنهائي البطولة الأعرق على مستوى الأندية في أوروبا.
ويمتلك ريال مدريد الرقم القياسي في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا برصيد 13 لقبا، بينما يمتلك ليفربول 6 ألقاب. سيبحث ليفربول عن لقبه السابع. ويصل الفريق الذي يدربه يورغن كلوب إلى النهائي بعد تصدره المجموعة الثانية بسلسلة انتصارات كاملة في دور المجموعات ثم الفوز على إنتر، بنفيكا وفياريال في دور الـ16، ربع النهائي ونصف النهائي، على الترتيب.
وسيلعب ريال مدريد النهائي ورصيده هو 13 لقبا في 16 مباراة نهائية. أي أنه حقق نسبة انتصارات عند 80 في المئة. وهو النادي الذي لعب أكبر عدد من النهائيات والذي فاز أيضا بأكبر عدد من الألقاب.
وفاز الفريق بقيادة ألفريدو دي ستيفانو بأول خمسة ألقاب في الفترة بين 1965 و1960. أما منافسوه فكانوا ملعب ريمس (4 – 3)، فيورنتينا (2 – 0)، ميلان (3 – 2)، ملعب ريمس (2 – 0) وآينتراخت فرانكفورت (7 – 3). بعد الخسارة أمام بنفيكا وإنتر في عامي 1962 و1964، وصل اللقب السادس على حساب بارتيزان في عام 1966 (2 – 1).
وفي عام 1981 أخفق ريال مدريد في الفوز باللقب أمام ليفربول. ومنذ ذلك الوقت، فاز في جميع النهائيات التي بلغها. وكان يوفنتوس المنافس في نهائي اللقب السابع، الذي جاء في أمستردام عام 1998 (1 – 0).
وفي عام 1981 أخفق ريال مدريد في الفوز باللقب أمام ليفربول. ومنذ ذلك الوقت، فاز في جميع النهائيات التي بلغها. وكان يوفنتوس المنافس في نهائي اللقب السابع، الذي جاء في أمستردام عام 1998 (1 – 0).
هذه المرة الثالثة التي يتقابل فيها ريال مدريد وليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا حيث لعب الفريقان وجها لوجه مرتين في المباراة النهائية للمسابقة القارية
وفي السنوات التالية، توّج البلانكوس باللقب الثامن على حساب فالنسيا في باريس (3 – 0) وباللقب التاسع ضد باير ليفركوزن في غلاسكو (2 – 1 عام 2002) بهدف لا يُنسى بتوقيع زيدان.
وفي 2014، مع أنشيلوتي على دكة البدلاء، وصل اللقب العاشر في لشبونة والهدف الأسطوري لراموس (4 – 1). وفي عام 2016، وضد أتلتيكو من جديد، رفع ريال مدريد لقبه الـ11.
وفي ميلان 2017 فاز البلانكوس بلقبهم الـ12 بالفوز على يوفنتوس في كارديف (4 – 1). أما في عام 2018، فقد فاز الريال على لفيربول وحصد لقبه الـ13 في المسابقة القارية الأغلى.
ولم تكن تجربة أنشيلوتي بعد الريال ناجحة جدا، فلم يحقق المطلوب مع بايرن ميونخ، وأقيل بعد أقل من سنتين إثر هزيمة قاسية في دوري الأبطال أمام باريس سان جرمان. كذلك التجربة مع نابولي لم يحقق فيها الكثير، إذ لم تتجاوز نسبة انتصاراته 52 في المئة، رغم أنه قاد الفريق لمركز الوصافة أمام المتصدر يوفنتوس في موسم 2018 – 2019.
لكن أنشيلوتي بيّن للجميع أنه لا يزال قادرا على حصد الألقاب الكبرى، وهو الآن على بعد خطوة من ثاني لقب له في دوري الأبطال مع ريال مدريد، ورابع لقب في مسيرته كمدرب بعد تتويجين مع نادي الميلان الإيطالي.
ومقارنة بخصمه في نهائي الأبطال، ليفربول، فقد كانت طريق الريال صعبة للغاية، فقد أقصى ثلاثة مرشحين لإحراز اللقب، وهم باريس سان جرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي، بينما تجاوز ليفربول الغنتر وبنفكيا وفياريال.
وما يعكس قوة حضور أنشيلوتي في التدريب، أن ريال مدريد لم يقم بتعاقدات كبيرة في الصيف، وأكبر صفقة كانت ضم المدافع ديفيد ألابا من بايرن ميونخ، وأعطى أنشيلوتي مساحة كبيرة للمهاجم كريم بنزيمة الذي يعدّ الآن المرشح الأول لتحقيق الكرة الذهبية، كما أجاد توليفة في خط الوسط بأربعة لاعبين بدل ثلاثة، واستطاع فريقه قهر الكبار رغم أن متوسط أعمار اللاعبين لم يكن في صالحه.
مواجهة متجددة
فرصة مثالية للاختبار
الإنجاز الذي حققه كلوب يتمثل في وصوله إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الرابعة في مسيرته، وهو إنجاز لم يحققه سوى ثلاثة مدربين فقط في التاريخ. كلوب قاد بوروسيا دورتموند الألماني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2012 – 2013، ثم مع ليفربول في 2018 و2019 و2022.
كلوب فاز بلقب واحد في دوري أبطال أوروبا في 2019 ضد توتنهام، لكنه خسر ضد ريال مدريد في 2018، وفي 2013 ضد بايرن ميونخ. سبق وأن تأهل ثلاثة مدربين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أربع مرات خلال تاريخ البطولة.
البداية مع السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، والذي سبق له التأهل إلى النهائي في 1999 و2008 و2009 و2011. كما حقق مارتشيلو ليبي الإنجاز ذاته مع يوفنتوس في 1996 و1997 و1998 وأخيرا في 2003.
وأخيرا الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ميلان في 2003 و2005 و2007، ومع ريال مدريد في 2014. وانفرد أنشيلوتي بهذا الإنجاز عندما نجح في تخطي عقبة مانشستر سيتي الإنجليزي في إياب نصف النهائي.
وقال المدير الفني لليفربول إن “ريمونتادا” ريال مدريد أمام مانشستر سيتي كانت “لا تصدق”، وأن مواجهة الفريق الملكي في نهائي دوري أبطال أوروبا “قدر” بعد ما حدث في عام 2018.
وصرح كلوب “عندما خسرنا النهائي في 2018، كان الحل بالنسبة إلي هو أن ألعب نهائيا آخر في العام التالي أمامهم، لكنه كان أمام توتنهام. يبدو أن هذا قدر”.
وتطرق كلوب، الذي نجح في إقصاء فياريال الإسباني الثلاثاء الماضي، إلى المواجهة الرائعة بين ريال مدريد ومانشستر سيتي بقوله “كان الأمر غريبا ومؤسفا بالنسبة إلى السيتي”.
أنشيلوتي بين أنه لا يزال قادرا على حصد الألقاب الكبرى، وهو الآن على بعد خطوة من ثاني لقب له في دوري الأبطال مع الريال
وزاد “ما فعله ريال مدريد كان مذهلا. تمكنوا من التأهل على حساب باريس سان جرمان وتشيلسي والسيتي. إذا أقصيت هؤلاء فأنت تستحق بالتأكيد أن تكون في النهائي. ستكون مباراة رائعة”.
وأتم “أنا سعيد بخوض النهائي وامتلاكي فرصة للفوز باللقب، لكن قبل ذلك هناك عدة مباريات أمامنا، لذا سيكون من الجيد أن تتوقف الأسئلة حول مدريد حتى ذلك الحين. سنعمل على النهائي من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين وليس قبل ذلك”.
ودفع به يورغن كلوب عند الاستراحة، فكان الكولومبي لويس دياز عند حسن ظن مدرّبه الألماني إذ غيّر وجه فريقه ومجرى مباراة كانت قد حُسمت مع نهاية الشوط الاول لصالح فياريال الإسباني 2 – 0، ليقلب تأخره إلى فوز 3 – 2 ويضع الـريدز في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا على بُعد ست مباريات من رباعية تاريخية.
ويقف ليفربول عند عتبة إنجاز خوض جميع المباريات في موسم واحد وعددها 63، وذلك عندما ينتهي من منافسات البريميرليغ (38) إضافة إلى ست مباريات في الكأس حيث وصل إلى النهائي لمواجهة تشيلسي، ومثلها في كأس الرابطة التي أحرز لقبها (على حساب تشيلسي أيضا) و13 في المسابقة القارية الأم.
أول المواجهات بين أنشيلوتي وكلوب كانت في موسم 2013 – 2014 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا حينما كان كارليتو مدربا لريال مدريد بينما يورغن يشق طريقه مع بوروسيا دورتموند. وقبل اللقاء بعام كامل نجح دورتموند في إقصاء ريال مدريد بالفوز على أرضه برباعية لهدف ثم الهزيمة في سانتياغو برنابيو بثنائية نظيفة ليفشل الملكي في الوصول إلى المباراة النهائية لاحتياجه لهدف واحد فقط.
وانعكس السيناريو في 2014 حيث ريال مدريد يحقق الفوز في البرنابيو بثلاثية وفي الإياب على ملعب سيجنال إيدونا بارك يقترب أسود الفيستيفال من تحقيق العودة التاريخية لكنّه يفشل في ذلك منتصرا بثنائية. أنشيلوتي استمر وقتها في البطولة ليطيح ببايرن ميونخ ثم يفوز في النهائي على أتلتيكو مدريد ويحقق اللقب الغائب عن خزائن الملكي منذ 12 عاما.
وتفرق المدربان، أنشيلوتي رحل عن ريال مدريد إلى بايرن ميونخ ثم إلى نابولي وكلوب انضم إلى ليفربول. وفي الموسم الماضي نجح أنشيلوتي مع نابولي في تحقيق الفوز على كلوب بهدف نظيف في ساو باولو وفي لقاء الجولة الأخيرة، اشتدت المنافسة بين الفريقين في أنفيلد فالريدز بحاجة للفوز للتأهل وفريق الجنوب الإيطالي يكفيه التعادل.
ولكن هدف لمحمد صلاح قتل أحلام نابولي ومنح التأهل إلى ليفربول إلى ثمن النهائي ليكمل بعدها في المنافسة ويحصد اللقب. وفي الموسم الحالي تكررت المواجهة وفشل نابولي في الفوز ذهابا وإيابا، إذ خسر في ساو باولو بثنائية نظيفة وتعادل في أنفيلد بهدف لمثله. فكيف ستكون المواجهة في الديربي هذه المرة؟ وهل ينجح أنشيلوتي في تحقيق نتائج إيجابية ويكسر جحيم أنفيلد أم ينتصر كلوب هذه المرة؟
تصفية حساب
اختبار حقيقي للعجوز الإيطالي
تحمل مباراة ريال مدريد وليفربول طابعا خاصا، حيث يطمح المرينغي بقيادة كارلو أنشيلوتي لمواصلة تفوقه وتكليل مجهوده في النسخة الحالية بحصد اللقب، فيما يأمل الريدز مع يورغن كلوب الفوز بالبطولة وتعويض الخسارة أمام الفريق الإسباني في نهائي 2018.
وكان نجم فريق ليفربول، المصري الدولي محمد صلاح قد أكد بعد التأهل إلى النهائي الأوروبي إلى رغبته في مواجهة ريال مدريد، وأكد أن مانشستر سيتي فريق صعب، ولكنه يتمنى اللعب مع المرينغي لتعويض الخسارة أمامهم. وحذر النجم المصري صلاح مهاجم ليفربول منافسه ريال مدريد الإسباني بأن “ثمة تصفية حساب” بين الفريقين في إشارة إلى إصابته في نهائي عام 2018 بين الفريقين والذي توج به الفريق الملكي.
وكان صلاح كشف بعد تأهل ليفربول الإنجليزي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب فياريال الإسباني للمرة العاشرة في تاريخه، أنه يرغب بمواجهة ريال مدريد في النهائي لتعويض خسارة نسخة 2018 أمام الفريق الملكي عندما تعرّض لإصابة قوية في كتفه وقال “لأننا خسرنا النهائي، أود مواجهتهم مجددا وآمل في التغلب عليهم”.
الإنجاز الذي حققه كلوب يتمثل في وصوله إلى النهائي للمرة الرابعة في مسيرته، وهو إنجاز لم يحققه سوى ثلاثة مدربين
وكان صلاح (29 عاما) قد تعرّض لإصابة في نهائي 2018 عندما أسقطه مدافع ريال سيرجيو راموس أرضا، ما حرمه من إكمال المباراة. وأصبح ليفربول أقرب إلى تحقيق رباعية تاريخية لناد إنجليزي، بعد تتويجه بكأس الرابطة، بلوغه نهائي الكأس أمام تشيلسي، نهائي دوري الأبطال.
وفي الطرف المقابل يرى الحارس البلجيكي الدولي تيبو كورتوا أن فريقه ريال مدريد قادر على تحقيق أي شيء. وأكد كورتوا أنه ظل واثقا في قدرة فريقه على العودة أمام سيتي، بعد أن أثبت قدرته “على فعل أي شيء” في السابق.
وقال كورتوا بعد المباراة “هذا الفريق وهذا النادي قادر على القيام بأي شيء، احتفظنا بالأمل حتى النهاية، وفي النهاية حققنا المراد”. وأضاف “كنا ندرك أننا في حالة أفضل بعد التمديد لوقت إضافي، كان الأمر يتعلق بالتمركز والدفاع بشكل جيد، وهو ما قمنا به”.
وختم كورتوا بالقول “لم نكن رائعين أمام المرمى، كنا نفتقد في اللمسة الأخيرة، وفي بعض الوقت بدا وأن الأمور لن تسير في صالحنا، لكن بعد الهدف والجماهير من خلفنا، أدركنا أن أي شيء قد يحدث”.