كتب – حنان البدوي
هل يدرك الجميع ماهي معاناة فتاة الريف في سعيها نحو تحصيل العلم والحصول على الشهادة !؟ إن ذلك يحتاج منها جهدا بدنيا وماديا وعقليا مضاعف في وقت كان فيه المجتمع يحث الفتاة على مواصلة التعليم والتعليم العالي ويدفع نحو البحث العلمي وفي وقت كانت الدولة بمؤسساتها تساهم في مساعدة الفتاة كالنقل البري والسلطة المحلية وغيرها ..
ناهيك عن توضيفها فور الانتهاء من الدراسة لتحقق ذاتها وتعكس ماتعلمته في بلدها وهي في قمة حماسها …….من يتخيل معي وضع فتيات الأرياف في الوقت الحالي ومدى الحرب التي عليها أن تخوضها حتى تستطيع اكمال تعليمها.
اولا : بعد المعاهد والكليات
ثانيا : ارتفاع الأسعار على كافة المستويات وخاصة المشتقات النفطية
ثالثا ورابعا وخامسا التدهور الاقتصادي الذي جعل من الأسر لا تسعى الا لسد الحاجة الملحة والماسة كلقمة العيش وترى بأنها حققت انجاز عظيم بتوفيرها المأكل والمشرب لها ….وهذا عكس نفسه على الحياة الاجتماعية التي باتت تشوبها النزاعات والخلافات الأسرية فتتغير الأولويات والاهتمامات وتصبح الفتاة اول الضحايا فتحرم من التعليم المتوسط ناهيك عن العالي لتصبح سلعة مكدسة يجب الاستفادة منها والتخلص منها قبل كسادها واهم ماينظر إليه الأهل هو تزويجها(سترها) (الخلاص من عبئها )…فأي مستقبل ينتظرها واي طاقات ستبذل لتحصل على حقها في التعليم وحقها في الحياة التي تستطيع من خلالها بناء مستقبلها أو خدمة وطنها أو تحقيق حلمها أو….أو… في ظل أوضاع ترى فيها سياسة التجهيل الممنهج سائدة….!
ومن استطاعت تجاوز بعض هذه التحديات السابقة فلاتخلوا من الاتي:
تخوف الأهل من خروج الفتيات بسبب الأوضاع الأمنية من جهة وعدم الجدوى من التعليم من جهة أخرى فلاتوظيف ولامستقبل ينتظرها..
فتغيب حقوقها بين أسرة مغلوبة على أمرها .. في ظل دولة عاجزة عن أن تنهض …..و منظمات دولية تنادي وبعبارات رنانة (التعليم لا ينتظر )(التعليم في الطوارئ) دون ذلك الأثر المرجو والحقيقي …. أخبركم وبكل وجع أن عدد كبيرا من الفتيات في الأرياف حرمت من التعليم بسبب كل ماسبق واننا لانتقدم بل نتراجع …