كتب – جميل الصامت
فاجأ الرئيس هادي المتشاورين والشعب اليمني والمراقبين بنقل صلاحياته الى مجلس قيادة رئاسي بعد اصدار قراره باعفاء نائبه محسن عن مهامه ونقل صلاحياته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي سماه مع بقيه اعضاء المجلس الثمانية يمثلون الاقاليم اليمنية الستة .
قبل يوم واحد من انتهاء موعد المشاورات المقرر لها اليوم السابع من ابريل الجاري ،وبعد ساعات من فض فريق الاصلاحات السياسية اجتماعا له بسبب تمسك حزب الاصلاح ب علي محسن الاحمر واعاقته التوصل الى توافق حول نائب او نائبين توافقين للرئيس هادي ،انت المفاجأة .
المكونات لم تتطرق الى الاطاحة بالرئيس هادي باعتباره رمز للشرعية ومنتخبا من الشعب .
تمسك الاصلاح ب علي محسن الاحمر ورفض الاخير الازاحة وربط مصيره بالرئيس هادي اتاح فرصة للسعودين للضغط على الرئيس لدفعه لخطوة لم تكن بحسبان المتشاورين .
الاصلاح لمؤسسة الرئاسة تركزت حول ابعاد علي محسن وعبدالله العليمي والعيسي وبقية الطاقم المحيط بالرئيس (خلية الاخوان) في مكتب الرئيس التابعة ل علي محسن الاحمر .
الشعب اليمني كان منتظرا توصيات المتشاورين ،لكن السعودية كانت تعد العدة للانقلاب على شرعية الرئيس وماحشدها ل1000شخصية يمنية حضروا التشاور ،الا استعدادا لشرعنة تنفيذ الانقلاب ودفع الرئيس المنتخب للتنحي دون ان يقر ذلك المتشاورون ..؟!
الناصريون يحسب لهم وحدهم الدفاع عن شرعية الرئيس هادي في 2014م عندما وقفوا حائط صد امام تشكيل مجلس رئاسي وتمسكوا بشرعية الرئيس المنتخب من الشعب ،فيما الاخرون انساقوا وراء اطروحة صالح والحوثي حينها بمجلس رئاسي رأينا فيه تقويض للشرعية .
دون الرجوع للمتشاورين بضغط سعودي فجر الرئيس هادي قنبلة في وجه الجميع دون سابق انذار ..
كل وثائق فريق الاصلاحات السياسية فيما اظن لم تطرح قضية الاطاحة بالرئيس هادي او المساس بشرعيته بقدر تركيزها على اصلاح المنظومة فقط بوقف التغول .
قد يكون المتشاورون استخدموا كقفازات للعملية القيصرية التي تمت في الرابعة والنصف من صباح اليوم الخميس .
صحيح اني كتبت قبلها بعناوين تدعو الى ضرورة الخروج بخارطة طريق من مشاورات رياض 2 ،وضرورة اجراء عملية قيصرية مالم فلاقيمة لمشاورات رياض2 ،مالم تسفرعن ازاحة علي محسن .
تناولت بعنوانين الحوار يمني يمني ،والحل ليس بيد اليمنين وكذا الحل ليس بيد اليمنين …؟!
عناوين حللت المقاصد من ورائها .
وتطرقت الى ان (بريمر اليمن) محمد آل جابر يعد لتقويض الشرعية وذكرت ان رياض 2معدة خصيصا ل طارق صالح وادماجه في العملية السياسية .
تحدثت ان ال500 الذين زادوا الى 800 وقلت قد يرتفع العدد الى 1000 مشارك واليوم يعلن عن نفس العدد ،واشرت الى ان ذلك ليس ببعيد ان يكون لشرعنة خارطة طريق يرسم ملامحها بريمر .
ولكني لم اتصور ان الرئيس هادي سيقبل بتنحيته ..؟!
وهي اشبه بضغوط الحوثين ودفعه للاستقالة ابان وضعه تحت الاقامة الجبرية في 2014م .
الاطراف المباركة للمجلس الرئاسي تعاملت مع امر واقع وضعوا فيه دون ان يكون مستعدين له لانه لم يكن في الحسبان .
الرئيس هادي هو الآخر لا اظنه كان مستعدا للتنحي ،ولكنه تعرض لخدعة والا لكان تريث ،لانه ليس هناك اي من اطراف الشرعية قد طالبه بالتنحي لاسيما وان شرعيته تم ربطها بانجاز المرحلة الانتقالية ،وليست مزمنه بفترة السنتين كما كان مقررا لها وتحولت من التزمين الى الانجاز بسبب انقلاب صالح والحوثي.
تنحي الرئيس هادي لم يكن طبيعيا البتة فالرئيس اوقع في فخ بعد تقويض شرعيته وصولا للانقلاب عليه واجباره على التنحي وانهاء شرعيته وطي صفحته تمثل حقبة مهمة في تاريخ اليمن .
لا اظن ان الرئيس الذي ظل يؤكد انه سيرفع علم الجمهورية على جبال مران ،سيتنحى بل جرى الانقلاب عليه ..؟!