وبدا أن كثيرا من الخصائص التي أوردتها الدراسة، مطابقة لما يجري في الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أنها كتبت قبل 6 سنوات من الحرب.

وعلى سبيل المثال، تحدثت الدراسة، التي أعدها باحثان في مركز “راند”، ومقره ولاية كاليفورنيا الأميركية، عن مزيج بين الأدوات التقليدية وغير التقليدية في الحرب، وهو ما حدث منذ بداية اجتياح أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وبدأت الحرب بهجوم سيبراني روسي قبل وبالتزامن مع الموجة الأولى من القصف الصاروخي، التي استهدفت المطارات العسكرية ووحدات الدفاع الجوي، علاوة على اجتياح بري بدء من 3 محاور.

ولفتت الدراسة إلى أن السلاح النووي هو الضمان الأخير لإدارة التصعيد الروسي، من ناحية استخدامه أو التهديد به، وهو ما حدث عندما وضع الرئيس فلاديمير بوتن أسلحة الردع الاستراتيجية، التي تتضمن سلاحا نوويا في حالة تأهب.

ومع أن الدراسة وضعت 10 خصائص عامة للحرب الروسية، أكدت أنه ليس لدى الجيش الروسي طريقة معيارية لإطلاق العمليات، وعوضا عن ذلك طوّر على الأرجح سلسلة من الحالات الطارئة للتخطيط الاستراتيجية، بالاعتماد على متغيرات مثل الإمكانيات العسكرية للخصم والسياق الجغرافي واحتمال التصعيد وغيرها.

والخصائص العشرة حسب الدراسة هي:

1. الجيش الروسي متموضع للدفاع عن وطنه وعن المراكز الصناعية والسكانية الحيوية، باستخدام دفاعات جوية متعددة الطبقات ومتكاملة وعدد محدود من الدروع الدفاعية، والدول العازلة لكسب الفضاء والوقت من أجل الرد على ضربات محتملة أو غزو محتمل.

2. تأمل روسيا في الدفاع عن أرضها وتجنب انخراط حاسم مع منافس مكافئ أو شبه مكافئ من خلال نشر أنظمة دفاعية وأسلحة هجومية بعيدة المدى موسعة النطاق، وقد توفر أيضا هذه الأسلحة البعيدة المدى مزايا عملياتية للقوات الروسية التي تطلق العمليات الهجومية
بالقرب من حدودها.

3. بالنظر إلى مواطن ضعف روسيا التقليدية في حرب طويلة الأمد مع خصم مكافئ أو شبه مكافئ، فهي تحاول استخدام استراتيجيات التحرك غير مباشر والردود غير المتماثلة عبر مجالات متعددة من أجل الحد من حالات انعدام التوازن الملحوظة، وستحاول روسيا إنهاء الصراع بسرعة، مستخدمة سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى السيطرة على ديناميكيات التصعيد.

4. إن الضمان الأخير لإدارة التصعيد الروسي هو ترسانة روسيا من الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية، فهي قد تهدد باستخدام أسلحها أو قد تستخدمها ردا على هجوم تقليدي قد يقوض سيطرة النظام على الدولة.

5. انطوت عمليات روسية وسوفيتية متعددة على هجوم مفاجئ، سريع ومنسق، في محاولة لتحقيق أغراض الحملة في فترة زمنية قصيرة جدا، ومن المرجح أن يستمر هذا التركي، بالأخص في العمليات المخطط لها مسبقا.

6. أجريت نسبة كبيرة من الاصلاحات الأخيرة في القوات المسلحة الروسية على الوحدات البرية، مما جعلها أكثر استعدادا لمواجهة حالات الطوارئ في غضون مهلة قصيرة.

7. من المرجح أن يتم المزج بين مقاربات الحرب التقليدية وغير التقليدية في سيناريوهات صراعات محتملة متعددة، فيمكن أن توفر قوات العمليات الخاصة والقوات شبه العسكرية والمدنيون المتعاطفون، الاستهداف والتوعية بالأوضاع السائدة، وبعض القدرات على المضايقة في مختلف أنحاء فضاء المعركة.

8. على المستويين العملياتي والتكتيكي، ستركز روسيا على الأرجح على تعطيل قيادة الخصم وسيطرته وقدراته أو تحطيمها أو تدميرها من خلال النيران والحرب السيبرانية/ الإلكترونية، والتحرك المباشر من قبل قوات المناورات.

9. ستستخدم روسيا عددا من الضربات التقليدية الدقيقة البعيدة المدى التي يمكن استخدامها ضد أهداف عملياتية واستراتيجية رئيسية، خاصة تلك الموجودة في مواقع ثابتة ومعروفة.

10. على الأرض، ستعكس التكتيكات الروسية على الأرجح تشديدا كبيرا على النيران غير المباشرة، خاصة تلك البعيدة المدى، مع استخدام آثار هذه النيران من قبل مركبات عالية التنقل تقترن بقدرة نيران مباشرة وكبيرة.