كريتر نت / كتب – عهد الخريسان
في وطن يفتخر قادته بصرف الراتب المتأخر للعسكريين لا نستغرب فيه من يتفاخر برفع أكوام القمامة الشهرية ويلتقط الصور إلى جانبها بل ويعدد مسميات حملاتها مثل الحملة الشهرية والحملة الليلية وحملة العيد وووو !!!
يبدوا أن هنالك منظومة متكاملة من الأفكار والأشخاص تغلغلت في صندوق نظافة لحج حرفته عن القيام بمهام واجبه فلو نظرنا إلى امكانيات وموارد الصندوق البشرية والمالية والدعم الذي يتلقاه من مختلف الجهات بالمقارنة مع العمل الذي يقوم به الصندوق سنجد مدى المفارقة الكبيرة والغريبة ،وسنقوم هنا بإستعراض كل ماذكر على عجالة قابلة لنقد وتقييم القراء .
فمع وجود كادر بشري يقارب المئة والسبعون عاملآ وعشرات المنتدبين في مهام إدارية ومحاسبية ومجلس إدارة يضم المكاتب التنفيذية يمثل هيئة قيادية تزخر بالخبرات والتجارب الإدارية والمالية والقانونية تستطيع حل وتفكيك كل المشاكل والمعضلات التي تواجه الصندوق بدلآ من طرحة للشطحات والفشل !!، إضافة إلى إمتلاك الصندوق لعدد من الأليات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والتي لا يلاحظ لها نشاط يومي كامل بل تظهر وتختفي من المشهد فمع تقدير حمولاتها مجتمعة وكميات القمامة المطروحة يوميا سنجد أثر لعدم إستخدام قدرات تلك الأليات بشكل كامل !! حتى إن كان هناك عجز في القدرات فلماذا لا تسير بنظام الورديات أسوة ببلديات مدن العالم أليس ما يجمع في شهر يمكن جمعه يوميا ؟!! .
وإذا نظرنا إلى الجوانب المالية والإيرادية يجب أن نعلم بإن جزء من رواتب الموظفين تتحمله وزارة المالية بلإضافة إلى الدعم بمئة مليون من الحكومة إضافة إلى دعم الكثير من المنظمات لعشرات الأنشطة والدعم بالمعدات ناهيك عن إيرادات التحصيل اليومي من النقاط ومن المصانع والمنشأت وما يقابله من نفقات على أنشطة النظافة خلال الفترة الماضية سنجد ان المفارقة غريبة جدا من حيث إحتساب الكلفة اللازمة لرفع طن من القمامة على فرض إستئجار شركة نظافة تقوم بالمهام والأنشطة الواجبة على الصندوق لمدة شهر فقط سنرى كم سيكون الفرق كبير في التكلفة !! .
الكثير من الأسئلة يطرحها المواطن ومجتمعه المدني حول هذه المعضلة الموروثة في صندوق النظافة لعل من أبرزها ماسبب فشل الصندوق هل هي الإدارة أم الإرادة ، هل هو المال أم الرجال ، هل هي السياسة أم القيادة ؟! فبعد الحملة الشهرية الماضية بيوم تساءلت هل سيأتي صندوق النظافة وعماله لرفع تلك الكومه من القمامة التي يزيد وزنها عن 150 كجم أم سيتركوها حتى تتحول إلى أطنان ثم يأتون بعد شهر بحملة أخرى تكلف الملايين ثم يلتقطون عندها الصور وينشرون في الأخبار وتفتح نوافذ الصرف من حوافز ومكافأت وووو !! إنه الفشل يا سادة ، الفشل الذريع في إدارة الموارد والوقت !!!!