كريتر نت – متابعات
هاجم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين أحد أشهر أفلام النجم المصري عادل إمام، متهما إياه بمواجهة الدولة.
وأوضح الرئيس المصري، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، أن فيلم “الإرهاب والكباب” قد جعل من “البلد خصما”، عوض أن تكون “السلبيات” هي الخصم.
وأضاف السيسي أن “المواطن الذي لا يعمل هو الذي من المفترض أن يكون خصما، لكن حين تحول البلد إلى خصم، هدوها في 2011”، في إشارة إلى احتجاجات ما يعرف بـ”الربيع العربي” التي أطاحت بنظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك.
وتابع السيسي بقوله “بفضل الله تعالى علينا نهضت مصر عكس البلدان المجاورة”، في إشارة إلى الحروب والفوضى التي أعقبت أحداث الربيع العربي في سوريا واليمن وليبيا.
وأكد الرئيس المصري على ”ضرورة الحديث بوعي حول الأوضاع التي يواجهها المصريون، بدلا من بث السلبية بين الناس بسبب عدم تقدير القضية والتحديات“. وتابع أن ”قضية مستقبل مصر ليست قضية سلطة، وإنما قضية مشتركة تتطلب الوعي والعلم والإلمام بالتحديات قبل الحديث“.
مسلسل تناول قضايا تحتاج إلى أشهر للحديث عنها
وكان فيلم “الإرهاب والكباب” قد عرض في العام 1992، وهو من تأليف السيناريست وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، وشارك في بطولته الفنان الراحل كمال الشناوي ويسرا وأحمد راتب وأشرف عبدالباقي.
وتدور أحداث الفيلم حول إقدام موظف بسيط يؤدي دوره عادل إمام على الاستيلاء على مجمع التحرير الحكومي في القاهرة بمساعدة بعض المواطنين، واحتجاز الرهائن فيه، ليبدأ بعضهم بعرض المشاكل التي يعانون منها بسبب الفساد والمحسوبية والروتين والبيروقراطية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس المصري عن الأعمال الفنية المصرية. وأدركت الحكومة المصرية خلال العامين الماضيين أن مواجهة الإرهاب بالسلاح لن تكون كافية، ولا بديل عن توسيع دائرة الاهتمام بمعركة الفكر والكلمة. وأمام الإخفاقات في المسارين وعدم القدرة على مجاراة الآلة الإعلامية للإخوان والأنظمة الداعمة لهم، لم يكن أمامها من خيار سوى اللجوء إلى الخطاب الدرامي ليحل مكان الإعلامي.
وبث العام الماضي فيلم “السرب” الذي يروي الأحداث المتعلقة بمحاربة الجيش المصري للإرهاب في مدينة درنة الليبية، حين قصف مواقع تنظيم داعش في فبراير 2015، رداً على ذبح التنظيم لـ21 قبطياً مصرياً. وخصد الفيلم إشادات واسعة خاصة أنه بمقطع مصور للرئيس المصري يقول فيها “شعب مصر العظيم، إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب بالقصاص من هؤلاء القتلة”.
من جانب آخر، أشاد السيسي قبل أشهر بمسلسل “الاختيار”، الذي سيعرض الجزء الثالث منه في رمضان المقبل. وقال السيسي “إن المدارس والجامعات والمساجد والدراما والإعلام والأسرة أدوات ووسائل مهمة لبناء وعي الشباب المصري”، مشيرا إلى دور مسلسل “الاختيار” في تناول قضايا تحتاج إلى أشهر للحديث عنها.
وأضاف أن مسلسل “الاختيار” بمثابة جهد لا يوازيه أي جهد إعلامي لمدة أشهر، ما يعني أن الدراما لها دور في بناء الوعي.
وناقشت بعض المسلسلات الدرامية في رمضان الماضي مثل “الاختيار 2” و”هجمة مرتدة” و”القاهرة – كابول” قضايا تتعلق بجرائم جماعة الإخوان والإرهاب والمؤامرات الخارجية، ونجحت في تقديم صورة قريبة للرأي العام وتحقيق الاصطفاف الوطني وتغيير قناعات الشارع حيال التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وهي ملفات لم يستطع الإعلام مناقشتها بحرفية.
وتندرج المسلسلات ضمن ما يسمّى بـ”الدراما الإعلامية” التي نجحت في توصيل رسائل عديدة وأسهمت في تنوير الرأي العام بشأن خفايا الكثير من الأحداث، مقابل إخفاق الإعلام التقليدي على مدى سنوات في إقناع الجمهور بأهميته نظرا لغياب المصداقية في ما كان يتم طرحه من أفكار.