كريتر نت – متابعات
أثار إعلان صحيفة “القبس” الكويتية عن إيقاف الكاتب جاسم الجريِد عن الكتابة وحذف مقالاته بسبب “مناداته بالتطبيع مع إسرائيل، على حساباته بوسائل التواصل” جدلا إلكترونيا واسعا.
وتعرضت القبس إلى حملة إعلامية منسقة من نشطاء وأكاديميين كويتيين رفعوا سلاح المقاطعة في وجه الصحيفة. وأكدت الصحيفة في تغريدة على حسابها في تويتر:
وكان متشددون أطلقوا هاشتاغ #مقاطعة_القبس على خلفية نشر مقالات جاسم الجريد. وكتب مطلق الجاسر العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الشريعة بجامعة الكويت:
Dr_Mutlaq@
فتح المجال لكاتب متصهين! ليست بأول سوءات هذه الجريدة! فهذه الجريدة مع الأسف غدت منبرًا لتشويه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسمية أهله من الشعب الكويتي بقوى التشدد!
وجاسم الجريِد صحافي وناشط ليبرالي، يؤكد في تدويناته على دعمه للحريات والحقوق المدنية ومهاجمته للتشدد، ومناداته بالتطبيع مع إسرائيل.
وأثار موقف القبس التي تُعتبر من أكثر الصحف شعبية ونشاطا في الكويت استياء واسعا من قِبل مستخدمي مواقع التواصل الذين تباينت أسباب هجومهم على الصحيفة، وانقسموا إلى تيارين أحدهما أعلن المقاطعة بسبب نشرها للمقالات سابقا، وآخر أعلن المقاطعة لإيقاف الكاتب عن النشر فيها. وقال الكاتب سليمان إبراهيم الخضاري:
وقالت مغردة:
02lkarima@
قد اختلف مع الأخ جاسم في بعض الأطروحات لكني ضد قمع رأيه حتى لو كان مخالفا لما يؤمن به أغلب أفراد المجتمع. وليس من المعقول أن نصبح نسخا مطابقة للأصل؛ فبعض الاختلاف ظاهرة صحية.
واعتبر معلق:
eng_Alhoussainy@
جريدة كنت ومازلت من محبيها وقرائها مؤخرا اتخذت قرارا لا أراه موفقاً بتوقيف أخ عزيز عن الكتابة، سواء اتفقت أم اختلفت معه فحرية التعبير قيمة راقية. صديقنا له مستقبل كبير ولن يتوقف عند عثرة معينة فهو أكبر من ذلك.
واعتبر معلقون أن ما قام به الكاتب هو “حق كفله الدستور له بالتعبير عن رأيه”. وقالت الكاتبة الجازي السنافي:
img src=”https://www.cratar.net/wp-content/uploads/2022/03/IMG-20220301-WA0015.jpg” alt=”” width=”498″ height=”1080″ class=”alignnone size-full wp-image-181599″ />
وأضافت في تغريدة أخرى:
AljaziAlsenafi@
ممارسة الإرهاب الفكري مرفوضة قطعاً، حرية التعبير مكفولة، وهذا هو الإفلاس الصحافي بعينه. والكاتب له حرية إبداء رأيه عبر حساباته وليس لكم حق الترصد على كُتابكم! نتمنى أن تعودوا إلى رشدكم!
وقال كاتب:
وأجبرت شركة الاتصالات زين قبل أيام على حذف إعلان يحتفي بالحريات بعد أن نظم إسلاميون حملة لمقاطعتها.
وتعد صحيفة “القبس” التي تأسست في سبعينات القرن الماضي من أشهر الصحف اليومية في الكويت، وتحظى بمتابعة واسعة محليا وخارجيا، وسبق أن تعرضت لانتقادات وهجوم، وأُطلقت حملات لمقاطعتها بسبب تقاريرها.
جاسم الجريِد من ضحايا الرأي في الكويت
وتثير مسألة التطبيع مع إسرائيل جدلا واسعا في الكويت. وخلال السنوات القليلة الماضية تعالت بعض الأصوات الكويتية مطالبة بإقامة علاقات مع إسرائيل. وسبق أن سبب ظهور الإعلامية الكويتية فجر السعيد على إحدى القنوات الإسرائيلية -حيث عبَّرت عن دعمها للتطبيع مع إسرائيل ورغبتها في توطيد العلاقات- سيلاً من التعليقات.
وأثار تصريح الإعلامية الكويتية، بكونها تمثل الأغلبية الصامتة التي تجنح للسلام، نقاشات واسعة بشأن ما تريده الأغلبية في الكويت حقا.
وقالت فجر السعيد في مقطع الفيديو الذي نشرته مواقع إسرائيلية على تويتر إنها تؤيد فكرة الجلوس إلى طاولة التفاوض والحوار الدبلوماسي للوصول إلى حلول.
وتعد الكويت من الدول الملتزمة بمقاطعة إسرائيل رسميا وشعبيا، ولا تقيم أي علاقات معها، وتكرست مقاطعتها من خلال إقرار قوانين تحظر التعامل مع الهيئات والأشخاص المقيمين في إسرائيل أو المنتمين إليها بجنسيتهم. وتفرض الكويت عقوبات على مخالفي هذه القوانين تصل إلى حد الأشغال الشاقة المؤقتة والغرامات المالية الضخمة.
من جانبه أشاد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الأحد بموقف صحيفة “القبس” الكويتية الرافض للتطبيع مع إسرائيل.
يشار إلى أن صحيفة “القبس” كانت قد اختارت نهاية العام الماضي “الشعب الفلسطيني” شخصية العام 2021، ووفق القانون الكويتي تعد “دولة الاحتلال” معادية، ويحظر على الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين عقد اتفاقات أو صفقات مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها.