كريتر نت – لقاء / انوار العبدلي
متسلحين بالإرادة والايمان وجعلوا الطموح هو مصباح يشع وسط طريقا أرادوا أن يسلكوه لتحقيق حلما يراه غيرهم من الاسوياء أنه صعباً لكنه كان هين على أفراد ذوي الإعاقة حتى بلغوا مراتب عليا بالمستوى التعليمي وهو الجامعي .
جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين في محافظة لحج استطاعت أن تدعم ١٤ كفيف وكفيفة من تلاميذها ويبلغون مراتب الكليات ويدرسون بتخصص التربية والحقوق وعلم اجتماع وتسويق اعلان وغير ذلك .
كما أن هناك ٣ من أعضاء جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بالحوطة وهم مدحت مهدي ، لاريسا علوان ، وفاء فضل عباس خريجين كلية الهندسة بالمعلا قسم الحاسوب الالي .
لقاء مع عدد ممن شقوا طريقهم للدراسة وبلغوا مستوى مشروع التخرج والنجاح .
” رفض عمادة كلية عدن أن ندرس ”
الكفيف صالح خريج ٢٠١٦ م في لقائنا معه قال انا وأخي تقدمنا للدراسة بكلية التربية لكننا واجهنا رفضاً في بداية الأمر كوننا كفيفين ومبديين استغرابهم في تقدمنا للدراسة قلنا لهم غيرنا من ذوي الإعاقة بالمحافظات الأخرى والخارج يدرسون وشيء طبيعي واصبحوا دكاترة فأين هو المانع !
يستمر صالح بسرد قصته حتى تم الموافقة وقبولنا بأن ندرس قسم لغة عربية بينما اخي الكفيف تم رفض طلبة بأن يدرس معلم مجال كون هذا التخصص فيه مواد وخرائط مما اضطر اخي لدراسة نفس تخصصي .
مشيرا في صياغ حديثه تعامل الطلاب كان جيد جدا وعمادة الكلية تفهمت وتتبعت دراستنا وقال عميد الكلية باليوم العالمي للإعاقة والذي أقمنا فيه محاضرة توعوية كان لدي شيء من الخوف لكني إدراكت من خلال تتبعي لمعلمي اللغة العربية بأن المكفوفين كانوا أكثر تفوقا من بقية الطلاب .
وأوضح صالح كان توجد صعوبة هو تأخر في صرف المستحق المادي من صندوق المعاقين ما كان يأتي بوقته وكان يؤثر بشكل سلبي على طلاب ذوي الاعاقة الدراسين موجها كلمة للجهات المختصة لفتح باب التوظيف واعطاء ذوي الاعاقة نسبتهم بالقانون ٥٪ كما نحتاج لدعم بوسائل تعليمية مثل تسجيلات وكمبيوترات للجمعية كونها مكان وملجئ الجميع من المكفوفين للدراسة كما نتمنى من الصندوق صرف بطائق صحية للمكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة لإعانتهم في أمورهم الصحية الأخرى .
” لم يصدقوا اني اصبحت كفيف ”
الكفيف محمود فضل طلحت من أبناء لحج وهو خريج عام ٢٠١٧-٢٠١٨ م بكلايوس احياء قال محمود لم اولد كفيف ولكني بسبب الحرب الأخيرة فقدت بصري ولم يتبقى على تخرجي ودراستي سوى السنة الأخيرة الرابعة .
يشير محمود بأن اهم صعوبة واجهته هو كيفية التأقلم مع الوضع الجديد ولم اجد التقدير المطلوب والمساعدة من الكلية كوني اصبحت كفيف كانوا غير مصدقين وباني استخدم ذلك كنوع لتمرير سنة رابعة بنجاح لكني تسلحت بالإرادة وبمساعدة زملائي واستطعت أن اكمل السنة الأخيرة واتخرج بنجاح وحاليا أنا معلم بالجمعية ادرس صف تاسع اجتماعيات وصف ٣,٤,٥,٦, مادة برايل .
ووجه محمود كلمة بأنه يجب على المجتمع أن يمد يد العون لذوي الإعاقة فأنا لم اجد المساعدة بوقتها لإنقاذ عيني اليسرى الذي فقدتها بسبب السكر بينما اليمنى كانت بسبب تفجير مقر الشرطة وتطاير الزجاج لداخل عيني .
” متعدد المواهب ”
الخريج الكفيف صابر عوض حسين من أبناء لحج مديرية تبن وهو حاصل على بكالوريوس لغة عربية في صياغة حديثة معنا أشار بأن إعاقته لم تكن حاجز أمامه بل فجرت عنده عدة مواهب متعددة منها الانشاد ، والتقنية البرمجية والاعلام حيث حاليا يشغر منصب المسئول الاعلامي بالجمعية .
ولقد أبرز لنا صابر أهم الصعوبات ومنها المجتمع الذي قال في منهم من يضع العراقيل أمام الكفيف وذوي الإعاقة ولا يثقون بأن لديهم القدرة على عمل أي شيء بالرغم أن ذلك خطأ فنحن نستطيع العمل بشكل طبيعي ونجاحنا في دراستنا إلى جانب مواهبنا وحفظنا لكتاب الله وتكويني لأسرة وانا حاليا متزوج وأب لطفل دليل على ذلك .
موجها في ختام كلمته الشكر لإدارة الجمعية برئاسة الأستاذة اقبال قشاش ولأسرتي على وقوفهم إلى جانبي في حياتي ونجاحها .
” نجاح اخر مع تمني ”
الأصم والابكم مدحت مهدي عبدالقوي خريج حاسوب الي من كلية الهندسة بالمعلا قدم لمشروع تخرجه لعام ٢٠١٩ م حول شبكة الاتصالات .
تحدث مدحت بأنه واجه صعوبة في أول مشوار حياته التعليمي قبل ما ينتقل للجمعية وهو بمدرسة الاسوياء بقرية بيت عياض بتبن لم أكن أفهم شيء خلال الطابور ولا اعرف ما يدور ولم أجد لا معلم ولا طلبة يفسرون لي بحركات أو إشارة حتى إلى جانب ذلك كنت اعاني من معلم ظالم كان يعطي لي مخصص لمواد دراسية أكثر فقط لي وبقية الطلاب بالفصل عكسي أقل .
مضيفا لم استطع الصمود درست بالمدرسة حتى الصف الثالث ثم والدتي علمت بجمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بالحوطة وانتقلت لها بالصف الرابع حيث وجدت نفسي فيها والحمدلله واكملت دراستي حتى الثانوية العامة وساعدتنا بدراستي بالكلية قسم الحاسوب الالي وتخرجت بعام ٢٠١٩ م وحاليا أنا معلم داخل الجمعية .
ووجه مدحت تمني بأن يكون هناك قسم لدراسة الحاسوب الالي في محافظة لحج بدل عدن وذلك لبعد المسافة علينا ومن أجل التخفيف المادي وكذلك هناك خريجات من فئة الصم والبكم لا تستطيع الذهاب الى عدن لخوف الأهالي عليهن .
إدارة جمعية الصم والبكم بلحج عبر نائبته الأستاذة كوكب عبدالله قالت نحن ندعم وبقوة حق طلابنا في الدراسة الجامعية ونسعى معهم لتحقيق ذلك لكن الأمر لا يخلوا من الصعوبات احيانا لدينا خريجين ثانوية بنات واولاد يريدون إكمال دراستهم الجامعية لكن هناك صعوبات منها عدم رضاء الأسر واحيانا خوفهم عليهن وخاصة البنات لبعد المسافة واحيانا تكون واحدة أو اثنتين لا يوجد مجموعة يذهبن معا واحيانا الدخل المادي للأسر بسبب الفقر وصندوق المعاقين يتكفل بمصروفات التعليم لكن يتأخر بصرف المبلغ بموعده وفي أسر لديها تدعم ابنها مقدما وهناك أسر لا تستطيع ذلك .
فعلا الأمل والارادة هو طريق من لا طريق له ليس لذوي الإعاقة فقط حتى للاسوياء وكان ذلك طريق ونجاح خريجي ذوي الإعاقة في دراستهم الجامعية .