كريتر نت – عربي21
نشرت مجلة “فورين افيرز” مقالا جاء فيه إنه منذ إعلانه ترشحه للرئاسة، أوضح جو بايدن إنه يريد إعادة التوازن إلى الوجود العسكري لأمريكا في الشرق الأوسط.
ووعد بايدن أيضا بـ “إنهاء الحروب الأبدية في أفغانستان والشرق الأوسط”، وإيقاف “حقبة العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل دول أخرى”، مقابل تحويل نظر واشنطن إلى الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأوسع. حسب المقال .
لكن المقال اكد إن تعديل الوجود العسكري ليس واضحا تماما، خاصة بعد الانسحاب من أفغانستان المثير للجدل، إذ تبدو إدارة بايدن مترددة بشأن ما تختاره أمريكا في النهاية، ففي حين سحبت واشنطن بعض مواردها من الشرق الأوسط، وعد مسؤولون في الإدارة، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، شركاء إقليميين قلقين بأن “التزام أمريكا بالأمن في الشرق الأوسط قوي ومؤكد”.
ولطالما سعت واشنطن إلى تغيير حجم وجودها العسكري في المنطقة، ولكن تجرها إليها الأزمات والصراعات التي سعت إلى النأي بنفسها عنها.
وكان الرئيس السابق، دونالد ترامب وعد بالعديد من الانسحابات العسكرية من المنطقة، لكنه أرسل آلافا إضافية من القوات مع تصاعد التوترات مع إيران في عامي 2019 و 2020، كما أن خطط الرئيس أوباما عام 2011 لتحجيم المهمة في العراق قوضها ظهور تنظيم الدولة في عام 2014.
وترى الباحثتان أن أمريكا تحتاج إلى إعادة تقويم رصين للأدوات العسكرية التي ينبغي أن تخصصها للشرق الأوسط، وهذا لا يعني الانسحاب من المنطقة أو التغاضي عنها. لكنه يستلزم تقييما واضحا لكيفية ترتيب أولويات الموارد العسكرية لواشنطن، وكيفية ربطها بشكل أوثق بأهدافها الاستراتيجية.
وهذا يعني، بحسب المقال، التركيز بشكل أضيق على حماية نفسها وحلفائها من الإرهاب، و”ردع إيران عن تطوير أسلحة نووية”، والحفاظ على تدفق التجارة وحرية الملاحة، ويعني أيضا أن تتعلم واشنطن تقديم فن الحكم الدبلوماسي والاقتصادي على العمل العسكري.
وكانت واشنطن نشرت في البداية أعدادا كبيرة من القوات في المنطقة في أعقاب الأحداث الإقليمية في أواخر السبعينيات وما تلاها من عقيدة كارتر عام 1980، والتي ألزمت أمريكا بأمن الدول الخليجية.
ووسعت أمريكا من تواجدها خلال حرب الخليج الأولى ثم توسعت بشكل كبير بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وأدت الصراعات المتتالية، مثل العمليات في أفغانستان، وحرب العراق، والقتال ضد تنظيم الدولة، إلى ترسيخ القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وجاء في المقال أن بعض المصالح تظل وثيقة الصلة من الناحية الاستراتيجية، مثل حماية الوطن والمواطنين الأمريكيين، ولا يزال الشرق الأوسط الكبير منطقة خصبة للشبكات الإرهابية التي تتطلع إلى مهاجمة أمريكا. لكن العلاقة بين الأنشطة العسكرية لواشنطن ومصالحها الأساسية تتآكل منذ عشر سنوات على الأقل، إن لم يكن أكثر، فأمريكا على سبيل المثال، لم تعد تخوض حروبا برية واسعة، وهذا يعني أنها لم تعد بحاجة إلى أعداد كبيرة من القوات والمعدات الثقيلة القادرة على السيطرة على الأراضي.
وتابعتا بالقول “الوجود الكبير لواشنطن في الشرق الأوسط هو أكثر من مجرد تبذير. لقد أوجد بيئة يميل فيها صانعو السياسة إلى استخدام الوسائل العسكرية بشكل غير متناسب، بدلا من الدبلوماسية والاقتصاد، لتنفيذ أجنداتهم”.
وشدد المقال بالقول، إن إعادة التقويم لواشنطن تسمح بالاستفادة من المزيد من مواردها العسكرية في أماكن، مثل المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، حيث تكون هناك حاجة إليها. كما سيعيد التوازن إلى كيفية تطبيق أمريكا للدبلوماسية وفن الحكم الاقتصادي في الشرق الأوسط والسماح للبلاد بالاعتماد بشكل أقل على القوة. وستساعد أمريكا على تعزيز شراكاتها.