كريتر نت – متابعات
أكد نادي الرجاء البيضاوي أنه فريق النهايات بامتياز بعدما حسم نهائي آخر لمصلحته ليبقى كأس محمد السادس في خزانة الكرة المغربية بعد فصول مجنونة رافقت مواجهته لاتحاد جدة السعودي. ويعد الرجاء أكثر الأندية المغربية تتويجا قاريا وعربيا وقد حصل على مكاسب مالية ومعنوية بعد هذا الإنجاز.
وعزز نادي الرجاء المغربي من السيطرة المطلقة لأندية شمال أفريقيا، على لقب البطولة العربية للأندية الأبطال في السنوات الأخيرة، بفوزه على ضيفه اتحاد جدة أمس السبت، بنتيجة (4-3) بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (4-4)، في المباراة النهائية لكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
وفرضت أندية شمال أفريقيا قبضتها على النسخ الثماني الأخيرة، دون أن يستطيع أي ناد من عرب آسيا فك هذه السيطرة، حتى الآن.
هيمنة عربية
منذ عام 2006 بات لقب البطولة العربية للأندية الأبطال، حكرا على أندية 3 دول، هي المغرب وتونس والجزائر، بواقع 3 ألقاب لأندية تونس ومثلها للجزائر ولقبين للمغرب.
وحقق الرجاء البطولة في مناسبتين عامي 2006 أمام إنبي المصري بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، ثم فاز بآخر نسخة أمام اتحاد جدة بضربات الترجيح على ملعب مولاي عبدالله في العاصمة الرباط. وحقق الترجي التونسي الذي يتزعم الأندية الحاصلة على البطولة مرتين من أصل 3 ألقاب لديه، في آخر 8 نسخ، حيث حققها عامي 2009 و2017 على حساب الوداد المغربي والفيصلي الأردني.
ثاني مدرب تونسي يحرز اللقب
واحتفظ وفاق سطيف الجزائري بلقب البطولة لعامين متتاليين 2007 أمام الفيصلي الأردني بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، ثم 2008 ضد الوداد المغربي بنفس الطريقة.
وتمكن اتحاد الجزائر من تحقيق اللقب الوحيد له في نسخة 2013 ضد العربي الكويتي، ونفس الشيء فعله النجم الساحلي التونسي الذي سجل اللقب العربي الوحيد في خزائنه على حساب الهلال بالنسخة قبل الأخيرة عام 2019.
واكتفت أندية عرب آسيا بتحقيق الوصافة في 5 مرات، خلال آخر 8 نسخ عن طريق الفيصلي الأردني “مرتين” ومرة بواسطة العربي الكويتي والهلال والاتحاد السعوديين.
وأصبح الرجاء ببطولتيه مساويا لخمسة أندية لديها نفس الرصيد، وهي وفاق سطيف الجزائري، الصفاقسي التونسي، وكل من الهلال، الاتفاق والشباب من السعودية.
يشار إلى أن أندية شمال أفريقيا الأكثر تحقيقا لألقاب البطولة بـستة عشر لقبا مقابل ثلاثة عشر لعرب آسيا، وحققت أندية شمال أفريقيا الوصافة في 14 نسخة أقل من عرب آسيا التي حلت وصيفة في 15 بطولة. وسجل الرجاء المغربي نفسه كرابع فريق يحقق لقب البطولة العربية للأندية الأبطال، من بوابة ضربات الجزاء الترجيحية.
الشابي يكتب تاريخه مع البطولات عبر بوابة الرجاء بعد أن كان مدرب الضرورة ومعه رفع أسهمه ليواصل رحلته مع الفريق
وانضم الرجاء إلى أندية الاتفاق والهلال السعوديين والصفاقسي التونسي، التي توجت باللقب بواسطة ضربات الجزاء الترجيحية في النهائيات العربية، من أصل 29 نسخة أقيمت حتى الآن.
وكان الاتفاق أول من توج بالبطولة بعد احتكامه لضربات الجزاء الترجيحية أمام الأفريقي التونسي نسخة عام 88، ثم حقق الهلال السعودي البطولة على اتحاد جدة عام 1994، وبعد 10 سنوات نجح الصفاقسي التونسي من الفوز بالبطولة، بعد تجاوز الإسماعيلي المصري بذات الطريقة موسم 2004.
وغابت ضربات الجزاء عن النهائيات العربية مدة 17 عاما لتعود في هذه النسخة التي حسمها الرجاء المغربي.كرر التونسي الأسعد الشابي مدرب الرجاء البيضاوي، إنجاز مواطنه فوزي البنزرتي الذي استفاد قبل 8 مواسم من حضوره مدربا للضرورة ليقود الفريق قبل أسبوعين من انطلاق مونديال الأندية التي احتضنها المغرب 2013 لوصافة تاريخية خلف بايرن ميونخ الألماني.
استفادة التعوي
مثلما عوض البنزرتي يومها محمد فاخر الذي كان قد توج بلقب بطولة المغرب، فقد استفاد الشابي منتصف الموسم الحالي من تعيينه مدربا للرجاء بديلا للمغربي جمال السلامي الذي كان بدوره قد قاد الرجاء للقب الدوري قبل موسمين.
الشابي أكمل دور المجموعات في مسابقة الكنفدرالية ليتوج بلقب المسابقة الأفريقية أمام شبيبة القبائل، وعاد ليكمل مسابقة كأس محمد السادس التي استهلها جمال السلامي أيضا واكتفى بالتواجد في النهائي ومن مباراة واحدة توج بطلا. وبهذا يكتب الشابي تاريخه مع البطولات عبر بوابة الرجاء، وهو مدرب للضرورة ومعه رفع أسهمه ليواصل رحلته بالعارضة الفنية للفريق، بعد أن قاده في ظرف وجيز للقبين خارجيين.
بدا التونسي الأسعد الشابي، مدرب الرجاء البيضاوي، فخورا عقب التويج. وقال الشابي في تصريحات صحافية “أكبر عائق واجهنا هو أننا واجهنا ناديا كبيرا بالسعودية بقيمة تسويقية ومحترفين من العيار الثقيل ونحن بلاعبين ناشئين بلا خبرة ودون تحضيرات كبيرة أخبرت اللاعبين بعد لقاء روما أنه ينبغي تدارك الهفوات التي ارتكبناها في تلك الودية”.
وأردف “درست المنافس بشكل جيد وتحديدا مباراتي الفيحاء والرائد، وكنت واثقا من أننا سنفاجئهم وفق السيناريو الذي خططنا له، وأشعر بالفخر الشديد لما تحصلت عليه داخل هذا النادي، وأرقامي تتحدث عن نفسها بكل تأكيد”.
وزاد “استقبال مكالمة الملك محمد السادس كانت تاريخية، شكرني وقال لي إنه سعيد بإهدائه لقبا في ذكرى عيد ميلاده، أنا رجل أحترم المقامات والملوك، وما يتحقق للمغرب مع الملك محمد السادس كبير جدا”. وأتم مدرب الرجاء البيضاوي صاحب الـ59 عاما “الآن أفكر في الدوري وفي المحطات المقبلة إن شاء الله، وسعيد بأن أكون فردا من نجاحات هذا النادي العريق”.
تتويج الرجاء باللقب العربي وحصوله على إيرادات مالية هامة بوصفه بطلا ستساعده على تسوية ملفات ثقيلة داخلية تهم مستحقات لاعبيه وتحديدا من يسمون بالصقور ولاعبي الصف الأول. الرجاء سيتمكن من بث الهدوء في صفوف لاعبيه قبل المشاركة بدوري أبطال أفريقيا من خلال أداء مستحقات الحارس الزنيتي والحافيظي ومتولي وعدد من نجومه ويتفادى الدخول معهم في نزاعات مختلفة مثلما كان يتخوف مسؤولوه وأنصاره.