كريتر نت – وكالات
قصص مؤثرة اهتز لها الرأي العام بالجزائر، كشفت عن الوجه الحقيقي لتلك الحرائق التي تركت ورائها “ضحايا لم يكونوا ككل الضحايا”.
ومن بين القصص الحزينة والنهايات المأساوية التي تداولها الإعلام المحلي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، قصة لشابتين من مدينة تيزي وزو، “لم تتمكسان بالحياة، بل تشبثتا بالرحيل مع والدتهما”.
هما “سارة وجوهر” من بلدة “إخليجن” التابعة لمنطقة “الأربعاء ناث إيراثن” في محافظة تيزي وزو.
وأكدت الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني) العثور على جثتيهما متفحمتان في منزلهما بتلك البلدة الصغيرة جدا، التي لم تصمد أمام هول الحرائق غير المسبوقة التي اجتاحت المنطقة.
ليس ذلك فقط، فكثير من أهالي المنطقة عثُر عليهم إما متفحمين أو متوفين بسبب الاختناق، لكن نهاية “جوهر” و”إيناس” كانت محزنة وفق ردود فعل الجزائريين عبر منصات التواصل.
حيث تم العثور عليهما متفحمتين، لكن “متشبثتان ومعانقتان جثة والدتهما” التي أثبتت عملية تشريح جثتها بأن توفيت اختناقاً بعد استنشاقها لدخان الحرائق.
وكان تفاعل الجزائريين كبيرا مع هذه النهاية المأساوية للشابتين وأمهما، وأجمعت معظم ردود الفعل على أصالة البنتين، ورفضهما البقاء في هذه الحياة بدون والدتهما، فقررا الاحتماء بجسدها لـ”تتحد أرواحهم الثلاثة وتصعد إلى بارئها في يوم واحد”.
واجتاحت الجزائر، منذ الأسبوع الماضي، حرائق مهولة وغير مسبوقة بـ20 محافظة كاملة، خلفت مقتل أكثر من 169 شخصاً وأتت على مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية والثروة الغابية.
وهي الكارثة التي أعادت جمع الجزائريين على حزن واحد، كما جددت قيمة التضامن والتكاتف والتكافل الاجتماعية في الجزائر، هبات تضامن من كل حدب وصوب، وعلى كل الأنواع، تقاطرت على المدن والقرى المتضررة، خصوصاً في تيزيوزو وبجاية وجيجل.
وأعلنت الحماية المدنية بالجزائر (الدفاع المدني) سيطرتها على معظم حرائق الغابات في البلاد، وبأنها لم تعد تشكل خطرا على المواطنين.
وفي تصريحات إعلامية، كشف العقيد فاروق عاشور المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية عن جهود فرقه تنصب في الوقت الحالي على تحييد المناطق السكنية وحمايتها، خصوصاً بمحافظات تيزي وزو وجيجل والطارف وبجاية والتي تقع جميعها في شرق الجزائر.