كريتر نت – متابعات
تجدد الحديث في الساعات الماضية عن إمكانية أن يسهّل وصول ليونيل ميسي إلى بارك دي برينس رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني. لكن بالنسبة إلى ناصر الخليفي، فما يطالب به مبابي أصبح واقعا الآن بانضمام ميسي الذي سيجتمع مجددا بزميله السابق في برشلونة البرازيلي نيمار، وسيلعب تحت إشراف مواطنه ماوريسيو بوكيتينو.
وبدأ الحديث حول الثلاثي الناري ميسي – مبابي -نيمار منذ إعلان انضمام الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى صفوف باريس سان جرمان الفرنسي، لكنّ التكهنات زادت بقوة حول إمكانية انتقال الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني هذا الصيف.
هذه الصفقة، إن تمت، ستعيد للدوري الإسباني جزءا كبيرا من الهيبة التي خسرها مع رحيل ميسي، والتي سبقتها أيضا خسارة البرتغالي كريستيانو رونالدو لمصلحة الدوري الإيطالي ويوفنتوس.
فالليغا الإسبانية التي تصدرت المشاهد طيلة السنوات الماضية، لم تخسر فقط هذين العملاقين في عالم كرة القدم، بل ستفتقد أيضا للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان والمدافع الإسباني سيرجيو راموس، لكن هل تنقلب الأمور رأسا على عقب في ثانية واحدة بانتقال محتمل لمبابي إلى الميرينغي؟ إذ عادت الصحف الإسبانية للحديث عن فرضية حدوث هذه الصفقة التي يُحكى عنها منذ سنوات وليس الآن فحسب.
وعنونت صحيفة “أس” الإسبانية “مبابي، إنّه أمر ممكن”، وأشارت إلى أنّ انتقال ميسي “يمهد الطريق أمام الريال”. وبحسب الصحيفة المتخصصة، لم تُجهّز إدارة الرئيس فلورينتينو بيريس العرض لسان جرمان، إذ يتجنّب الأخير تقديم عرض لا يليق بنادي العاصمة الفرنسية. مبابي الذي انضم إلى سان جرمان عام 2017، لم يجدّد عقده الذي ينتهي في يونيو المقبل، ذلك على خلاف زميله البرازيلي نيمار الذي مدّد عقده للبقاء في العاصمة الفرنسية حتى العام 2025.
مشروع ناجح
أفاد مبابي في حديث صحافي سابق في أواخر شهر مايو الماضي عندما اختير أفضل لاعب في الدوري الفرنسي إلى أنه يطمح للعب ضمن مشروع ناجح وقال “كل العالم يعرف أنني أملك رابطا عميقا تجاه هذا النادي. الآن، ما أريده، هو أن أفوز، وأن أشعر بأنني ضمن مشروع يطمح إلى الفوز دائما، وأن أكون ضمن تركيبة صلبة إلى جانبي. فالمشروع الرياضي ضروري جدا”.
ولبّى سان جرمان طموح لاعبه المدلّل وتمكن من إبرام سلسلة صفقات كبيرة هذا الصيف فضمّ الهولندي جورجينيو فينالدوم، والحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، والمغربي أشرف حكيمي، والإسباني سيرخيو راموس وأخيرا ليونيل ميسي.
ورغم ذلك، يبقى تجديد عقد مبابي ضبابيا وغير محدّد بعد. أما من ناحية إدارة النادي، فلقد كان موقفها واضحا دائما وهو أنّ “مبابي يجب أن يبقى في سان جرمان، لا نريد بيعه ولن ينتقل أبدا بصفقة انتقال حرّ”، هذا ما أكدّه القطري ناصر الخليفي رئيس النادي لصحيفة “ليكيب” الرياضية في يونيو الماضي.
ناصر الخليفي: لا عذر لكيليان لمغادرة باريس سان جرمان بعد استقدام ميسي
وكان مدرب الفريق، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو قد واجه سؤال الصحافة عن هذا الموضوع بضحكة وكلمة واحدة هي “لا”. ولتبديد هذه الشائعات المتزايدة، وضع النادي قميص مبابي رقم 7 إلى جانب قميص رقم 10 لنيمار بالإضافة إلى علم أرجنتيني خلال فيديو الإعلان عن وصول ميسي.
ويشير رئيس مرصد كرة القدم في المركز الدولي للدراسات الرياضية ومقره في نوشاتيل إلى أنّ مسألة السيولة المالية في النادي الفرنسي لن تكون أبدا عائقا أمام تجديد عقد مبابي. في المقابل، فإنّ الموضوع المالي يبقى محل سؤال مشروع في ريال مدريد، إذ تأثر النادي بشكل ملحوظ بسبب الأزمة الوبائية العالمية، خصوصا أنّه في طور تطوير ملعبه في سانتياغو برنابيو، بالإضافة إلى كونه قد خسر هذا الصيف زيدان، راموس، والمدافع الفرنسي رافايل فاران المنتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وللتوافق مع الحدّ الأقصى للرواتب الذي فرضه الدوري الإسباني (حوالي 473 مليون يورو في حالته)، يمتلك الريال نقاط قوة: لديه احتياطي نقدي قدره 120 مليون يورو، ويمكنه بيع لاعبين (مثل النرويجي مارتن أوديغارد أو الصربي لوكا يوفيتش) للاقتراب من الرقم المالي الذي يسمح له بتلبية متطلبات سان جرمان للتخلي عن مبابي.
وكان الألماني توني كروس قد عزّز من فرضية انضمام مبابي في حديث للصحيفة الألمانية “بيلد” حيث قال “يطمح الريال دائما إلى ضمّ أبرز النجوم، وبالتالي فإنّ انضمام مبابي لن يكون مفاجئا”. في ضوء ذلك، يحق لجمهور ريال مدريد أن يحلم لبعض الوقت بانتظار تطورات الأيام المقبلة.
لا عذر
من جهة أخرى رأى رئيس باريس سان جرمان ناصر الخليفي بأن “لا عذر” للهداف كيليان مبابي من أجل الرحيل عن نادي العاصمة الذي ينتهي عقده معه في يونيو 2022، وذلك بعد انضمام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الفريق.
وقال الخليفي خلال تقديم ميسي كلاعب جديد في صفوف نادي العاصمة بعدما وقع معه الثلاثاء عقدا لعامين مع خيار التمديد لعام إضافي إن “كيليان باريسي، منافس بشدة. قال إنه يريد فريقا قادرا على المنافسة، والآن، ليس هناك أيّ فريق أكثر تنافسية من سان جرمان. لا عذر له للقيام بأي شيء آخر سوى البقاء مع الفريق”.
وأفاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خلال تقديمه كلاعب جديد في باريس سان جرمان الفرنسي أنه يحلم بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي توج معه شخصيا أربع مرات سابقا.
وقال ابن الـ34 عاما في المؤتمر الصحافي “قلت إن حلمي هو الفوز بلقب آخر في دوري أبطال أوروبا، وأعتقد أنه (سان جرمان) المكان المثالي للحصول على فرصة تحقيق ذلك”. وتوج ميسي بلقبه الرابع الأخير في المسابقة القارية عام 2015 مع برشلونة الإسباني، فيما يبحث سان جرمان عن اللقب للمرة الأولى.
وتطرق ميسي في مؤتمره الصحافي إلى اللعب مجددا بجانب نيمار بعدما كانا معا في النادي الكتالوني من 2013 حتى 2017 قبل أن ينضم البرازيلي إلى سان جرمان في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، قائلا “أنا ونيمار نعرف بعضنا البعض جيدا. آمل أن نكون أقوى معا إلى جانب جميع زملائنا في الفريق”.
أما بالنسبة إلى اللعب تحت إشراف مواطنه بوكيتينو، فقال “أعرف المدرب ماوريسيو بوكيتينو جيدا. وكونه أرجنتينيا، سهّل الكثير من الأمور منذ البداية. وكان ذلك مهما في اتخاذ قراري”.