كريتر نت – متابعات
ينطلق موسم جديد من دوري الدرجة الأولى الإسباني بعد أيام قليلة وسط تحديات كبيرة تعقب رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن نادي برشلونة بعد 21 عاما قضاها في صفوفه. وبرحيل ميسي تبدأ منافسات الدوري الإسباني حقبة جديدة، فقد كان الأرجنتيني اللاعب الأبرز والأفضل وعامل الحسم لسنوات.
ويُمثل رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن برشلونة تحديا كبيرا وغير معروفة نتيجته للنادي والدوري الإسباني الذي توج به أتلتيكو مدريد الموسم الماضي. كما ستشهد الليغا غياب قائد فريق ريال مدريد السابق سيرجيو راموس الذي رحل إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي بعد نهاية عقده أيضا.
ولم يسبق وأن أحدث أي لاعب كميسي هذا التأثير الكبير في الليغا الإسبانية التي انطلقت للمرة الأولى في موسم 1928 – 1929، فقد شكّل الأرجنتيني تاريخا وحده لبرشلونة، وحقق إنجازات لا يمكن لغيره الوصول إليها واستطاع السيطرة على جميع الأرقام الفردية بأهدافه وتمريراته الحاسمة ومراوغاته وكرته الرائعة، وجلب كذلك الألقاب الجماعية إلى النادي. وفي مؤتمر وداع ميسي عبّر (البرغوث)، وهو يبكي، عن رغبته في الاستمرار مع برشلونة، وقال “كنت واثقا بأنني سأستمر في برشلونة، في بيتي، كان هذا أكثر ما كنا نريده”.
وانضم ميسي إلى برشلونة وهو في الثالثة عشرة من عمره، واستطاع بإمكانياته وقدراته كتابة التاريخ وصنع المجد الأعظم في كرة القدم، فتوج مع البلاوغرانا بـ35 لقبا، منها 10 ألقاب دوري إسباني، بالإضافة إلى تتويجه بالكرة الذهبية 6 مرات، والحذاء الذهبي 6 مرات، وكان الهدّاف التاريخي لناد واحد على مر العصور، وتصدر قائمة هدافي الليغا برصيد 474 هدفا في 520 مباراة، كما كان أكثر من سجل أهدافا في موسم واحد برصيد 50 هدفا في موسم 2011 – 2012.
وتُوج ميسي كذلك بجائزة هدّاف الدوري الإسباني 8 مرات، وكان أكثر من حقق انتصارات في الليغا بإجمالي 383 انتصارًا، وأكثر من لعب مباريات بإجمالي 520 مباراة.
وكانت أرقام وأهداف ميسي حاسمة للغاية مع برشلونة، منذ ظهوره الأول في انتصار البلاوغرانا بهدف دون مقابل على فريق إسبانيول في السادس عشر من أكتوبر 2004 وحتى آخر مباراة خاضها مع الفريق التي أُقيمت في كامب نو ضد فريق سيلتا فيغو في السادس عشر من مايو 2021، وسجل فيها آخر أهدافه بقميص برشلونة.
ولا تزال عواقب رحيل ميسي عن برشلونة مجهولة، فالفريق خسر قائده وأفضل لاعبيه الذي جعله يعانق المجد لسنوات.
وكان كل شيء في برشلونة يدور حول ميسي، ولكن الفريق على وشك بدء حقبة جديدة تحت قيادة المدرب الهولندي رونالد كومان ورفقة لاعبين من الحرس القديم، إلى جانب الصفقات الجديدة كممفيس ديباي وأغويرو وإريك غارسيا.
فجوة كبيرة
إذا كان برشلونة قد خسر قائده ميسي، فقد خسر ريال مدريد قائده راموس الذي لعب بقميصه طوال 16 سنة حقق خلالها جميع الألقاب، منها 5 ألقاب دوري إسباني. وانتقل راموس إلى الفريق الباريسي الذي سيكون بنسبة كبيرة وجهة ليونيل ميسي المقبلة، هذا إن لم تحدث مفاجأة غير متوقعة، مجانا بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد.
ويتصدر راموس قائمة أكثر اللاعبين الذين ارتدوا قميص منتخب إسبانيا، ورحيله يتسبب في فجوة كبيرة في الموسم المقبل بالليغا. وغادر ريال مدريد كذلك المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، لذا تعاقدت إدارة النادي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي لقياد الفريق بداية من الموسم الذي ينطلق بعد أيام قليلة.
ويستهل ريال مدريد الموسم دون قلب الدفاع الفرنسي رافاييل فاران، ولكنه لا يزال يحتفظ بلاعبين من طراز رفيع كتوني كروس ولوكا مودريتش وكريم بنزيمة.
ورغم خسارة الدوري الإسباني هذه الأسماء الكبيرة، فلا يزال يحتفظ بأفضل حراس المرمى في العالم، فريال مدريد لديه تيبو كورتوا، وبرشلونة لديه تير شتيغن، وأتلتيكو مدريد حامل اللقب لديه يان أوبلاك، فضلًا عن المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي يُعد المدرب الوحيد الذي انتصر على برشلونة وريال مدريد في مناسبتين في موسم واحد في آخر 17 عاما.
البقاء في القمة
يكمل سيميوني في ديسمبر المقبل عقدا على رأس الإدارة الفنية لفريق أتلتيكو مدريد، الذي يقود خط هجومه المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، والذي يمتلك حارسا استثنائيا كأوبلاك ولاعبي وسط مميزين كماركوس يورينتي ورودريغو دي بول.
ويُعد دي بول أحدث المنضمين إلى أتلتيكو مدريد الذي ينتظر أيضا انضمام رافا مير وانفجار جواو فيليكس مع الفريق في ملاعب الليغا.
ويطارد إشبيلية فرق الصدارة مدعوما باستمرار بعض من عناصره المميزة وإبرام صفقتين جديدتين هما (الحارس ماركو دميتروفيتش وإريك لاميلا)، إلى جانب فرق ريال سوسيداد وفياريال وريال بيتيس.