كتب – اللواء صالح البكري
أيها الإخوة والأخوات : وطن لا نحميه لا يحق لنا العيش فيه فالإنسان جبل على حب وطنه.. مرارا وتكرارا ادعوكم أبناء الجنوب جميعا… ولازلنا ندعوا وسنستمر وذلك من حرصنا عليه… ادعوكم للاصطفاف حوله كبنيان مرصوص وطوقا قويا لحمايته بكل ما أوتيتم من قوة… فلا وطن لكم ان لم تدافعوا عنه…. ولا أوطان لكم خارجه أن خذلتموه أو تقاعستم عن الدفاع عنه..
فاديان السماء جميعها تأمرنا بالدود عنه ضد أي غازي له… بالنفس.. بالمال… بفلذة الآكباد فهو يستحق ذلك مننا وأكثر… إن الوطن
أيها الإخوة والأخوات… يقوى ويكبر بمرور الأوغاد عليه… وإن الوطنية.. هي القناعة بأن هذا الوطن اعلى منزلة من جميع أوطان العالم الأخرى.. لمجرد انك ولدت فيه.. لأجل هذا واجبكم أن تتحملوا مسؤولية الدفاع عنه كما فرضته الأديان علينا… يجب أن تكون هاماتكم مرفوعة فوق السحاب… عالية فداء له يصعب عليها الانحناء…. ولو غرقت تلك الهامات بالدماء… فهو يستحق مننا ذلك وأكثر.. وويل.. وتبت يدا من يتربص به وأعوانهم وتب.. ومن يقف في صفهم تبت يداه..
ان الصدور الممتلئة بالشرف والفضيلة وحب الأوطان لاتحتاج إلى وسام يتلالأ فوقها.. الجنوب اليوم أيها الإخوة والأخوات يمر بمرحلة عصيبة جدا قاسية فلا مناص له من أمرين أثنين لا ثالث لهما..
إما نهوض يتبعه بناء أو تمزق وهدم يتبعه فناء وكل غيور على وطنه لا يرضى لهذا الوطن سوى الاستقرار والتقدم… لقد تطاولت على الجنوب أيادي من الخارج قذرة بينها وبين النظافة بون شاسع.. فالشرعية المصدأة المتأكلة لسان حال إحدى دول الخارج لا تمت للوطن ولا الوطنية أي صلة بها فلا يهمها العبث فيه او خلق المشاكل عليه فهي نسخة وسخة لأصل اوسخ..
وهناك المتربص الآخر الإخوان الممثل الشرعي في الجنوب لقوى خارجية أخرى يمنعنا ادبنا من ذكرها..يحاول أولئك الإخوان إتمام سيطرتهم على مواني الجنوب لاغداق واغراق الجنوب بإعداد هائلة من هذا التنظيم الشاذ.. وعلى مشارف هذا الوطن تكمن السلالة الأمامية صنيعة إيران للانقضاض عليه… إن هؤلاء لا تفوح منهم رائحة الوطنية ابدا بقدر ما هم استرزاق وذل وعبودية فانحذر خطابهم السياسي إلى هذا المستوى البغيض… أو يتجه شيئا فشيئا نحو الانحدار… يعبدون حكام وأشخاص.. فلا يعرفون للمبادئ معنى.. ولا لحب الأوطان شعورا.. قوى خارجية تهيىء وتطبخ في مطابخها.. ممثلين لها من صنيعتها والزج بهم في أرض الجنوب منتظرين يوم الاستحقاق الكبير.. يوم السطو على الجنوب.. وهذا يؤدي إلى إنقسام… وتمزق… وهدم شنيع تسقط فيه كل المباديء والقيم فهم كالزرع المزروع في غير أرضه… إما أن تأباه تلك الأرض فتلفظه… أو ينشب فيها فيفسدها.. هكذا هم .
أيها الإخوة والأخوات لقد جاء إعلان المجلس الانتقالي كهيئة رسمية ممثلة لشعب الجنوب بمثابة فجر بهيج.. لينهي ظلام ليل فكرهم.. ويمحو ما رسموه في مخيلتهم من عبث لهذا الوطن.. فيجب علينا الاصطفاف حوله… حتى يجري الحق كالمياة.. وهذا هو أملنا بهذا المجلس وسوف يسجل التاريخ لنا أعظم مسيرة للحرية في تاريخ الجنوب. إن إيماننا بقضية الجنوب متمثلة بالمجلس الانتقالي.. سنكون قادرين على شق جبل اليأس بصخرة الأمل… بهذا الإيمان سنكون قادرين على تحويل أصوات الفتنة إلى لحن جميل من المحبة والإخاء… بهذا الإيمان سنكون قادرين على العمل معا… والكفاح معا… والوقوف معا من أجل الحرية معا..
أيها الإخوة والأخوات… الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس… فمن عاش محروم منها عاش في ظلمة حالكة…. يتصل أولها بظلمة الرحم… وأخرها.. بظلمة القبر.. عاليا ياجنوب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.