كتب – جميل الصامت
اعترف حزب الاصلاح بعزلته الناتجة عن اختطاف الشرعية وتجسيده لسلطة امر واقع في عدد من المحافظات المحررة ،التي تدار من قبله وفشل معها في التحول الى شكل من اشكال الدولة .
اتي ذلك من خلال (سقطة) رئيس هيئته العلياء اللواء محمد اليدومي مؤخرا .
الذي طالب الاخرين بما لم يلزم نفسه وجماعته به ،حينما شن هجوما ضد القوى السياسية ،لانها لم تصدر بيانات ادانه لمقتل احد ناشطيه في عدن ،فيما هو وجماعته يلزمون الصمت ازاء جرائم تحصد ارواح ابناء الوطن في كل ساعة وحين .
بل ذهب لاتهام تلك القوى المؤيدة للشرعية – ولو بشكل ضمني – شراكتها في الجريمة ،فقط لانها لم تدان ما اراده السيد اليدومي وكأن تلك القوى مجرد فروع لحزب اليدومي وواجبها تنفيذ رغبات محددة .
متناسيا ان الاغتيالات والقتل يكاد يكون روتين يومي على امتداد ساحات الشرعية ولم نسمع اي بيان او إدانة لحزب اليدومي مع الاسف .
ثم ان آلة الحصد العبثية تطال ابناء الشعب بمختلف انتماءاتهم وتهدد السلم الاجتماعي – وهي بالطبع مدانة ومرفوضة – ولا نكاد نرى موقفا ازاءها من اليدومي وجماعته .
نحن لا نقول ذلك تشفيا لاننا من حيث المبدأ ضد الاغتيالات والقتل وترويع الآمنين مهما اختلفنا معهم ،وستظل الجريمة مدانة ممن كان وضد من كان دون انتقاء، ويجب ان يكون ذلك موقف اخينا محمد اليدومي وجماعته ايضا .
الاغرب ان يقوم رئيس حزب كاليدومي باتهام الاخرين بالتأييد لمجرد انهم لم يدينوا قتل ناشط في جماعته ،فالامر فيه منطق غير حصيف علاوة انه ينضح بلغة فيها استعلاء واضح مفاده ان اليدومي يقول للجميع انه بات وجماعته من يحكمون البلاد وعلى الاخرين التسبيح بحمدهم غير انه محاولة للهروب عن مايشهد الوطن من مذابح وتغطية للفشل ازاء ذلك ..؟!
فيما الراجح ان سقطة اليدومي تعبير عن شعور بالمرارة لحالة العزلة التي فرضها اليدومي وجماعته على انفسهم وباتوا يكابدونها بالفعل ،جراء فقدان علاقتهم بمحيطهم السياسي .وكذا فقدان الاخرين الثقة بهم اكثر من مرارتهم بفقد ناشط عدني .
وقد يجدون انفسهم لوحدهم دون نصيرا لهم في نهاية المطاف والواقع كفيل بتقديم صورة واضحة لذلك .