كتب – عبدالقادر الجنيد
السلاميون، في اليمن، أشكال وألوان.
منهم الطيبون الغاوون، ومنهم الباحثون عن أدوار، ومنهم من يرتزقون، ومنهم الذين هُنَّ وهُمْ حوثيون حتى النخاع من رحِم الحركة الحوثية وفي وسطها ويتنكرون بأنهم سلاميون وكلهم ضارون.
أنا سأقتصر في كلامي هنا على السلاميين الطيبين.
حتى السلاميون الطيبون، ضارون
١- هم يلعبون ويتلاعبون بكلمة ممتازة- وهي “السلام”- مثل ما يلعب الحوثيون والقاعدة وداعش بكلمة ممتازة أخرى من عالم المُثُل الأخلاقية العليا، وهي “الدين”.
٢- نحن، بالرغم من ضعفنا ومظلوميتنا، اخترنا “المقاومة” من بين المُثُل الأخلاقية العليا، حتى لو قدمنا التضحيات.
السلاميون “الطيبون”، بالرغم من أنهم أيضا مظاليم، اختاروا “الاستسلام” كنوع من الأخلاق العليا، ووصَّفوه على أنه “السلام” لأنه يعفي ويُنجي من التضحيات.
٤- بتماهى السلاميون- بقدرة قادر وعمليا- مع تحقيق مصالح ومكاسب للحوثيين.
لا يوجد سلامي، إلا وهو يخدم- عمليا- مصلحة الحوثي.
عندما تطلب تثبيت وضع قائم يوجد بداخله شخص قوي عنيف مسيطر في جهة وفي الجهة الأخرى جانب مغلوب على أمره بإسم السلام، فإنما أنت تُزكي وتدعم الحوثي العنيف الباغي القوي المسيطر.
٥- عندما يَخلق ويَصنع جريفثس وبيرجهوف والأزمات ما يسمى بالسلاميين اليمنيين.
يتم خلق سلاميين يمنيين من قبل هؤلاء الممولين الأجانب الدوليين ، ويدعونهم للندوات والسفريات والمكافآت ويبنون لهم مراكز دراسات محلية، ويوفرون لهم مقاعد بحثية دراسية في مراكز تفكيرهم وأكاديمياتهم ويشتركون معهم بدراسات ميدانية.. ثم يطلقون أعنتهم ويفكون أربطتهم ويطلقونهم علينا.
٦- نحن سلميون ولسنا سلاميون
في نفس يوم اختطافي وفي الليل وأثناء أول استجواب من المحقق الحوثي وأنا مقيد الكفين إلى ظهري في الخلفي ووجهي إلى للجدار وقناع قماشي أسود يغطي عيناي الاثنتين، الذي استغرق خمس ساعات وأنا على هذا الحال، سألني المحقق:
“هل عندك سلاح في البيت؟”
“لا. أنا لا أعرف حتى كيف أعمر المسدس بطلقات الرصاص.”، هكذا أجبته.
فرد علي المحقق:
“نعم. ولكن كلماتك أقوى من طلقات الرصاص.”
الكلمة، تخيفهم.
نحن السلميون- وحدنا- وليس معنا إلا كلماتنا.
نحن السلميون، ضد الحرب وضد العنف وضد السيطرة الحوثية وضد الاستقواء بالأجنبي وضد التمويل الأجنبي.
نحن السلميون، نؤيد المقاومة ونوافق على تقديم التضحية.
نحن السلميون، وكأنه لا يكفينا ما نتعرض له من الحوثيين فإنه ينبري علينا ويقلل من قدرنا وشأننا “السلاميون”.
٧- بكل أسف وبكل مرارة، نقول بأن هؤلاء “السلاميون”، يتم استعمالهم ضدنا نحن “السلميون”، من قبل الحوثيين ومن قبل “السلاميين” الأجانب.
وكلما طالت الحرب، ستظهر لنا أشياء وأشياء.