كتب : عزيز الماطري ابو عمر
كل اتفاقية او تسوية او وثيقة تم التوافق عليها في هذا البلد كانت مقدمة لجولة صراع او احتراب بين اطرافها .
طالما ولَم تشخص المشكلة جيدا ولَم يصل التوافق لوضع حلول لا تقفز على الواقع وتعقيداته ولا تنطوي نوايا الأطراف للتربص وتأجيل الحسم وتهيئة أسباب الانقضاض فحتما ولابد ان جولة قادمة تعجز النوايا الطيبة عن حيلولة حدوثها والجلوس على طاولة التفاوض مجرد التقاط انفاس واستراحة محارب وتخفيف حدة الضغط الداخلي والخارجي .
فما بالك بطرف مأخوذ بنشوة النصر ويؤمن ان العنف هو الخيار الأوحد استراتيجيا وما الحضور لطاولة الحوار إلا لقطف ثمار جولة حرب سيعقبها حتما جولات .
الطرف المقابل فرط بكل أسباب النصر وفرط بالفرص جميعها وفوقها فرط بمكتسبات كبيرة ما كان له ان يتحصلها الا بتضحيات الشهداء والجرحى وبدلا عن التشبث بالارض راح يشعل المعارك الجانبية المستغرقة لجل طاقته .
التسويات المجتزئة اشبه بجلوس املاء شروط استسلامية تتغيا سحب يد طرف إقليمي من تحت الرحى ليترك البقية لملاقاة مصيرهم المحتوم .
اتفاق الحديدة كان بمثابة إنقاذ وإعادة حياة للمليشيا ولَم يكن للشعب ولا للشرعية اي مصلحة عليا به وعد نذير شؤم على تغير موازين القوى وانحراف للبوصلة وانطلاق مؤشر العد التنازلي لتآكل وانحسار تمدد الشرعية بدون أسباب حقيقية ترتبط بعوامل القوة والضعف على الارض لتتحول جبهة حيوية الى حالة معطلة قصدا وعمدا أفرزت وضع مريح للحوثي كيما يتوجه لحسم جبهات اخرى ، لتأتي الضربة القاصمة بالتراجع المذل لقوات الشرعية وغير المبرر حتى اللحظة من تخوم صنعاء وتفقد سيطرتها على الجوف وجغرافيا شاسعة حتى مشارف مدينة مأرب .
تخيل معي لو تمسكت الشرعية بجبهة نهم ولَم تسقط الجوف وبقت جبهة الحديدة مشتعلة دون إخمادها باتفاق تعيس وتحركت جبهة تعز وكرش والضالع والبيضاء هل سيملي الحوثي شروطه على هذا النحو ؟! .