كتب : علي محسن سنان
في بلدتي الحبيبة عندما كنا صغارا نعمل على جمع ماتيسر مما نحصل عليه من النقود اليسيرة ومن الوزاي ومما نوفره من بداية رمضان من عملنا ببيع التمر مع ابي واخي ، ويشتري لنا ابي الثياب وبعد ذلك اخي وهي ثياب متواضعة بعيدة عن صرعات الموضة والسراويل المقطعة والمضغوطة ، وهات لك يا صرعات وبأسعار خيالية.
في ايامنا حلاقة تالو قبل العيد وباشراف الوالد وكلنا الاطفال نمط واحد من الحلاقة واللبس حتى كان يتندر علينا اننا طقم واحد مثل فرقة سالمين.
حياة بسيطة وبسيطة جدا جدا وفتحت التعاونيات وكان الفان زين والبدلات وبن علوي بعشرة دينار والشرني المهربة برخص.
المهم نبدأ بتوفير الرماد من دخول العشر الاخيرة من رمضان ونشتري القاز لنعجن القاز بالرماد للهشال ليلة العيد .
كانت المدينة من المستشفى ودار الحيد والعرشي منازل العيشور وما حولها والمدينة القديمة العبر ودوقة وكلد والحردود والجوس والسوق القديم والرقف.
هذه هي المدينة بالتمام والكمال وفي يوم المقصرة اليوم الذي يسبق العيد بيومين تبدأ مراسم العد التنازلي للاحتفاء بالعيد ، والمنازل والبيوت والنساء والاسواق في حركة دؤوبه ، واستعدادات عالية من التجهيزات للاطعمة والعشر والبغاش والخمير والسبايا لتوزع يوم الكرامة اي قبل يوم العيد على الاهل وذوي القربى والجيران في مشاهد لا تتكرر يالها من محبة وترابط واخاء والفه وتعهد الجار لجاره.
وفي يوم المبدأ (الكرامة ) تجد الناس يقدمون على شراء الاغنام (الطلي) او الطربوس لمعظم الناس ليذبح المبدأ لعشاء ليلة العيد وتعهد الاهل تعزيزا لصلات الرحم وبركات ونفحات ايمانية فواحة في المكان والزمان وبارخص الاسعار .
ومنذ ليلة ٢٧رمضان ينشد الاطفال في الحواري والازقة لتوديع رمضان
مودع مودع يارمضان
مودع مودع يا رمضان
ياسعد من صلي بك وصام
وهكذا ثلاثة ايام وفي اليوم الاخير ليلة العيد وبعد تناول وجبة العشاء يصعد الاطفال الى اسطح المنازل ليهشلوا ويطلقوا الطماش في الفضاء ومعها تطلق افراحهم ومرحهم ولعبهم ، وبعد ذلك يلتقي الاهل والاسر والاحبة يتسامرون لا تلفزة ولا انترة ولا هواتف ولا موبايلات السامسونج والايفون ولا الكمبيوتر وما معك الا الراديو الترانستسور وليلة ليلة من ليالي العمر والصبايا والنساء يتجملنا بالحناء والخضاب والنقش ، وليس كما هي عليه اليوم من موضات وصرعات ويا بهذلتاه ويا نفقات وصرفيات تقسم ظهر اولياء الامور والله يكون بعونهم، والمسافرون خارج الضالع بل حتى المغتربون يحرصون على ان يعيدوا مع اهلهم.
وفي فجر اليوم العيد وبعد ان رحب الاطفال بالعيد واستقبلوه بلبس الجديد وقبل كانت الجبانة وصلاة العيد ومن جيلي صلاة العيد في مسجد الجمعة وبخطبتي الجمعة لاحد الائمة والخطباء ، واذكر العلامة السيد محمد والاستاذ محمد الفقيه وبعد صلاة العيد ، وبجو فرائحي عيدي يذهب الاهالي لزيارة الاقارب كل منا لاهله ومن ذويه.
يذهب الاطفال جماعات وافرادا للمعاودة لكل بيت ويعطى لهم من الشكلاته والنعنع وبعضهم العانات والنصف شلن ، وقبل ذلك وبعد صلاة العيد يتصافح الاهالي والمصلون ويسلمون على بعضهم عيد مبارك كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم.
وفي بداية التسيعنيات وما فوق كان المصلى في ملعب الصمود والى وقتنا الحاضر .
كان للعيد نكهة وحلاوة وعيد سعادة ولعب وجليلة وعرة مع علي بعار وعبدالله شايف وهمدان ونرجع مليانين تراب وتعب الركبة على اللاندروفر وفرحة بقلوب صافية بعيدة عن الغل والحقد والكراهية وويلات الحروب وشم البارود وازاهاق الارواح والجراح وسفك الدماء .
اللهم اجعل عيدنا القادم عيد محبة وسعادة عيد سلام وامن ورخاء بعيد عن البلاء والوباء والحروب