كتب : د. أروى الخطابي
أثناء بحث الدكتوراة وجدت مصادر عديدة كتبت بعض الحوادث الخرافية عن الزكاة. وقد تكررت هذه الحوادث في العديد من المصادر الأصلية حتى أصبحت ظاهرة ملفتة للغاية فقررت أن أكتب عنها مبحثا خاصا يشمل تلك الحوادث والغرض منها.
كانت معظم الحوادث تستخدم لجمع الزكاة والتحذير من التلاعب بها أو من محاولة التهرب منها.
فعلى سبيل المثال أورد أحد المؤرخين أن رجلا تذمر من دفع الزكاة المرصودة عليه واشتكى بأنها أكثر مما يستطيع تحمله فذهب ونام في المسجد وحلم أن زرعه قد احترق وأنه خسر كل ما يمتلك فصحا من نومة مرعوبا واتجه إلى مأمور المال يعتذر منه وأنه سوف يسلم كل ما تم رصده عليه.
وحادثة ثانية تقول إن أحدهم امتنع عن تسليم واجب الزكاة فأصابه الفقر والعوز.
وهكذا سرد مؤرخو عيال طالب الكثير من الحوادث وربطوها مباشرة بعدم تسليم الواجبات فمن ماتت حيواناته لأنه تهرب من الزكاة ومن نشفت أرضه وذبلت زروعه لم يسلم حق الله، ومن لم ينتج نحله لأنه مقصر في أداء واجبه الى بيت مال المسلمين.
لقد كان هذا الربط بين الحوادث وبين الزكاة رابطا مقصودا لكي يرعب البسطاء من الناس بأنهم أن تأخروا او اعترضوا او تململوا من دفع الزكاة الباهضة سوف يصابون بمصيبة كبيرة يعلق عليها مؤرخ عيال طالب بأنها مصائب بما كسبت أيدى الناس ولم يؤتوا حق الله ورسوله.
وهكذا تم إفقار اليمنيين وتجويعهم بعد أن تم حمل حبوبهم وغلاتهم إلى مخازن الإمام حيث كانت تتعفن من سوء التخزبن بينما الناس تموت جوعا.
إن هذا المبحث من رسالة الدكتوراة أثار استغراب البرفسورة وعلقت عليه تعليقا ظريفا جدا.. قالت إنه مثير.
ولو تعلم البرفسورة ما يحدث الان في اليمن لأصبحت اكثر استغرابا وتعجبا بل واستنكارا عندما تشاهد قوارير العسل والسمن في إب تجمع من الناس كزكاة وهم يموتون جوعا وبينما المنظمات العالمية تعلن كل يوم وكل ساعة تبرعوا لليمنيين الذين يموتون من الجوع والفقر!!