كتب : علي محسن سنان
بالبدء اقتحم اليوم عالم شخصية وطنية وهامةوقامة تربوية وتعليمية سامقة عرفته وانا في الابتدائية في صفوفي الاولى عندما كان مديرا لاعدادية الضالع وانا طالب في مدرسة صالح قاسم الابتدائية حين كان التعليم ابتدائي 6 سنوات واعدادي 3 سنوات وهما مدرستان متجاورتان .
صيته ذاع الافاق وسمعته العطرة وحنكته القيادية التربوية والتعليمية بارزة ومؤثرة ، وشخصية ذات كاريزما أخاذه يحترمه ، ويهابه كل الطلاب ومحبوب جدا بين صفوفهم ؛ ويقدره كل المعلمين وتآثيره يتجاوز اسوار المدرسة الى المجتمع .
في زمانه وقيادته لاعدادية الضالع ثشهدت تطورا بارزا علميا ونشاطا مدرسيا في الفنون والرياضة مثل الجمباز والرمح والعدو ورمي الجلة وكرة القدم والعروض الرياضية في المناسبات والفرقة الفنية المدرسية ويساعده في ذلك الاستاذ الشهيد حمزه عمر والد الكابتن طيار صالح حمزه .
واجزم ان كل طلابه يتذكروه بالخير ويثروا منشوري هذا بالاضافة او الحذف فأن لم تسنح لي الفرصة ان اتتلمذ على يديه احتضن الطلاب وبالذات الفقراء وضمهم للقسم الداخلي ، وصقل واعد وصنع رجالا يشار اليهم بالبنان ، وتسنموا مناصب رفيعة مدنية وعسكرية ، ومروا تحت ناظريه .
بطل منشوري اليوم واجزم انكم قلقون لمعرفته الا وهو الاستاذ محمود علي العبادي مدير اعدادية الضالع الذي منذ فترة طويلة اروم وارغب في الكتابة عنه وقد تواصلت مع بعض افراد اسرته ولم استطع الحصول على اي معلومة تفيدني في منشوري.
ولكن رغبتي دفعتني للولوج في هذا المعترك والحمل الثقيل ، والذي لا استطيع ان اكون قدره فكما يقولون لكل مقام مقال وانا غير ذي مراس وشأن للايفاء بصاحب المقام واعطاءه ما يستحقه.
الاستاذ الشهيد محمود العبادي مدير اعدادية الضالع ومدير التربية مديرية الضالع والاستاذ الشهيد حمزه عمر عمودان بني عليهما التعليم الاعدادي ؛ وكانا على قدر اهل العزم .
ارمي اليوم حجرا في مياه راكدة لتحدث دوائر لازاحة جدار كبير في حياة رجل ممن كان يشتعل لينير للاخرين دروب المستقبل ، ودفع ثمنا باهضا نظيرا ذلك .
استشهد الأستاذ محمود العبادي قبل 45 عاما اي العام 76م ، وبرحيله فقدت التربية والتعليم واحدا من رموزها وطلائعها المستنيرة التي حملت على عاتقها الخروج من واقع التخلف والجهل الى آفاق اكثر اشراقا واتساعا .
اعرف وادرك انني غير مؤهلا لذلك ولكني ادعوا الجميع ممن لديهم الموهبة والملكة والمعلومات ومن عايشوا هؤلاء العظام الا يبخلوا باستعراض سيرهم العطرة .
اعتذر استاذ الاجيال ان لم افيك حقك فلمثلك تصنع المجسمات تخليدا لذكراك.
ادعو الله لك بالرحمة والمفغرة
ودمعتان ووردة على ثرى قبرك الطاهر