كتب : علي محسن سنان
صالح حميد الزبيدي رجل من طراز نادر وصاحب اخلاق وقيم وامانة ونبل واستقامة وهدوء ووقار بشوش صاحب ابتسامة صافية لا تفارقة نابعة من قلبه المفعم بالحب عطوف يعطف على الصغير والكبير.
منضبط ومخلص لعمله صالح حميد للامانة عنوان
كل ما يديره في عمله توزيع الرسائل في ذاك الزمن الذي كان بدراجته الهوائية (البيدل) الحمراء وحقيبته الجلدية الذي يضع بها الرسائل ويقوم بتوزيعا
(وين صندوق الكتب والطوابع
عندي رسالة بدم القلب مطبوعة )
ص ب ماهوه مكلف بالجواب ليه انا باعاتبه
صالح حميد وطوابع البريد وبدلته الرسمية الكاكي والحضور والانضباط للدوام واصدقكم القول لم ارى في حياتي قط موظف منضبط مثل حبيبنا صالح حميد موظف بريد الضالع امام سينما النصر بالضالع بجانب منزل اولاد سيف حميد والدكتور عبدالله احمد صالح مدير مستشفى النصر .
كنا عند ذهابنا للمدرسة ومغادرتنا نلاحظه فهو في وشنا حتى اكملنا الابتدائية والاعدادية ويسلم علينا ويعطينا رشفة ماء وبحكم بيع الطوابع واستخدامها في كل المعاملات انذاك ترى الحاج صالح حميد مبتسما ما تريد دمغة زواج دمغة شهادة… .الخ .
صالح حميد وبعد انتقاله الى امام المدرسة في البريد الجديد ظل كما هو صالح حميد رجل نادر وفريد منظومة من القيم كتلة من الاخلاق وفن التعامل ودقة المواعيد والزمن استثمار في قاموسه.
احببته كثيرا وكثيرا جدا وتعلقت به وجذبني وشدني التزامه الصارم وشجاعته ونبل اخلاقه صالح حميد كتاب مفتوح للراغين في الولوج الى عالم النبل والتواضع .
واجزم ان تأثر كثيرا من ايام الادارة الاستعمارية البريطانية في عدن حيث عمل هناك وهذا ما يلاحظه اين منا في هندامه وطبيعة عمله الذي تعتمد على الامانة في زمن كان البريد من الوسائل والوسائط التواصيله بين الناس والاحبة في الداخل والخارج وكانت في امان في حفظ صاحب الامانة الحاج صالح حميد.
وحتى بعد تقاعده كنت التقيه بين الحين والاخر وحتى وفاته لمعرفتي وزمالتي لابنه الفقيد فيصل
وهناك امور كنت قريب منها ومشاهد واحداث بينت معدن هذا الرجل النادر ولامجال لها هنا.
رحمة الله عليك حبيبنا الحاج صالح حميد الزبيدي