كتب – متعب قريقوش
محسن الكيلة رحلة عطاء ووداع غامض لحج هي حاضرة الوطن وتاريخ لا يمكن أن يمحى مقولة كان يرددها الفقيد الراحل محسن الكيلة في جلساته ونقاشاته الرائعة رحمة الله عليه .
كان رجلُُ يحمل في دواخله سجايا وخصال حميدة رسمت على أديم المحبة إلهام ساحر وظل بمثابة الإبن البار لمحافظة لحج بشكلٍ عام ومديرية تبن بشكلٍ خاص وأعطئ من وقته وحياتة لكل من عرف ومن لم يعرف كالشمس إذا أشرقت لم تبخل بدفئها على أحد
والراحل محسن الكيلة طيب الله ثراه كان أحد ابرز الرجال الذين شرفوا تبن وتشرفت بهم مثل رمزاً للنضال ورمزاً للبساطة ورمزاً للأنسانية صفات لازمته الى أن توفاه الله
كان له حضوره الكبير على مستوى المحافظة وعلى المديرية ومناطقها وعزلها بل تعداه على مستوى الوطن وهو من واقع إختصاصه ومجاله العلمي بدرجة بكلاريوس في الاقتصاد إضافةً الى عملية التأهيل التي حظي بها تجلى ذالك في فترة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
حين منح فرصة الابتعاث الى المانيا في العام ١٩٨٣ م ليدرس الاقتصاد السياسي ولمدة عام وهي مرحلة تعليمية مزدهرة حظي بها الفقيد وساعدتة على أن يكون قائداً وتناط إليه العديد من المسؤوليات بكل ثقة وأقتدار في العديد من مؤسسات ومرافق الدولة في ثمانينيات القرن الماضي .
ومن أبرز المسؤوليات التي تشرفت به تعيينه مديرا بإدارة الزراعة والثروة السمكية في سكرتارية اللجنة العليا للرقابة الشعبية وخلال الفترة مابين الأعوام ١٩٨١ وحتى العام ١٩٩٠ م كان في رئاسة مجلس الشعب الاعلى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً .
ومن ثم في الامانة العامة لرئاسة الجمهوريه عدن
ومساعداً لمدير دائرة المشاريع للمكتب التنفيذي بمحافظة لحج من عام ١٩٩٤ وحتى العام ٢٠٠٠ م
كما تقلد مناصب اخرى منها اميناً عاماً لإتحاد جمعيات مستخدمي المياة للجمهورية اليمنية في عام ٢٠٩ م
وكذا امين عام للمجلس المحلي في مديرية تبن من العام ٢٠١٠ م وحتى وفاته
مسيرة علمية وعملية عززتها خبراتة الطويلة
نسج خلالها علاقات متينة وعظيمة تلك المواقع والمناصب التي حظي بها الفقيد لم تدفعه يوماً نحو الترفع او أن يتعامل مع من حوله من الناس بإنتقاص بل ظل على بساطتة التي عهدها الجميع
كان الكيلة رجل بحجم الوطن يقدم خدماتة للناس ويؤثر ويتأثر بمن حوله لم يغيب يوماً عن فرح او حزن ليبقى رجل الوفاء الدائم مقاسمً الناس السعادة والتعاسة گأنه فرداً منهم
كل ذالك جعله يجني ثمار التعب والكفاح في سبيل خدمة الوطن وحتى تنعم الأجيال بحياةٍ كريمة وتبقى الأنسانية هي السائدة .
ذلك ما أراده وكان يردده ويمارسه عملً في كل جلساتة ولم تصحبه آهات الندم او اليأس رغم ماكان ومازال يطوقُ محافظتة التي أحبها في كل أحوالها لم يفوت يوماً او يعتذر عن اي دعوة تقدم له فكان حاضراً في الفعاليات والورش والندوات وكذا المنتديات وكان بمستوى العضو البارز فيها بنقاشاته وطرحه الموضوعي
ونصحه وإرشاده ساعدَ وشاركَ وواسى وقدمَ حتى غادر الدنيا شامخا بوجه رضي ورغمَ ماكان يمرُ به في لحظاتة الأخيرة لم يشكو ولم يتذكر بل صارع الوجع مصرً على إكمال إحدى جولاته الاخيرة في خدمة رسمية الى احدى المرافق الحكومية في المحافظة التي سقط بعدها كشهيد واجب ليروي بعرقه الأرض التي نبت منها ليقبل ثراها قبلةَ وداعه الاخير تاركً الجميع في ذهولهمٍ وعجزهم عن تفسير جلادة الرجل الذي قابلهم في آخر دقائق حياته دون أن يشعروا بإن تلكَ كانت رغبتهٕ في إلقاء كلمات الوداع على هيئة سلام ، تاركً الجميع وتبن ولحج لإمنيات أن يحفظهم الله تعالى جميعاً