كتب – جميل الصامت
تتبلور انتفاضة الشارع في المحافظات الجنوبية ككرة الثلج بسرعة غير متوقعة حيث تكبر وتزيد يوما عن آخر مع تدهور سعر الريال مقابل العملات الاخرى الناتج عن تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد المقرر ان تصبح دولة غير قابلة للحياة بحسب آخر توصيف اممي للحالة اليمنية ان لم يتدارك وضعها .
ليس الانتقالي وحده وقناته (الغد المشرق) من نفخ في الروح في الشارع ،بل هو الجوع والجرعات التي تمرر بشكل شبه اسبوعي يتلقى المواطن ضربات موجعة تباعا دون توقف ..
سياسة الحكومة الاقتصادية غير واضحة في ظل توزع موارد البلاد بين امراء الطوائف وضياع الجزء الباقي ضريبة فساد وغنائم حرب ،وقدرات الحكومة على الضبط مايزال ضعيفا ،وباستطاعت اي جماعة ان توقف نشاطها في ظل عدم قدرة التعاطي مع المطالب المرفوعة .
امام الحكومة استحقاقات تجاه الناس كجزء اساس من التزامها نحوهم ياتي في المقدمة توفير الامنين النفسي والمعيشي لهم لتستحق الرضا من الناس .
قد يكون الانتقالي احد المستفيدين وليس الوحيد من ثورة الجياع لكن لا ننسى ان هناك طرفا آخرا يحاول ان يستثمر الوضع لاثبات النزعة الفوضاوية لدى الانتقالي كخصم عنيد ومنافس قوي ينبغي اخراجه من اللعبة ،بذريعة اسقاط اتفاق الرياض ،الذي يعتبره الاخير اهم مكسب له وان ارفق بالتجويع .
غير ان هناك من يحاول الباس الانتقالي ثوب المتمرد والدليل ترك النفير والذهاب لافراد مساحات اعلامية باتجاه الجنوب ليس للدراسة والمعالجة بقدر الاستثمار ونصب المقاصل ..
من الواضح ان الحكومة مكبلة في الوقت الراهن من الطرف المهيمن عليها في الشرعية واظنه يسعى لافشالها عبر حبس وحجز التمويل اللازم للانفاق ،ومااستخدام جانب الخدمات والتجويع الا وسيلة ضغط للتركيع .
لا احد ينكر ان غليان الشارع نتاج معادلة عض الاصابع المتبادل بين مختطفي الشرعية من جهة والانتقالي في الجهة المقابلة ادى الى انتفاضة في الشارع وصل حد اغلاق المعاشيق ،والتهديد باطلاق البيان رقم واحد …؟!
الاطراف اليمنية متورطة في تبديد الموارد لامحالة، لكن التحالف يعد مسئولا عن بلد يرزح تحت البند السابع ومسئولية احتياجاته ومتعلقات معيشته تتحملها دول التحالف ليس باعتبارهم رعاة وفق القانون الدولي بل ايضا بحكم صيرورة الحل والعقد بات بايديهم .
اليمنيون تاريخيا لديهم عقدة الخارج المالك للعصي السحرية دوما…؟!
في ظل هكذا وضع لم يعد الامر مقتصر على حكومة مغلولة ومكبلة وسبق ان طلبت علانية وديعة سعودية جديدة لدعم استقرار الريال ،ويبدو ان عاصفة تقرير الخبراء الاخير حول الوديعة السابقة له تداعياته ،
ومادام الامر كذلك ،فثورة الجياع لاتتوقف عند حدود الداخل بل تمتد للخارج ايصا .
اعتقد ان وديعة سعودية ودعم موازنة الدولة في الطريق حتى تتمكن الحكومة من الايفاء ولو ببعض التزاماتها ..