كتب – عهد الخريسان
لعل أهم أسباب التدهور الإقتصادي والخدماتي في المحافظات المحررة وثورة الافواه الجائعة التي دخلت معاشيق هذا اليوم هو الصراع السياسي العقيم بين الأطراف السياسية وحين اقول عقيم فاني افرقه عن الصراع السياسي المثمر الذي يمارس في العديد من الدول ويعود بالفائدة على مواطنيها ، ولأنه صراع وجودي لا تنافسي دخل فيه الأطراف لا التنافس ولكن للقضاء على الاخر ومن يدفع ثمنه هو الشعب اولا واخيرا!!!!.
صراع على ما يبدوا أن التحالف لا يسعى لحلحلته بل للحيلولة دونه أو على الأقل تطويل أمده لأهداف استراتيجية وليست ثانوية يسعى لها التحالف !!!.
صراع اوصفه بصراع الدائرة المغلقة الذي يبدأ من حيث ينتهي ولا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد ففي كل مرة يكون الشعب هو الكاسر لتلكم الدائرة ليعطي الانتقالي فرصة تدعيم ذاك الكسر وتعزيز إرادة الخلاص الشعبي ليعود هذا الأخير إلى استثمار هذه الجهود لتعطيه قوة تفاوضية تعزز موقفه السياسي مع الشرعية التي هي المستفيد الأكبر طبعا فمن التشريد إلى التمكين ومن الانحسار شمالا إلى التمدد جنوبا ومن الفشل العسكري إلى النجاح الدبلوماسي التفاوضي فمن لا يملك شيئ يكون مستفيدا لو حقق موقع قدم حتى لتعود مرة أخرى لممارسة نفس اللعبة في حرب الخدمات والتضييق على الشعب لاستثارة الشعب طالما وان الانتقالي يلعب دور الحليف الودود لهم لا الخصم الذكي !!!.
قلناها مرارا وتكرارا لا حلول كاملة في وسط غير كامل وهذا النمط من الصراع أن صح توصيفه بالصراع الخاسر الأكبر منه هو الشعب بل وحتى الانتقالي الذي يجد قوته في حاضنة من أغلبية الشعب لكن هذه الميزة لن تدوم للابد في ظل هذا التعاطي وسيجد الانتقالي نفسه بهذه الاستراتيجية (إستراتيجية ريح الزبون ولو كان مجنون) في وجه حاضنته قبل الشرعية والتحالف حينها لا التحالف سيتعاطف معه ولا الشرعية سترحمه بل حتى الحلفاء لن يدعموه لأنهم يدركون بأن عامل قوة الانتقالي في حاضنته الشعبية حتى الفارق العسكري الذي حققه كان بها وحين تفقد عامل قوتك الوحيد لن يرحمك أحد !!!.
اتمنى أن الا يصل الوضع لهذا السيناريوا ولن يحصل هذا إلا بإعادة الانتقالي النظر في الاستراتيجية برمتها ووضع خارطة طريق لكسر دائرة الصراع فهل سيفعلها ؟! ان غدا لناظره قريب .