كريتر نت – عدن
وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بضرورة توحيد جهود الحكومة وكافة القوى اليمنية وتحديث الخطط لهزيمة الحوثيين واستكمال تنفيذ خطوات اتفاق الرياض، وذلك بعد أن اشتدّ الصراع بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في محافظة مأرب، ما استوجب على الحكومة اليمنية تحديث خططها العسكرية لدحر المتمردين.
وشدّد هادي خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع محمد المقدشي على أن “النصر حليف القوى الجمهورية مهما كانت التضحيات، واليمن لن يعود إلى عصور الإمامة”، مؤكدا “ضرورة الالتزام بالخطط العسكرية في مسارح العمليات وتحديثها وفقا للمستجدات، بما يمكن من هزيمة مشروعة لميليشيا الحوثي الانقلابية وداعمتها إيران”.
ومنذ فبراير الماضي، صعّدت جماعة الحوثي هجماتها في محافظة مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.
وأطلع وزير الدفاع هادي على سير العمليات العسكرية الجارية ضد الحوثيين في مختلف الجبهات، وقال إنّ “معنويات الجيش مرتفعة، وعلى أتم الاستعداد لتنفيذ الأوامر العملياتية بما يؤدي إلى الانتصار على الميليشيات واستعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية”.
والثلاثاء، أعلن الجيش اليمني، الذي تواصل قوات التحالف دعمه، عن نجاحه في السيطرة على عدد من القرى والمواقع المهمة (لم يحددها) بعمق يصل إلى 10 كيلو مترات، في جبهتي الكدحة ومقبنة غربي محافظة تعز.
وتشهد تعز معارك عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين، الذين يحاصرون المحافظة منذ نحو 7 أعوام. ويقول مراقبون إن خوض الجيش اليمني لمعارك في هذه المحافظة، يهدف إلى تخفيف الضغط على محافظة مأرب (شرق).
وتتعرض مأرب لهجمات حوثية شرسة استخدمت فيها الميليشيات كل أنواع الأسلحة، بما فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ويحاول الحوثيون منذ عام ونيّف السيطرة عليها قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية محتملة، مع الحكومة المعترف بها، في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ويتزامن ذلك مع وجود تصعيد حوثي غير مسبوق خدمة لإيران ضد السعودية عبر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، التي تهدف إلى استباق أي تسوية سياسية، إضافة إلى انتظار تحقيق اختراق في الملف النووي الإيراني.
ويقول ماركو توليو لارا، المحلل الأمني بشركة “لو بيك” لاستشارات الأمن الجيوسياسي، ومقرها في الشرق الأوسط، في تقرير نشرته مجلة ذا ناشونال إنتريست الأميركية، إنه كانت هناك عبر السنين زيادة في مثل هذه الهجمات، لكن من الممكن تفسير التكثيف الحالي الذي شهد هجمات يومية تقريبا بعامل واحد، وهو التغيير الأخير في البيت الأبيض والتغير في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه التدخل السعودي في اليمن.
وكان بايدن أعلن مؤخرا سحب الدعم الأميركي للسعودية في اليمن، وقرّر شطب المتمردين من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، رغم تصاعد القتال والهجمات التي يشنّها المتمردون على السعودية.
هجمات مضادة للصواريخ الحوثية
ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة اليمنية، إذ أن شمال اليمن سيصبح بكامله في أيدي المتمردين. ويقول مراقبون إنّ السلطة ستخسر جزءا كبيرا من صورتها كنظير مساو للحوثيين في محادثات السلام.
وتشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها الأسوأ في العالم.
وللنزاع امتدادات إقليمية منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
ويطلق الحوثيون، بشكل متكرر، صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيّرة إيرانية الصنع على مناطق سعودية، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية، فيما تقول الجماعة إن الهجمات هي رد على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
والأحد، قال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخ “ذو الفقار” الذي يبلغ مداه نحو 700 كيلومتر، وعشر طائرات مسيّرة مسلحة على مدينتي رأس تنورة والدمام شرقي السعودية. وذكر متحدثهم العسكري أنهم أطلقوا سبعة صواريخ بدر وأربع طائرات مسيّرة على مدينتي عسير وجازان الجنوبيتين.
واعتبرت الرياض أن محاولات الحوثيين استهداف مواقع استراتيجية ومدنية بمدينة الظهران تمثل انتهاكا سافرا لجميع القوانين والأعراف الدولية، وتستهدف بدرجة أكبر الاقتصاد العالمي أيضا.
وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته حيال “الأعمال العدائية العسكرية التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ومحاسبة المسؤولين عن تلك التهديدات التي تقوّض جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، ومصداقية القرارات الدولية”.
وعبرت أعداد من الدول عن تضامنها مع السعودية في مواجهة الهجمات المتتالية للحوثيين عبر الطائرات المسيرة. كما جددت الولايات المتحدة الاثنين التزامها بالدفاع عن أمن المملكة، معتبرة ذلك “أمرا ثابتا”.
المصدر : العرب اللندنية