كريتر نت – تعز – محمد سعيد
مبادرة إصلاح طريق في سامع بدأتها امرأة تفتح الباب أمام اصلاح عدة طرق في المديرية وتخفف من معاناة السكان
على رأس نقيلٍ وعر في مديرية سامع بريف محافظة تعز الجنوبي بدأ مجموعة من العمال في تكسير الأحجار وإصلاح طريق يقول سكان محليون إنها من أصعب الطرق في مدينة تعز، وأصبحت في الأثناء إحدى منافذ المدينة المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال أحد العمال بينما كان مجموعة من زملائه يشرعون في إصلاح إحدى العبارات، إنهم بدءو في عملية الإصلاح قبل أشهر، بعد تزايد معاناة المواطنين والمسافرين والمرضى عبر هذه الطريق.
وأضاف، إن هذه العملية تتبع بجهود مجتمعية تصدرت دعمها امرأة تدعى ’’نعيم الحوري‘‘. ومضى موضحًا، حضرت المرأة جنب إلى جنب إلى جوار الرجل في عملية البناء والإصلاح ونهضة المجتمع، تبرعت الحجة نعيم بمبلغ مالي لإصلاح المرحلة الأولى، وساهم في ذلك الكثير من سكان المديرية.
وحتى اللحظة، تمكنت المبادرة المجتمعية من إصلاح المناطق الأكثر خطرًا، بواقع ما يقارب نصف كيلو في أماكن متفرقة وبعرض ستة أمتار، إلى جانب حفر عبارات للمياه التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تدهور الطريق كما يقول السكان.
ويقول القائمون على المبادرة إلى عملية الإصلاح قد تتوسع في المرحلة الثانية مستهدفة المناطق الأخرى الخطرة في الطريق. وقال ثلاثة من وجهاء المديرية، إن الطريق شُقت في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن تتوق زفلتتها قبل تسع أعوام بفعل الاحداث التي شهدتها البلاد.
وتركت الشركة المنفذة كميات من مخلفات الجبال اثناء الشق بالقرب من الطريق، ما أدى إلى عودة هذه الكميات إلى الطرق بفعل مياه الامطار، وانقطعت قبل أن يعود السكان في إصلاحها مجددًا.
وقال سكان محليون، إن مبادرة مشروع طريق الحصة التي بدأتها الحجة نعيم الحوري ، فتحت الطريق أمام مبادرات أخرى في مركز المديرية على سبيل المثال، ففي الأخيرة، اُنشأت مبادرات استهدفت طرق مختلفة إحدها طريق الظهار، إضافة إلى طريقي منطقتي محصيص والخضراء.
وأسهمت عملية الإصلاح في تحسين الطربق، كما يقول سائقو المركبات. وقال أحد السائقين، “كنا قبل نعاني من المرور هنا بسبب ضيق ووعورة الطريق، وإذا خربت (تعطلت) سيارة نقضى ساعات واقفين بانتظار إصلاحها ومواصلة طريقنا”، وكان السائق يتحدث عن طريق الحصة.
وأضاف، أن “السكان كانوا يعانون سيما المرضى بسبب هذه الطريق”، متابعًا “اذا لدينا مريض ويحتاج إلى الأسعاف وخاصة النساء الحوامل والمعسرات كنا نصل إلى الدمنة وقد زاد الأمر سوء ، كذلك كانت تنقطع الطريق لأكثر من أسبوع ، واليوم أصبحت الطريق أفضل بكثير”.
وقال أحد الموطنين ويدعى ’’نصر العيسائي‘‘، إن الطريق أزاحت الركود الاجتماعي، وعملت على خلق التعاون في أوساط المجتمع، وتحدث عن شفافية العمل والذي ساعد على النجاح، مضيفًا “هناك نجاح محقق أدى إلى اصلاح مشروع كنا نعتقد أنه من أصعب المشاريع، وكنا بأمس الحاجة إليه”.
وتوسعت أو امتدت المبادرات المجتمعية إلى اختلاف أرياف مدينة تعز، سيما في مديريات سامع، وصبر، وجبل حبشي. وأسهمت هذه المبادرات في إصلاح عديد طرق في مديريات جبلية، لم تصل إليها مشاريع الدولة طول السنوات الماضية، وإن وصلت تتوقف ولا تكتمل، وفق حديث السكان.
ويقول نشطاء اجتماعيون، إن هذه المبادرات تعزز روح العمل الجماعي، ومشاركة المجتمع في إيجاد وتنفيذ المشاريع كمسؤولية مجتمعية تقع على عاتقة.