*كتب / محمد ناصر العولقي*
الدوبي كلمة هندية تعني ( الغسّال والمكوجي ) وجمعها دوابية ، ويرادفها في العامية أيضا المصبّن والصبّان وقد كانت مهنة أساسية في المدن وفي الجيش حيث يحتاج الأفراد البعيدون عن أسرهم الى من يغسل لهم الثياب ويكويها مقابل مبلغ من المال كان زهيدا في ذلك الحين .
وقد عرفت مدينة جعار هذه المهنة منذ بداية تأسيس المدينة ، وكان أوائل الدوابية في جعار ضمن الموظفين في لجنة أبين الزراعية وخصّصت لهم بيوت مبنية من اللبن والياجور تقع أسفل جبل خنفر مباشرة من الناحية الشمالية وعرفت ببيوت الدوابية وتحددت مهمتهم في غسل ملابس الإنجليز المتواجدين في الجبل وبعض المترجمين والضباط السياسيين العرب المرافقين لهم وبعض عمال اللجنة وكيّها بمكواة يدوية تعمل بالجمر ثم تم تعيين دوبي اسمه جعفر من حضرموت للقسم الداخلي لطلاب مدرسة جعار المتوسطة وكان يغسل ملابس الطلاب والطراريح والمناشف وأغطية الوسائد والأسرة أسبوعيا .
وقد لاحظت في ما تبقى من تلك البيوت أحواضا أسمنتية ومواسير مياه وكان الدوابية يغسلون الثياب ويكوونها في تلك الأمكنة من البيوت ويصبّنون وهم وقوف .
ثم مع مرور السنين واتساع المدينة بدأ بعض الوافدين الى المنطقة يمارسون مهنة الدوبي كعمل خاص وفتحوا لهم أماكن لذلك في المدينة كما أن بعضا منهم كان يمارس الى جانب ذلك مهنة الطباخة في مآدب الزواجات والاحتفالات الخاصة .
وممن أذكرهم من دوابية جعار :
علي خديجة
علي الدوبي
حسن الماس
وشخص ثالث أظن أن اسمه منصر كان محله بجانب مقهاية التعزّي وأمام فرن لبنان ودكان محمد ثابت .
أمّا اليوم فلم يعد هناك وجود لمهنة الدوبي وتغير الأمر الى اقامة مغاسل كهربائية بخارية لا تحتاج الى الماء والصابون وكاوية الفحم .
الصورة المرفقة بالمنشور لآخر بيت كان قائما من بيوت دوابية لجنة أبين الزراعية أسفل جبل خنفر وقد تم هده اليوم وانتهت معالمه