كريتر نت – العرب
تسود مناطق جنوب اليمن حالة من الاحتقان الشعبي بسبب تردّي الأوضاع المعيشية، ضاعفت من حدّتها خيبة الأمل من فشل حكومة المناصفة التي تمّ تشكيلها مؤخّرا في تحسين تلك الأوضاع، بعد قطعها وعودا بذلك.
ويعبّر سكّان مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت منذ أشهر عن غضبهم من السلطات بتنظيم وقفات احتجاجية أسبوعية، تدخّلت القوات الأمنية لفضّها.
واعتقلت قوات الأمن اليمنية، الخميس، عددا من المشاركين في الوقفة السلمية الأسبوعية بمركز المحافظة.
ونظم العشرات من اليمنيين وقفة احتجاجية تقام أسبوعيا منذ نحو 3 أشهر أمام مقر السلطة المحلية بمدينة المكلا، تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والخدمات وارتفاع الأسعار.
وقال أحد المشاركين في الوقفة إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من خمسة عشر شخصا بينهم صحافيون مشاركون في الوقفة الاحتجاجية.
وأوضح المتحدث باسم الوقفة، يمين صالح بايمين، في بيان، أن قوات الأمن اعتقلت عددا من المشاركين بينهم قيادات. وطالب بايمين محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني بسرعة إطلاق سراح المعتقلين، مهددا برفع دعاوى قضائية لضمان استمرار الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية التي قال إن القانون يكفلها.
وقبل أسبوع أعلن البحسني، في تصريحات صحافية، اعتزامه منع الوقفات الاحتجاجية في حضرموت، بدعوى أنّ “خلفها عملا استخباراتيا معاديا”.
وفي مدينة سيئون بالمحافظة ذاتها نظم العشرات من الموظفين وقفة احتجاجية احتجاجا على تدني قيمة الرواتب في ظل تواصل انهيار قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
وقبل أشهر تراجعت قيمة الريال اليمني بشكل غير مسبوق ما أدى إلى ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع في البلاد.
وتمثّل حالة التململ الشعبي في المناطق الخاضعة لـ”الشرعية” اليمنية جرس إنذار للحكومة التي تشكلت مؤخّرا بموجب اتّفاق الرياض، بشأن ضرورة الإسراع بمعالجة الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيّئة في عدن وعدد من المناطق غير الخاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين.
ونظرا لما تحقّق بتشكيل تلك الحكومة، التي يرأسها معين عبدالملك، من وحدة لمعسكر “الشرعية” فقد اتّجهت الأنظار إلى ما يمكن أن تلعبه من دور في إعادة تنشيط جهود المواجهة ضدّ المتمرّدين الحوثيين.
غير أنّ سياسيين وقادة رأي يمنيين نبّهوا إلى أن هذا الهدف المشروع للحكومة الجديدة لا يجب أن يكون ذريعة للقفز على واجبات أساسية ومهامّ عاجلة يتعين على الحكومة الاضطلاع بها، وتتمثّل في معالجة الأسباب التي أدّت إلى تهاوي سعر العملة المحلية، وتدارك ما أصاب الخدمات العامّة من تراجع شديد بلغ حدّ الانهيار التام في بعض المناطق، وكذلك تحسين مستوى الأمن والعمل على بسط الاستقرار وهي مهمّة أساسية في تنفيذ باقي المهام.
وبالنسبة إلى هؤلاء فإن تهاوي قيمة الريال اليمني لم يحدث، فقط، بسبب ظروف الحرب وجائحة كورونا، ولكنّه أيضا جاء نتيجة تقصير حكومي وسوء إدارة للشأن المالي والاقتصادي.