كريتر نت – متابعات
مجددا، مظاهرات شعبية في ‘الخوخة’ تطالب بإيقاف التزام الحكومة باتفاق ‘ستوكهولم’، بعد إقرار وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين “جماعة إرهابية”.
التظاهرة، التي دعا إليها محافظ الحديدة (الحسن طاهر)، ومجلس ‘تهامة’ الوطني، طالبت أيضا باستكمال تحرير المحافظة، وصرف رواتب موظفيها العالقة بين كماشة المليشيا والشرعية.
قبل أيام، قال رئيس الوزراء إن قرار الحكومة وقف العمليات العسكرية في الحديدة، والذهاب إلى ‘استوكهولم’، كان قرارا خاطئا، لكن هذا التصريح لم يتبعه أي تحركات على الأرض تنبئ بتغيير استراتيجية الحكومة في الحديدة.
الصحفي عبدالحفيظ الحطامي يقول: “إن الاحتجاجات في مديرية ‘الخوخة’ تأتي ضمن سلسلة من الاحتجاجات السابقة، والتي كان أكثرها حضورا في العام الماضي، وذلك للمطالبة بإلغاء اتفاق ‘ستوكهولم’ في الحديدة مع مليشيا الحوثي”.
تحرّك شعبي
وأضاف الحطامي، خلال حديثه لبرنامج “المساء اليمني” على قناة “بلقيس”، مساء أمس، أن “هذه الاحتجاجات من أبناء الحديدة هي محاولة للضغط نحو إنهاء هذا الاتفاق، كما تطالب الاحتجاجات كذلك بإيقاف عملية التفاوض مع مليشيا الحوثي، خاصة وأن الحكومة اليمنية سبق لها أن طلبت بقاء البعثة الأممية في مناطق محايدة، وليست في مناطق سيطرة المليشيا، كما هو حاصل الآن”.
ويوضح الحطامي أن “هذا الاتفاق اتخذته مليشيا الحوثي سقفا لاستمرارها في قصف المدنيين، والانتهاكات الإنسانية بحق أبناء الحديدة”.
ويتابع: “كما أن هذا الاتفاق كان سقفا لأجندات دولية، تم من خلالها إيقاف عملية التحرير لعاصمة المحافظة، وذلك بعد أن كانت القوات المشتركة على بُعد أربعة كيلو من البوابة الشرقية لميناء الحديدة”.
ويلفت الحطامي إلى أنه “تم توقيف هذه المعارك بفعل هذا الاتفاق في الثامن عشر من ديسمبر 2018، وأن الحرب بقيت بعد هذا الاتفاق في دائرة محدودة، لم يتمكن خلالها أي طرف من التقدم”.
ويفيد الحطامي أنه مع إيقاف التقدم للقوات المشتركة بسبب هذا الاتفاق، إلا أن “الضحايا يسقطون يوميا بقصف مليشيا الحوثي، وكذلك بحقول الألغام التي زرعتها المليشيا”.
وينوّه الحطامي إلى أن “البعثة الأممية لم تتمكن من التحرك أو تأمين زيارتها لنقاط الارتباط، التي نشرتها سابقا، كما أنها لم تتمكن من حماية المدنيين من هجمات الحوثي في مناطق الحديدة كذلك”.
الصحفي الحطامي يعزو عدم التقدم في معركة تحرير الحديدة إلى الانفصام السياسي والعسكري، “كون القرار السياسي ليس بيد الحكومة الشرعية، كما أن القيادات العسكرية في الساحل الغربي والقوات هناك لا تتبع الحكومة الشرعية كذلك”.
فشل الاتفاق
وفيما يتعلق بعودة المعارك في الحديدة بعد مدّة من الهدوء، يقول الناشط الحقوقي والسياسي، طارق سرور: “إن تجدد المواجهات يؤكد فشل اتفاق ‘ستوكهولم’، الذي مضى عليه عامان منذ توقيعه”.
ويرى سرور أن “هذا الاتفاق مكّن مليشيا الحوثي من استعادة أنفساها، وترتيب قواتها، وكذلك معاودة هجماتها على المناطق المحررة، ك’الدريهمي’ و’الخوخة’، وكذلك ‘التحيتا’ و’حيس’”.
ويفيد سرور أن “الالتزام بهذا الاتفاق تم من طرف الشرعية والتحالف فقط، وهو ما جعل المليشيا تقوم بترتيب أوضاعها ومعاودة هجماتها، بغية استعادة المناطق التي فقدتها سابقا”.
الناشط سرور حذّر من بقاء هذا الاتفاق وعدم إنهائه، “كون ذلك ربما سيؤدي إلى سقوط بعض المناطق بيد مليشيا الحوثي، وخصوصا بعد تحول القوات في الساحل إلى موقع الدفاع بعد الهجوم، نتيجة لالتزام هذه القوات بهذا الاتفاق”.
وعن تنديد أبناء ‘تهامة’ بجرائم الحوثي، وتأييد تصنيفهم ‘جماعة إرهابية’، يقول سرور: “إن المسيرة التي نظمت، قبل أمس، في ‘الخوخة’ من قبل كل القوى التهامية، وبقيادة السلطة المحلية، تضمّنت مطالبها: إنهاء هذا الاتفاق، واستئناف عملية تحرير المحافظة”.
ويوضح سرور أن “هذه المسيرة لم تكن الأولى، ولكنها أتت ضمن سلسلة من المسيرات والاحتجاجات السابقة، تتضمن رفض أبناء تهامة لهذا الاتفاق، الذي كان ضرره كبيرا عليهم بدرجة أساسية”.
الصحفي والكاتب عبدالعزيز المجيدي لا يرى أن تصنيف مليشيا الحوثي ك’جماعة إرهابية’ يسقط اتفاق ‘ستوكهولم’، كون ذلك لا يتوافق مع مصالح دول كبرى، كبريطانيا والولايات المتحدة، حد قوله.
ويتابع: “بريطانيا تسعى، بكل السّبل، من أجل إيقاف الحرب بهذه الحدود، وإبقاء الجغرافيا اليمنية مناطق ممزّقة من مختلف الأطراف والقوى، لتسهيل تمرير الكثير من السياسات”.
ويشير إلى أنه “لا يوجد هناك أي منجز على الأرض تحقق من اتفاق ‘ستوكهولم’، رغم دخوله العام الثالث”، مضيفا أن “الأمم المتحدة أشرفت على هذه اللعبة (اتفاق ستوكهولم) بشكل كبير”.
ويفيد المجيدي أن “اتفاق ‘ستوكهولم’ عبارة عن عملية قتل بطيئة للمواطنين في الحديدة، وأدى إلى إطالة أمد الصراع في المحافظة كذلك، رغم أن مبررات الأمم المتحدة التي استخدمتها للضغط من أجل تمرير الاتفاق هي أن الحرب ستفضي مساحة إضافية على المشهد، وبالتالي ستخلق معاناة كبيرة للسكان”.
ويذهب الصحفي المجيدي بالقول إلى أن “ملف الحرب بشكل كامل لم يعد بيد طرف داخلي، (باستثناء الحوثيين)، بل أصبح في يد السعودية والإمارات”.