كتب – جميل الصامت
بعد رحلة شاقة من المتاعب والنضال ترجل عميد الصحافة الاستاذ/محمد عبدالرحمن المجاهد رئيس مجلس ادارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر رئيس تحرير صحيفة الجمهورية ..
الاستاذ المجاهد ذو الهامة الشامخة والشخصية المهابة عاش حياته عفيف اليد نظيف السيرة هادئ الطباع لايتحدث كثيرا ولكنه يفكر اكثر .
الرجل كان زاهدا كما عرفته لم يستغل موقعه الوظيفي الذي دام قرابة ربع قرن حتى حطت رحاله في النهاية في قائمة التقاعد في البحث عن المغانم ،رفضت السلطة بقائه رئيس لتحرير الصحيفة الجمهورية فاوعزت لمخبريها لتبني عملية فصل غير معهود في المؤسسات الصحفية التي يجمع فيها رئيس مجلس ادارة المؤسسة الى جانب موقعه رئاسة تحرير الصحيفة الصادرة عنها ،لتجري عملية فصل لتلك التوامة لتسند رئاسة التحرير لاستاذ علي ناجي الرعوي رجل السلطة والدولة العميقة حينها واخد تلاميذ الاستاذ المجاهد الذي تولى رعايته منذ ان كان مجرد عامل ثم صحفي رياضي الى ان صار رئيسا للتحرير ورئيسا لمؤسسة الثورة فيما بعد ..
ولعل السبب الرئيس لابعاد الاستاذ المجاهد عن رئاسة التحرير مقولته المشهورة انا لست صحفي سلطة من منطلق ايمانه ان الصحافة فكر قبل ان تكون مهنة هذا في الوقت الذي كان فيه الجميع يتقرب من السلطة ويخطب ودها وينافقها ويبيع ضميره واخلاقه في سبيل ارضاءها .
الا الاستاذ المجاهد ظل محترما لتاريخه ونضاله كمثقف ثوري متصالح مع قيمه ومبادئه ومحافظا عليهافي حين كان التساقط للاقلام من حوله بلاحساب وحده ظل واقفا يصارع المغريات ..
احتفظ بعلاقات جيدة مع الجميع وماتمتع به من سمعه طيبة ونزاهة جعلت كل من حوله يسمع ويطيع ناهيك عن وسطيته في الطرح وحسن تعامله مع الاخرين كل ذلك اكسبة محبة وتقدير ليصبح ذو مكانه تختلف عن تلك التي تصنعها المواقع عادة ..
لي معه موقف ابان عملي تحت قيادته في صحيفة الجمهورية عندما استدعاني الى مكتبه لمناقشتي حول ما اثير حولي من قبل اجهزة استخبارات النظام الذي كان ينظر للصحيفة خاصة بسلطة النظام ولايحق لاي معارض فيها العمل ضد السلطة او استغلال اي من امكاناتها باعتبار كل ممتلكات لدولة حق للحكم وحده وجميل الصامت هذا مشاغب يجب ان يوقف عند حده ..
كنت اعتقلت قبلها على خلفية انتفاضة شعبية مسلحة ضد نظام الهضبة فيما عرف حينها بحرب الدولة على ابناء قراضة بسبب تغطيتي الصحفية لتلك الانتفاضة وتم اثرها سجني ومحاكمتي ضمن قائمة المنتفضين السبعين ..
للمجاهد مواقف تستحق الاشادة لرفضه املاءات الاجهزة الامنية في القضية .
ويحسب المجاهد على التيار القومي وهو كاتب وصحفي اثرى صفحات الجمهورية وغيرها بالمقالات والمواقف والانشطة الصحفية والاعلامية .
يعزى له تاسيس صحيفة الرسالة في عدن وهي صحيفة اهلية آلت فيما بعد الى الاستاذ القدير عبدالله امير وحظيت بمساحة في صفحاتها عبر اعداد مختلفة الى ان توقفت ..
الرحمة والخلود لاستاذنا المغفور له باذن الله محمدعبدالرحمن المجاهد ..
والعزاء لنجله مازن وجميع اخوانه كما هو موصول لجميع ال المجاهد ..