كريتر نت – متابعات
قال موقع أمريكي إن الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط أمام ميناء جدة (غرب السعودية) “تكتيك استخدمه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن في مناسبات متعددة”.
وكانت السلطات السعودية أعلنت عن تعرض ناقلة نفط (بي دبليو راين) التي ترفع علم سنغافورة، لهجوم في محطة نفطية في مدينة جدة الساحلية في البحر الأحمر في وقت سابق الإثنين، وأن الهجوم تم باستخدام قارب مسير محمل بالمتفجرات.
وأشار موقع “ذا درايف” الأمريكي، إلى أن الهجوم يأتي في أعقاب سلسلة من الهجمات ومحاولات الهجوم التي استهدفت الناقلات والبنية التحتية النفطية الساحلية الأخرى في هذه المنطقة، والتي حمل بعضها بصمات معينة لحوادث سابقة أخرى مرتبطة بإيران ووكلائها الإقليميين.
ووصف بيان صادر عن وزارة الطاقة السعودية، الحادث بأنه “هجوم إرهابي”، لكنه لم يتهم بشكل مباشر أي مجموعة بعينها بتنفيذه. ولم تعلن أي منظمة إرهابية أو مسلحة مسؤوليتها حتى الآن.
وكانت ناقلة “بي دبليو راين” تقوم بتفريغ شحنتها من البنزين في جدة، التي كانت قد أحضرتها من ميناء “ينبع” السعودي بموجب عقد إيجار باسم شركة “أرامكو” النفطية وقت الهجوم.
وأصدر المسؤولون السعوديون هذا البيان فقط بعد حوالي 12 ساعة من وقوع الهجوم.
تعرضت بي دبليو راين للهجوم في الساعة 12:40 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم 14 ديسمبر، وفقًا لبيان سابق صادر عن هافنيا، وهي جزء من مجموعة بي دبليو التي تمتلك وتدير السفن. وألقى ذلك البيان الصحفي باللائمة في الانفجار الذي أصاب السفينة على “مصدر خارجي”.
وفي تنبيه صادر عن مجموعة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت لاحق قال إن الهجوم أجبر السلطات على إغلاق ميناء جدة لبعض الوقت، نقلاً عن مركز تنسيق الإنقاذ البحري في جدة. وفي وقت كتابة هذا التقرير، لم تكن السلطات السعودية قد أكدت أو نفت أي إغلاق من هذا القبيل.
ووفقا لشركة أمبري للأمن البحري، هذا هو الهجوم الرابع المعروف أو محاولة الهجوم على ناقلة أو غيرها من البنى التحتية النفطية الساحلية على طول الساحل الجنوبي للبحر الأحمر في المملكة العربية السعودية منذ بداية نوفمبر، في 11 نوفمبر، كانت هناك محاولة أخرى للهجوم على محطة النفط في جيزان، جنوب جدة باستخدام قارب محمل بالمتفجرات. في 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، أصيبت الناقلة ام تي اجراري التي ترفع علم مالطا بما قد يكون لغمًا بحريا، يشابه الهجمات التي حدثت ضد ناقلات النفط في خليج عمان العام الماضي والتي كانت مرتبطة بإيران أو وكلائها الإقليميين.
بالإضافة إلى ذلك، في 23 نوفمبر، أصاب صاروخ كروز أرضي منشأة مرتبطة بالنفط خارج جدة. وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن تلك الضربة، والتي استحضرت أيضًا ذكريات الهجمات غير المسبوقة بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار على أهداف متعددة للبنية التحتية النفطية أبعد من ذلك بكثير إلى الشمال الغربي في المملكة العربية السعودية في عام 2019. أعلن حينها الحوثيون مسؤوليتهم عن تلك الضربات، لكن الحكومة الأمريكية اتهمت ايران في وقت لاحق بتنفيذها مباشرة.
تعرضت سفينة الشحن “ام في حسن” التي ترفع علم سيراليون لشكل من أشكال الهجوم أثناء إبحارها قبالة الساحل اليمني في خليج عدن في 5 ديسمبر.ولا تزال الظروف الدقيقة المحيطة بهذا الحادث غامضة، لكن السفينة وطاقمها نجوا سالمين.
وأشار “أمبري” أيضًا إلى وجود تقارير عن إحباط هجوم بقارب مفخخ في البحر الأحمر يوم 9 ديسمبر، وأنه تم الاستيلاء على قارب أخر محمل بالمتفجرات قبالة الساحل اليمني في الشهر الماضي. أفاد التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن بانتظام أنه اعترض وصادر مثل هذه الأنواع من القوارب أو قام بتدميرها، والتي يتم التحكم فيها عن بعد دون التواجد في نفس المنطقة. وهي تقنية يستخدمها الحوثيون منذ سنوات، ونجحوا في استهداف السفن الحربية والسفن التجارية.
ومع ذلك، ووفقاً للموقع، فإن الهجوم على الناقلة “بي دبليو راين” يمثل تصعيدًا ملحوظًا في مثل هذه الهجمات ومحاولات الهجوم في الأسابيع الأخيرة وزيادة كبيرة في الحوادث التي تحدث في مدن الموانئ السعودية على طول البحر الأحمر وما حولها، وكذلك في الممر المائي الممتد من خليج عدن حيث مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن الذي يعتبر ممرًا مائيًا استراتيجيًا للغاية لصادرات النفط والبترول الأخرى من المنطقة، فضلاً عن الشحن التجاري.
وهدد الحوثيون في الماضي بإغلاق البحر الأحمر، باستخدام قوارب محملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى الألغام البحرية وصواريخ كروز المضادة للسفن على الشاطئ، رداً على تصرفات التحالف الذي تقوده السعودية.
وأضاف الموقع، ان الدوافع او الاهداف الفعلية من وراء هذه الزيادة الجديدة في الهجمات في المنطقة ما يزال غير واضح، لكن يبدو أنها بدأت في أعقاب خسارة انتخابات الرئيس دونالد ترامب أمام الرئيس المنتخب جو بايدن في نوفمبر.
بعد ان اتبعت إدارة ترامب استراتيجية متشددة ضد إيران على مدى السنوات الأربع الماضية، ولا سيما الانسحاب من الاتفاق متعدد الجنسيات المثير للجدل بشأن برنامج طهران النووي. والذي أعربت إدارة بايدن القادمة، التي ستتولى السلطة في يناير، عن اهتمامها بالعودة إلى تلك الاتفاقية، المعروفة رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. ومن هنا يمكن أن تهدف هذه الهجمات إلى إضافة مزيد من الضغط على الحكومة الأمريكية، وكذلك حلفائها الإقليميين، للرضوخ للمطالب الإيرانية الأخرى كجزء من أي مفاوضات من هذا القبيل.
كما تدفع إدارة ترامب المملكة العربية السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، كما وافق عدد من الدول الأخرى مؤخرًا على القيام بذلك من خلال الصفقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة. كان الهدف الواضح لهذه الحملة الدبلوماسية هو زيادة عزلة إيران.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا التصعيد في البحر الأحمر وما حوله في أعقاب اغتيال العالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زاده، وهي عملية تقول إيران إن إسرائيل نفذتها وهددت بالانتقام من أجلها. حيث تعتبر الهجمات غير المتكافئة، بما في ذلك تلك التي ينفذها وكلاء إقليميون، هي من بين السبل الأكثر ترجيحًا للنظام في طهران للرد على هذا الهجوم على أرضه. في الأسبوع الماضي فقط، كانت هناك تقارير تفيد بأن القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة كانت في حالة تأهب قصوى بسبب مخاوف بشأن هجمات محتملة إيرانية أو مدعومة من إيران.
ومهما يكن الأمر، فإن الاتجاه المقلق للتصعيد والهجمات في منطقة البحر الأحمر والذي ظل مرئيًا منذ أسابيع لا يُظهر أي علامات على التباطؤ او الانحسار.