كريتر نت – فرانس 24
أكد تقرير حول قضية اغتيال مدرس التاريخ صامويل باتي نشر الخميس وركز على الوقائع التي شهدتها مدرسة كونفلان سانت أونورين قرب العاصمة الفرنسية باريس قبل مقتله، أن المؤسسة التعليمية تجاوبت بإيجابية مع التهديدات التي تلقاها باتي، ولكنه أشار إلى مشاكل في مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.
قالت دائرة التفتيش الفرنسية العامة للتربية في تقرير نشر الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول إن “إعادة بناء سير الأحداث تظهر تجاوبا إيجابيا على مستوى المدرسة والمنطقة والمؤسسة الأكاديمية، في اتخاذ إجراءات للتعامل مع الاضطرابات التي ظهرت بسبب الدرس الخاص بحرية التعبير الذي قدمه صامويل باتي”.
في أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول عرض مدرس التاريخ والجغرافيا على طلابه رسوما كاريكاتورية تصور النبي محمد خلال درس حول العلمانية، ما تسبب بجدل بين عدد من أولياء التلاميذ. بعد عشرة أيام قتل باتي بقطع رأسه من قبل متطرف شيشاني.
التقرير الخاص بالوقائع التي جرت في المدرسة الإعدادية التي عمل فيها باتي قبل مقتله في 16 أكتوبر/تشرين الأول أكد تجاوب المؤسسة التعليمية بفاعلية في التعامل مع ما وقع، ولكنه ركز على وجود خلل في مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.
خلايا مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي
وأبرز التقرير الذي جاء في 22 صفحة وجود نقائص، في مقدمتها ضعف مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداولا كبيرا لمقطع فيديو نشره والد أحد التلاميذ ساهم في تغذية الجدل، لكن جاء التحذير بشأنه “من قبل أهالي الطلاب أو من قبل أحد المدرسين”.
وفي معرض إشارته لهذا العجز لدى مؤسسات الدولة، اعتبر التقرير أنه “يبدو من الضروري إحداث وتعزيز قدرات خلايا لمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي”. تطرق التقرير كذلك إلى عملية تبادل المعلومات وأوصى بـ”تطوير تدفق وتواتر تبادل المعلومات بين مختلف مستويات الإدارات التابعة لوزارة التربية الوطنية وتلك التابعة لوزارة الداخلية، وبشكل خاص للتمكين من تقييم خطورة حدث ما”.
في بيان منفصل أعلنت وزارة التربية أنها رصدت 800 واقعة (17% منها تبرير للإرهاب) خلال مراسم تكريم صامويل باتي في المدارس. وبعد بضعة أيام قال الوزير إن عدد هذه الوقائع بلغ 400.
وفي المحصلة أعلنت المؤسسات التعليمية 44 حالة استبعاد نهائية من المدارس، وتم إشعار أجهزة الأمن 286 مرة، والنيابة العامة للجمهورية 136 مرة.
“تجاوب جيد وردود فعل احترافية”
مشرفة المدرسة “رافقت باتي في اليوم التالي، الثلاثاء، لدى تلقيها أول رد فعل من ولي أحد التلاميذ” وقامت بتنبيه الدائرة الأكاديمية “منذ الخميس 8 (أكتوبر/تشرين الأول) حتى قبل أن تلتقي بولي التلميذ والشخص المرافق له”.
كذلك جمع لقاء بين صامويل باتي والمسؤول الأكاديمي الخاص بالعلمانية ومديرة المدرسة والمستشارة التربوية، تم تخصيصه لمناقشة هذه القضية وتبعاتها.
وأكد وزير التربية جان ميشال بلانكير في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو أنه “كان هناك تجاوب جيد وردود فعل احترافية من صامويل باتي ومديرة المدرسة وآخرين بينهم فرق ’قيم الجمهورية‘ في أكاديمية فيرساي. دعم المؤسسة التعليمية للمدرس كان كاملا”.