كريتر نت – العرب
كشفت مصادر من الحكومة العراقية ومن فصائل مسلحة عن تدريب الجيش العراقي لقائد سابق في ميليشيا مدعومة من إيران، ويخضع لعقوبات أميركية على خلفية اتهامات بقتل متظاهرين، ليصبح ضابطا كبيرا في الجيش.
وأفادت المصادر لرويترز بأن حسين فالح عزيز المعروف باسم أبوزينب اللامي، أُرسل إلى مصر مع ضباط عراقيين لتلقي تدريب لمدة عام، مخصص لأفراد الجيش.
وقال المسؤولون إن جعل اللامي ضابطا كبيرا في الجيش يمثل حتى الآن أحد أكثر التحركات جرأة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، للحد من نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق، ويتماشى مع رغبة واشنطن المعلنة في الحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط.
وتولى اللامي مسؤولية الأمن بالحشد الشعبي، وكان عضوا في جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران.
وفُرضت عليه عقوبات أميركية في 2019 لدوره المزعوم في إصدار أمر باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، في المقابل نفى اللامي أي دور له في قتل المتظاهرين السلميين.
ويرى المؤيدون للخطة أنها وسيلة لإضعاف الميليشيات التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين ولها نفوذ كبير على أمن العراق واقتصاده، كما أنها ستعجل بتفكك بعض الجماعات التابعة للحشد الشعبي، وهو منظمة شبه عسكرية تابعة للدولة، أدار اللامي فرعها الأمني لسنوات.
وأشار مسؤول عراقي إلى خطة لإعادة هيكلة قوات الحشد الشعبي، بما في ذلك توفير تدريب عسكري لقادتها.
ويرى بعض المنتقدين للخطة أنها مناورة محفوفة بالمخاطر، تضع شخصا سجله في مجال حقوق الإنسان محل تساؤلات وكان قريبا من إيران في قلب الجيش العراقي.
فيما يعتبر البعض الآخر أن رئيس الوزراء يقدم تنازلات لبعض المسؤولين الأكثر تشددا والمتحالفين مع إيران لضمان التأييد لحكومته.
وقال مسؤول أمني “الخطة ترتكز على استقطاب قادة في مؤسسة الحشد والذين ينظر إليهم على أنهم غير موالين بصورة كلية لإيران لتهيئتهم من خلال دخول هذه الدورة العسكرية لاستلام مناصب داخل الأجهزة العسكرية والأمنية”.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “اللامي سوف يُمنح منصبا مرموقا بعد انتهاء دورته العسكرية”، لكنه لم يحدد المنصب الذي سيتولاه اللامي.
ويأتي ذلك رغم نفي مسؤولين عسكريين مصريين أن يكون اللامي ضمن دفعة الضباط العراقيين الذين يتلقون تدريبات في مصر، لكن مصدرا أمنيا مصريا أكد أن الامي كان في مصر في أكتوبر.
واتسمت ولاية الكاظمي، الذي تولى السلطة في مايو، بمواجهة بين حكومته وقطاعات من القوات المسلحة من جهة، والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران من جهة أخرى.
وأثار قتل الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني والقائد العسكري بالحشد الشعبي أبومهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد في يناير حالة من الفوضى في صفوف الفصائل المسلحة في وقت سابق هذا العام.
وانحاز الكاظمي إلى جانب الولايات المتحدة في جهود إضعاف الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران والتي زاد نفوذها لتهيمن على الاقتصاد العراقي ومؤسسات الدولة منذ الإطاحة بصدام حسين التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2003.
وجعل الكاظمي إصلاح القطاع الأمني أولوية، وركز على تغيير المناصب الأمنية العليا في الدولة.
لكن مسؤولين أميركيين وعراقيين يقولون إن الفصائل المسلحة تهدد نحو 3000 جندي أميركي ما زالوا يتمركزون في العراق.
وقال مسؤول أمني عراقي إن تجنيد اللامي في الجيش يأتي في إطار محاولة الكاظمي لتقريب قوات الحشد الشعبي من حكومته.
وتتبع قوات الحشد الشعبي رئيس الوزراء، لكن فصائلها الأقوى قريبة من إيران، وهو ما يحاول الكاظمي تغييره.