أ/إلهام عبدالله
ألا أسعف شبابي من مشيبي
و عجِّل بالوصال أيا حبيبي
فنارُ البُعدِ تكوي الجوف كيّاً
تقضُّ مضاجِعَ العيش الرطيبِ
وتسلُبُ من نضارةِ وجهي حسناً
وتُبدلُني البشاشةَ بالنحيبِ
فيبدو البينُ سفّودَ التنائي
فيستلُّ الحياةَ من الربيبِ
ينوحُ الشوقُ في كبدي فيعلو
أنينُ البوحِ في صمتٍ مَهيبِ
يُراقصُ ألَفَ نجمٍ في ليالٍ
إذا أشتدَّتْ تباريحُ الخطوبِ
و راحلةٌ تُصلِّي في المآقي
تُلبي صوتَ مئذنةِ المغيبِ
كأن السُقمَ مبراةٌ تغذى
على جسدٍ بنُزُلِك كالغريبِ
فلا يُرجى لعلّتِه شفاءٌ
إذا استرجا الدواء من الطبيبِ
حجيجُ الشيبِ أفواجٌ تُلبّي
طوافاً بالعتيقِ مع الخضيبِ
سيُنهي البينُ ما استنبَّتُ سَحقاً
و وأداً تحت أعقاب اللهيبِ
ألا فاستبقِ شيءً من فؤادي
فقد أجفلتُ من وعدٍ مُريبِ
فحقُّ الموتى إكرامٌ بدفنٍ
و عرف الذكر فواحٌ كطيبِ