كتب : أحمد مهدي سالم
قليل من الكفاءات في واقعنا هي التي تعطي في صمت، وتخدم في هدوء، وتنشر أريجها المبهج على الدوام في كل الأرجاءوتنثر بلسمها المداوي في كل مكان.. غير منتظرة تشجيعا أو تحفيزا أو دعما أو تسويقا.
حسبها أنها ترضي ضميرها، وقبله ربها، وتتفانى في تقديم العطاء، وسد الفراغ، ونشر البسمة، وإسكات الأنة، وإعلاء الصحة، وفي طليعة الكفاءات التي تتحرك في واقعنا الأبيني الموبوء.. ينتصب بشموخ د. سالم ناصر جابر الذي يعد تقريبا الاختصاصي الوحيد في المحافظة، او أول اختصاصي في مجاله في أبين.. ولكفاءته ،مهارة قيادته.. ين مديرا عاما لمكتب الصحة في أبين مرتين: الأولى أيام التشطير، والثانية بعد الوحدة.. كان فيهما نعم الكادر الكفء ..حقق نجاحا لافتا، ونهوضا إيجابيا بالأوضاع الصحية إلى الأفضل وقتها.
د. سالم.. شخصية قوية الحضور، فاعلة الأداء، حريصة دوما على خدمة الناس..من أي موقع يكون فيه.
في جانب الأمراض الباطنية يقدم للمرضى عطاء كبيرا، ونفعا جزيلا، ويوفر عن كواهلهم أعباء السفر إلى عدن،
وهو شخص دقيق المواعيد، ماهر في استثمار الوقت؛ وهذا من أهم عوامل نجاحه.. لك أن تتخيل أنه يداوم في عيادته في جعار فترتين: صباحية ومسائية في الوقت ذاته الذي معه يومان أو محاضرتان في كلية الطب في عدن.. وأذكر قبل أشهر أنه أخبرني.. بعد إكماله عمل العيادة يسهر في معظم الأحيان لمتابعة الجديد في الطب.. في مجاله، وعدم المتابعة لكل جديد في الطب، والكلام لد. سالم ،لا يساعد أي طبيب على التطور والمواكبة وبالتالي النجاح.
ألا ترى هنا استثمارا إيجابيا خلابا ورائعا للوقت في زمن مغريات الإدهاش والترفيه فيه تخترق كل العقول، وتهدر معهم آلاف الساعات..بل ملايينها..
والحقيقة أن د. سالم ناصر ككادر طبي رفيع، وككفاءة وطنية فذة تعرض لإهمال إعلامي شبه متعمد، كما أنه لا يحضر المناسبات الاجتماعية كثيرا، ولا يجامل الصحفيين، ولا يجلس حيث يجلس المحافظون..لذا لا يتناوله الإعلاميون في أية مناسبات تستجد.
وهناك شيء أخجل من ذكره لمشاركتي الإعلاميين إهمال الدكتور سالم في فترات سابقات وأذكره هنا.. هو أني ود. سالم شريكا مسقط الرأس في قرية عبرعثمان، م/خنفر ،وبعد سبع سنوات انتقلت إلى جعار.. وكنت أظن، وظني خاطئ، أن كتبت عن هذه الهامة الطبية الشامخة فهذا لا يليق باعتبار شهادتي مجروحة.. كوني من القرية ذاتها حيث الطفولة واللهو البريء وحقول البيدر والوديان والعصافير وقطعان الأغنام والرعيان.. انثالت الذكريات ويصعب التوقف..أعترف ان فكرتي كانت خاطئة، وبمقال اليوم أساهم بجد في تعديلها.. عذرا يا د. سالم إن كنا نسيناك.. سهونا عنك.. وحسبك أنك صاحب جهد كبير، وإخلاص عظيم، وعطاء زاخر، وتسامح رحيم.
من حق هذا الكادر الطبي الكفوء أن ينال التكريم الذي يستحق.. أليس كذلك يا محافظ أبين؟!