كريتر نت – تعز
على مدى سنوات 6 تعرض بسام عبدالسلام محمد ناجي لابشع أنواع التعذيب على يد والديه ، مستخدمين كل امكانياتهما في عقاب ولدهم البالغ من العمر 25 سنة دون سبب يذكر .
بدأت القصة عندما كان بسام يعمل على عربية بطاطس يمتلكها في أحد أسواق محافظة تعز اليمنية ، وكانت تدير عليه دخلا وفيرا.
جمع بسام مبلغ من المال ، وقام بإعطائه أحدى قريباته، فعلم والديه حتى جن جنونهم، فقام والدي بسام بأخذ ما قام بسام بجمعه، وسجن بسام في إحدى غرف المنزل ، ومنع عنه الطعام والشراب، باستثناء وجبة واحدة في اليوم ، بالإضافة إلى منعهم بسام من استخدام الحمام لقضاء حاجته ، وفي غرفته الصغيرة التي تحولت إلى سجن كان ينام بجهة ، ويقضي حاجته بجهة أخرى ، يعاني اشتداد البرد في فصل الشتاء، ينام على الأرض دون فراش يستند عليه .
عاش بسام لسنوات ست حبيس أربعة حيطان ، أصيب خلالها بحالة نفسية ، وجنون دون رحمة من أبويه.
حاولت أمه التخلص منه مرات عدة ، ففي إحدى المرات قامت بضرب رأسه بفاس حاد أصيب خلالها بجروح كادت تفقدته حياته ، وأخرى بإعطائه السم بين الطعام الذي قدمته لبسام، غير أن بسام كان ينجو في كل مرة .
خلال السنوات الأخيرة قام والدي بسد كل منافذ الغرفة بالحجارة والاسمنت ، وسد الفتحة التي كان من خلالها بقوم جيرانهم منها بإعطاء بسام الطعام والشراب ، ومنع عنه التهوية وضوء الشمس ، ليعيش بقية ايام حياته في ظلام دامس .
تداعيات الحرب ، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لأسرته ، كانت لها دور بارز في الحادثة ، بالإضافة إلى تداعيات أخرى أجبرت والد بسام وأمه على ارتكاب الجريمة بحق ابنهم .
لم يكتفي والدي بسام بما فرضاها على بسام ، فخلال أيامه الأخيرة قاما بمنع الطعام والشراب عن بسام، وتركوه يعاني الجوع والعطش ، إلى جانب معاناته السابقة ، كل تلك المعاناة أنهكت جسد بسام واوقعته طريح الأرض لايقوى على الحركة .
لم يصمد بسام طويلا ، فجسده المنهك لم يعد يقوى على الصمود لأيام قادمة ، فارق الحياة بجسده الهزيل ومعاناة استمرت لست سنوات ذاق المر خلالها، ليترك خلفه فصول من معاناة ،ذاقها على يد أبويه، بعد أن انتزعت منهم إنسانيتهم، لتفجر الحادثة موجة سخط ضد أبويه في المنطقة والمناطق المجاورة .