د عبده يحيى الدباني
قبل أكثر من عام شرفني أخي وصديقي الشاعر مطيع المردعي بأن أعطاني ديوانه المخطوط لكي أراجعه مراجعة لغوية وقد قمت بذلك مستمتعا بقراءة الديوان كله، ووجدت المردعي شاعرا شعبيا تلقائيا طبع وفطر على الشعر فشعره يتدفق سهلا منسابا مثل السيل في وادي بنا في الأرض المستوية ذلك الوادي الذي ينحدر الشاعر من رحابه .
كان بحق شاعر اليوميات والتفاصيل والمناسبات التي ارتبطت بمسيرة الثورة الجنوبية المظفرة منذ انطلاقتها ، لقد تناسى الشاعر همومه الشخصية وحتى هموم منطقته وألح عليه وعلى شعره الهم الجنوبي العام
ذو الجرح النازف فكأنما ديوانه
هذا يعد تاريخا شعريا جميلا للقضية الجنوبية لاسيما في السنوات الأخيرة.
لقد تضمنت قصائد الديوان موضوعات من مثل : ضرورة احترام التضحيات الجنوبية ومشكلة المناطقية ورثاء الشهداء والإشادة بالقيادات والرموز الجنوبية ومشكلة كثرة المكونات السياسة في الجنوب وعدم اتحادها والخدمات التي يعاني الشعب من غيابها . ولم تغب عن قصائد الديوان موضوعات من مثل : شرعية الرئيس هادي من وجهة نظ ر الشاعر وهناك قصائد اشارت إلى التحالف العربي، مثلما كان المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس الزبيدي حاضرين بقوة في هذا الديوان .
هذه الموضوعات وماهو على شاكلتها تبدو موضوعات سياسية صرفة ولكن الشاعر نسج فيها شعرا جميلا فما نقوله نحن نثرا بصعوبة يقوله المردعي شعرا بسهولة ففي إمكانه أن يقرأ مقالة رصينة وهادفة فيحولها إلى قصيدة شعبية سهلة ومطبوعة. وإذا كان الشعر لا يخلو من المبالغة والتطرف فإن شعر المردعي اتسم بالتوسط والاعتدال وبالجدل والمحاججة السياسية مع حرارة العاطفة والحماس الثوري والوفاء الوطني.
لقد ادخل الشعر إلى أماكن لم يعهدها من قبل وإلى تفاصيل هي أقرب إلى النثر ولكن الشاعر انفعل بها وارتفع بها إلى مصاف الموضوعات الشعرية وقد نجح في ذلك فنياً وموضوعياً .
ومثلما وثق الشاعر فنيا وتاريخيا
لمحطات مسيرة الثورة الجنوبية ووصل إلى تفاصيلها -حيث لا يكمن الشيطان ولكن هناك ملاك الشاعر وليس شيطانه – فإنه كذلك رسم خريطة بلاده شعرا فما منطقة جنوبية إلا وتغنى بها الشاعر جنبا إلى جنب مع الحدث الثوري او الوطني
الذي كانت مسرحا له. فانت واجد امامك كل مناطق الجنوب في شعر
المردعي في عناق وطني حميم.
ولكي لا يكون كلامنا مجرد خبر وتنظير هاطم هذا النموذج الشعري
الذي لم اختره بعناية ولكني وجدته
بشكل تلقائي وعفوي على الواتس اب.
(( معشوقتي ))
للشاعر مطيع المردعي
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””'”””
البستها ثوب القمر
واسقيتها طل السحاب
بين النجوم اعليتها
واجعل لها الزهره حجاب
ما غاب عني نورها
لو كان نور البدر غاب
احساسها واشعورها
يآسر شغف قلبي وذاب
من طيف بسمة ثغرها
اصنع فناجين الشراب
من دم شريان الجسد
انقش يديها بالخضاب
مالي حبيبه غيرها
او دونها لي عيش طاب
لو تسألوني عنها
معشوقتي تدعى رباب
في الصخر دونت اسمها
منحوت ماهو في كتاب
استاسرت في عشقها
قلب الشيوبة والشباب
حتى النساء في حبها
هامت ولم تخش العتاب
يا اغنية طيف المساء
يا نغمة الصبح المهاب
تعزف عصافيرك نغم
من عشها قبل الذهاب
انشودة النصر الذي
عانق سهولك والهضاب
ترقص على اغصان الشجر
وتبوس ذرات التراب
معشوقتي الحره عدن
هذا خطابي والجواب
لا العسر اغلق بابها
جاها الفرج من الف باب
بنت العروبة والعرب
ما عمرها تعشق غراب
هامت بحب اصقورها
وصقورها درع وحجاب.