كتب : محمد الثريا
المتباكون على أطلال الوحدة والجمهورية وأصحاب الخطاب العاطفي المغلوط والهادف الى تحميل الجنوبيين مسؤولية رحيل مشروع الوحدة وحضور المشاريع البديلة ربما حان الوقت للخجل قليلا من كمية المغالطات ومحاولات التدليس التي بتم تسوقونها باستمرار .
وعوضا عن ذلك سيبدو خيار الذهاب نحو سلسلة مراجعات ومعالجات قد تكفر ولو عن جزء يسير من كوارث خطيئتكم السياسية بحق الشعب والوطن هو اول الخطوات في طريق تصحيح الخطأ والاعتراف بالذنب.
بلا شك ان التوقف فورا عن استخفاف عقول الناس بهكذا خطاب مفضوح وحقائق مقلوبة يعلمها القاصي والداني سيكون عملا مسؤولا وقرارا سليما وفيما عدا ذلك سيكون فقط مزيدا من اضرام النيران في ملابس الزهد التي ترتدونها زورا .
وبالنهاية نعتقد ان مثل هكذا خطاب مستهلك لربما سيكون اكثر قبولا ومصداقية فيما لو تم توجيهه الى قيادات الاصلاح وبقية نخب الشمال التي جرت الشعب الى ويلات ودمار وحروب تحت وهم الثورة واسقاط النظام واحلام وردية لا اخر لها.
أما بالنسبة للجنوبيين فلا أحد يستطيع انكار حقيقة انهم من كسر شوكة التمدد الفارسي وحفظ ولو قليلا من ماء وجه ولي الامر والدولة وحتى التحالف.
وفي ظل قبول وتماهي النخب السياسية الشمالية مع واقع الانقلاب وتلاشي الحديث عن مقاومته واستعادة عاصمة الشرعية قد لايبدو منصفا هنا المزايدة على وطنية الجنوبيين ونعتهم بدعاة مشاريع التشظي حال اعلنوا عن تدشين مشروعهم السياسي بمعزل عن رغبة ومباركة شريك الوحدة ثم ذهبوا خلف ارسائه وتمكينه بدلا من الانتظار طويلا لثورة إخوانية فاضلة لاارهاصات او دلالات على نشؤها ولا حتى مؤشر لقبول تكرارها في الداخل الشمالي نفسه.
● “إتفاق الرياض أخر الفرص لانقاذ الشمال الجمهوري قبل ان يكون محطة استقرار أولى للجنوب” هذا لمن اراد فهم الواقع السياسي المراد تثبيته اما جماعة (ضربني وبكى، سبقني واشتكى) يركنوا على جنب ويخلوا القربعة الفاضية .