كريتر نت – الجمعي قاسمي – العرب
وترافقت هذه الحالة مع احتقان سياسي شمل المسار الحكومي قبل نحو 24 ساعة من غلق باب تقديم الاقتراحات إلى الرئيس قيس سعيد، بخصوص الشخصية الجديدة لتكليفها بتشكيل الحكومة خلفا لإلياس الفخفاخ، حيث كثف مسؤولو حركة النهضة من خطابهم التصعيدي، وذلك على صلة بالأوراق التي يعتقدون أنها فاعلة أو لمصلحتهم، في محاولة قلب موازين القوى.
ورغم أنه لا يُعرف إلى غاية الآن الاتجاه الذي سيسلكه الرئيس سعيد في اختياره للشخصية الجديدة التي ستُكلف بتشكيل الحكومة القادمة، فإن مسؤولي حركة النهضة لا يتوقفون عن تحركاتهم في مسعى لدفع بعض الكتل البرلمانية إلى الامتثال لرغباتهم.
ويتضح ذلك من خلال السعي إلى تشكيل “جبهة برلمانية” تضم بالأساس كتلة حركة النهضة، وكتلتي ائتلاف الكرامة، وحزب قلب تونس الذي تحول إلى ما يُشبه بيضة القبان التي يُريد كل طرف الحصول عليها، وذلك للضغط على الرئيس سعيد، ودفعه إلى الأخذ بعين الاعتبار التوازنات داخل البرلمان، علَّ حركة النهضة بذلك تُبقي على قدر من النفوذ الذي يُمكّنها من إعادة صياغة علاقاتها مع بقية الأحزاب.
بيد أن التجاذبات الحادة التي تعترض مسالك تشكيل الحكومة الناتجة عن مُمارسات حركة النهضة، جعلت زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، يقول إن “أي حكومة قادمة لن تنجح ما دامت فيها حركة النهضة التي لا تتعامل مع من معها في الحكم كشركاء وإنما تريد أن تتعامل معهم كتابعين لها”.