كتب : وضاح اليمن الحريري
بعد مرور اربعة اشهر تالية لنهاية السنة الخامسة حرب، تظهر الحصيلة الميدانية أن هذه السادسة لن تكون خاتمة الحرب ونهايتها، انما قد تأخذ اشكالا وتوجهات جديدة، ينضوي في اطارها تجزئة المناطق المحررة من قبضة الحوثيين، والتي كانت فيما سبق بكامل جغرافيتها تحت سيطرة الشرعية تحت مظلة الرئيس عبدربه منصور هادي، بما ذلك العاصمة المؤقتة عدن التي باتت على المستوى الميداني في قبضة اخرين، يقولون إنهم من حلفاء التحالف ولا يبيتون شرا للرئيس ولكنهم يرفضون حكومته، بينما ينقضي الوقت لحظة اثر لحظة لتقويض اي سلطات رسمية وتكريس سلطات الأمر الواقع، حيثما تكون سيطر ومكن لنفوذك، بهذه القاعدة تعمل جميع سلطات الامر الواقع، الحوثيون حيث هم، كذلك الانتقاليون حيثما يسيطرون، غيرهما ايضا يقوم بذلك الفعل، بمنهجية يبدو ان هناك من يرعاها بصمت وبهدوء وكما يقال فإن التحالف الداعم للشرعية هو المسئول عن هذا التمزيق الشديد بأقل درجات الايمان، اي بصمته العميق وفقدانه القدرة على حسم الامور وحل الازمات البينية داخل التحالف بين حلفاؤه اليمنيين جنوبا و شمالا.
لقد تحولت الحرب في اليمن الى حرب ركيكة، اضافة لكونها حرب غبية منذ البداية، الركاكة تأتيها .
اولا من خلال فتح باب التنافس الواسع لكل من امتلك القوة ولو كانت محدودة، ليبسط يده على قدر ما يستطيع من الارض والمؤسسات والبشر، ليصبح ندا بحكم الامر الواقع، اذن فالتحالف لامانع لديه من حدوث هذا، كانه بعد اربع الى خمس سنوات من الحرب، قرر أن يغير السيناريو في الحرب، من سيناريو الطرفين الندين لبعض وهما الشرعية ك ( دولة قائمة) والحوثيين المتمردين عليها، الى السيناريو الجديد ( اجعلهم جميعا صغارا بشرعيات منقوصة ومرتبكة) الذي يفترض تصغير الجميع الى ما دون القدرة على الحسم، لتنتهي ورطة التحالف في اليمن بجر جميع الصغار الى التسوية.
ثانيا هناك جرائم متعددة الانواع والاشكال والمسميات والاسباب انتجتها الحرب وستظل تنتجها، نتائج يجب ان تطمس ويضيع مصدر دفاعها الاساسي لاحقا وهو الدولة الافتراضية التي كانت ستأتي او تكتلات ستظهر للتبنى تلك القضايا علانية، لتنصف ضحاياها وتحمي غيرهم، وعندما تقف جميع الاطراف وبايديهم ملفات الجرائم في التسوية، سيتفق الجميع على حرق جميع الملفات وليس تمزيقها فقط، واطالة امد الحرب بهذه الطريقة، ما هو الا تقضية الوقت حتى موعد التسوية التي ستحرق فيها الملفات ويتم التنازل المتبادل عن كل شئ من الكل مقابل السلامة والبقاء والقبول بالنصيب.
ثالثا حيث سننهي الموضوع هنا، يجب أن نلاحظ ان الحرب في اليمن قامت لاسباب سياسية محظة، شكلت دافعا أساسيا لخوضها محليا واقليميا، حرب تستخدم فيها الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية كذرائع تعبوية فقط لا أكثر، ليضيع اي مشروع او توغل في اي مشروع هادف وذو مغزى ومضمون في طيات السياسية وتتلفها طياتها اللانهائية، يتهالك بتلك السياسة وادواتها الناس الذي كانوا يحتاجون أن يصبحوا شعبا يستحق الحياة بكرامة ففاجأتهم الحرب.