كريتر نت / كتب- ا.سالم عبد القوي
أ،ب.ت،ث،ج،ح،خ، اول حروف المعرفة واول ما يتم نقش العقل والذاكرة فيه في الصف الأول الابتدائي …هناك في مدرسة الثورة الحيس حيث كان المعلمين يأتوها كل صباح مع زقزقة اول عصفور وصياح اول ديك ،..يأتون من مدينة الضالع إلى قريتنا( الحيس ) يقطعون عشرات الكيلومترات ويصلون مدرستنا قبلنا… يضعون في عقولنا اول لمسات المعرفة….ويأمرونا أن نجمع عشرات العيدان الصغيرة من خارج الصف ثم نقسمها إلى آحاد وعشرات في الفصل لنتعلم الحساب…ثم يغنون لنا اغنية علمي علمي زاهي المنظر …فنعود إلى بيوتنا ونحن نغني في الطريق ونصل بيوتنا ونخبر امهاتنا بأننا كتبنا حرف الالف ..وجمعنا واحد زائد واحد ..وغنينا اغنيه.
يوم عالمي كنت احس فيه اني السفير الوحيد في العالم وأن العالم لايرى غيري أبدا…هكذا كان أساتذتنا يغذونا بهذا الشعور ولم ولن نتنازل عنه لأنه الخيط الابيض الذي يجعل الكتاب جليسنا اينما كنا…..مات الاستاذ علي حرمل كواحد من المعلمين الذي شكلون وعينا بجهودهم الجبارة الذي لا يتحملها إلا الاب والام.
علي حرمل لم يكن بروفسور ولكن لن تصل إلى درجة البروفيسور بدونه فكيف ستقول له شكرا…كيف ستدعو الله أن يرحم المعلم الذي وضع اول حرف واول رقم واول نقطة في تاريخ حياتك كلها.
عشرات المدراء والوكلاء والوزراء ينعمون بما ينعمون به ويبخلون على المعلم الذي اوصلهم إلى حياة النعيم، بأن يعيش حياة كريمة …اي جحود هذا واي نكران .
المعلم والطالب يضربون ويموتون في الداخل والقرار الذي يغير حياتهم بيد القادة في الخارج …في الخارج حيث لا احساس بدم البشر فكيف يحس بحق المعلم.
لم أسمع أن هناك وزير أرسل برقية عزاء لمعلم على الاطلاق….إن لم تبعث التهاني والتعازي للمعلم فلمن ستبعثها اذا !!!!! الموت قدر محتوم والسلطة قدر وقرار…. نسأل الله أن يرحم استاذنا علي حرمل وان يسكنه فسيح جناته وأنا يلهم الأهل والأصدقاء الصبر والسلوان وأنا لله وانا اليه راجعون.