عماد عبد الحافظ
كاتب مصري
يُعدّ الأمن الركيزة الأساسية التي قام عليها المشروع الصهيوني وتأسست عليها الدولة الإسرائيلية منذ اليوم الأول؛ فقد كان الدافع الأهم وراء سعي مؤسسي الدولة إلى إيجاد وطن قومي لليهود هو غياب الإحساس بالأمن في البلدان التي عاشوا فيها سابقًا، إلى جانب ما تعرضوا له من اضطهاد في أوروبا وآسيا، ومن ثمّ نشأت فكرة “الوطن الآمن” باعتبارها المخرج الوحيد من المعاناة المتواصلة، وما يزال الأمن حتى اليوم يمثل الدعامة الرئيسة لبقاء اليهود في إسرائيل واستمرار مشروع الدولة، رغم وجود عوامل أخرى مساعدة كالوضع الاقتصادي الجاذب، أو البُعد الديني الذي يجعل وجودهم في إسرائيل أمرًا مقدّسًا، غير أنّ الشعور بالأمن يبقى الشرط الجوهري، فإذا ما اهتز أو غاب، تغير الكثير من الأمور.
وقد كانت أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وما تبعها من تداعيات، بمثابة المطرقة التي أحدثت اهتزازًا كبيرًا في ثقة الإسرائيليين في فكرة “الوطن الآمن”، حيث لم تعد الدولة آمنة بالدرجة نفسها التي كانت عليها من قبل، فمع قدرة حماس على اختراق المستوطنات الواقعة بجوار قطاع غزة وقتل وخطف عدد كبير من الأفراد، ومع وصول العديد من الصواريخ سواء من جانب حماس أو حزب الله أو جماعة أنصار الله باليمن؛ تزايد الخوف والقلق بشكل كبير لدى الإسرائيليين وتراجع الشعور بالأمن الذي كانوا يعيشون استنادًا إليه، لكن بعد الهجمات الإيرانية التي بدأت في الثالث عشر من حزيران (يونيو) 2025 كردّ فعل على الهجمات الجوية الإسرائيلية في اليوم السابق، وقدرة الصواريخ الإيرانية على إحداث إصابات كبيرة وخسائر بشرية ومادية واستهداف مؤسسات عسكرية وعلمية حساسة في إسرائيل للمرة الأولى منذ تأسيسها؛ فإنّ معدل الخوف والقلق تزايد بصورة كبيرة لدى المواطنين في إسرائيل، واهتزت الثقة بدرجة كبيرة في منظومة الأمن والدفاع وفي الصورة الذهنية الراسخة عن قدرة الدولة على حماية مواطنيها وأنّها تمثل لهم واحة من الأمن، فأصبحت فكرة الدولة القادرة على حماية مواطنيها وتوفير آليات الأمن والحماية مثل القبة الحديدية ومنظومة الدفاع الجوي والجيش الذي لا يُهزم والملاجئ الآمنة التي يصعب اختراقها، محلّ شك، والسؤال الذي نود طرحه هنا هو؛ هل يترتب على القلق المتزايد وتراجع الثقة في قدرة الدولة على توفير الأمن تزايد معدلات الهجرة العكسية خارج إسرائيل؟
الآثار النفسية للحرب
من أكبر الآثار التي تركها الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، ومن قبله تلك الهجمات التي تعرضت لها وصولًا إلى السابع من تشرين الأول (أكتوبر)؛ أنّها هزت ثقة المواطن الإسرائيلي في الأمن وفي قدرة الدولة على حمايته، وقد كان لهذا الأمر العديد من المظاهر التي تناولتها تقارير صحفية مختلفة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) حتى اليوم، فبعض التقارير تشير إلى أنّ الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في شهر نيسان (أبريل) 2024، الذي لم يحدث إصابات كبيرة في حينه، تسبب في زيادة عدد الإسرائيليين الذين دخلوا المستشفى في تلك الليلة، ليس بسبب الإصابة ولكن بسبب القلق الشديد، وقد نشرت جريدة The Washington Post الأمريكية تقريرًا يفيد بأنّه مع سقوط الصواريخ الباليستية على المباني في تل أبيب، فإنّ العديد من الإسرائيليين قالوا إنّهم يفقدون إحساسهم بالأمان الذي ظلوا يتمتعون به منذ زمن طويل، ممّا دفع الإسرائيليين إلى التشكيك في إحساسهم بالأمان الذي يعاني أصلاً من التصدع، كما تنقل عن أحد المواطنين الإسرائيليين قوله: إنّ “الضربات الإيرانية تؤكد أنّ الدفاع لا يمكن أن يكون محصنًا بالكامل، وتنقل عن آخر قوله: إنّ “الأزمة قد قوّضت ما تبقى لديه من شعور بالأمان بعد هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر)”، ونشرت جريدة The Times البريطانية تقريرًا عن فقدان الثقة لدى الإسرائيليين في غرف الأمان بعد الضربات الإيرانية، وتقول إنّ غرف الأمان المُعزّزة بالبناء الإسمنتي كانت تُعدّ خط الدفاع الأول منذ حرب الخليج، لكنّ الهجوم الأخير أثبت أنّها غير محصنة ضد صواريخ باليستية مباشرة، حتى أولئك الذين اعتادوا الجلوس في هذه الغرف صاروا يتساءلون: هل هنالك مكان آمن حقًا في إسرائيل اليوم؟ وأنّه بسبب هذه الكارثة لجأت الحكومة والمواطنون لاستخدام ملاجئ تحت الأرض كبديل، مثل محطات القطار، والملاجئ العامة، وحتى طوابق الأرضيات السفلية في المباني، وأنّ المسؤولين يعكفون على تقييم وتطوير الإجراءات المعمارية للأمن المدني ورفع كفاءة الملاجئ، لكن تبقى المخاوف قائمة مع تصاعد الهجمات.
كما تشير صحيفة turkiyetoday في تقرير لها إلى التأثير النفسي للهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، وجاء فيه أنّ الطلب على الخدمات النفسية قد ازداد بشكل حاد بعد الهجوم، ممّا جعل الحصول على مواعيد مع الأطباء النفسيين وإخصائيي علم النفس أمرًا صعبًا، كما رفع من تكلفة الجلسة، وارتفعت أيضًا معدلات شراء الأدوية المهدئة التي تساعد على النوم بنسبة 30%، وتشير إحدى الدراسات التي أُجريت على (30) ألف إسرائيلي بعد الهجمات الإيرانية في شهر نيسان (أبريل) 2024 إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم واضطرابات القلق وزيادة استهلاك المعلومات الإعلامية من أجل متابعة الأحداث والبحث عمّا يخفف من حدة القلق.
وفي تقرير آخر منشور على موقع Associated Press يتناول حالة القلق التي أصابت المجتمع الإسرائيلي نتيجة الضربات الإيرانية الأخيرة، ويستعرض بعض أحوال الأفراد داخل المجتمع الذين يتخذون من محطات المترو وأماكن انتظار السيارات تحت الأبنية ملاذات آمنة لهم للاحتماء من الصواريخ، وتنقل عن البعض منهم بعض الشهادات، منها قول أحدهم: “لا ننام من القلق ومن صفارات الإنذار التي تُسمع ليلًا، ومن المخيف جدًا الركض إلى الملجأ كل مرة”، وآخر يقول: “إنّ مشهد مئات الأشخاص بملابس النوم في محطة القطار يذكرني بقصص جدي عن الحرب العالمية الثانية”، وفي أحد التقارير الأخرى جاء فيه على لسان أحد المواطنين: “لقد زعزع هذا الهجوم شعور إسرائيل بالأمن بشكل جذري، كما حطم جوهر إيديولوجيتنا الوطنية، أن يقع حدث كهذا في بلد يُفترض أن يكون فيه اليهود في مأمن من معاداة السامية، لا سيّما مع تعرض ناجين من الهولوكوست للقتل الوحشي أو فقدان أفراد من عائلاتهم في بلد يُفترض أن يكون ضمانًا ضدّ هذا، كان من الممكن أن يُحطم هذا الهجوم ثقتنا بأنفسنا وفخرنا، لقد ضرب هذا الهجوم ركيزة أساسية من ركائز إيديولوجيتنا الوطنية”.
بين تأييد الحرب والرغبة في الهروب
رصدت بعض التقارير، منذ أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تزايد معدلات الهجرة العكسية خارج إسرائيل، وكذلك تراجع معدلات الهجرة إلى إسرائيل، ويعود السبب بشكل رئيسي إلى غياب الشعور بالأمن واهتزاز الثقة في قدرة الدولة على توفير الحماية والدفاع عن مواطنيها، فعلى سبيل المثال نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن هيئة الإحصاء المركزي الإسرائيلية إحصائية تفيد بارتفاع نسبة عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد بصورة قد تكون دائمة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بنسبة 285% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2022، وأشارت أرقام مركز الإحصاء الإسرائيلي إلى أنّ عدد اليهود الوافدين من دول الخارج إلى إسرائيل انخفض بنسبة 21% بين تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وآذار (مارس) 2024، كما أشار موقع سكاي نيوز عربية إلى تقرير نشره معهد “سياسة الشعب اليهودي” إلى أنّ 25% من اليهود الإسرائيليين، و40% من العرب الإسرائيليين أعربوا عن استعدادهم للهجرة إذا أتيحت لهم الفرصة بسبب الحرب والاضطرابات السياسية، ويشير التقرير إلى وجود أزمة ثقة عميقة بين الجمهور والقيادة الأمنية والسياسية، حيث انخفضت الثقة في الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، فقد أعرب 55% من اليهود الذين يمثلون عينة البحث عن ثقة منخفضة.
لكنّ السؤال هنا هو: هل يعكس هذا الموقف لدى شريحة من الإسرائيليين رفضًا للحرب ورغبة في التراجع عنها؟
في هذا الإطار يرى الدكتور محمد سعد الباحث في معهد الدراسات السياسية بجامعة تشارلز بجمهورية التشيك، والمتخصص في أمن الشرق الأوسط، في تصريح لـ (حفريات)، أنّ ثمة تناقضًا في موقف المجتمع الإسرائيلي من الحرب والموقف المترتب على نتائجها؛ فرغم محاولات الكثير من اليهود للهجرة سواء باتجاه قبرص أو طابا، إلا أنّ ذلك لا يعكس رفضًا للحرب، ولكنّه يعكس وجود حالة إرهاق بسبب الحرب، وعدم القدرة على تحمل تكلفة الحرب، وهذا يفسر الاستعجال الإسرائيلي للتدخل الأمريكي في الحرب، ليس فقط من أجل الإمداد بالسلاح، ولكن من أجل أنّ المجتمع غير قادر على تحمل تكلفة الحرب لمدة طويلة.
ويقدّم (سعد) تفسيرًا لموقف الغالبية من المجتمع الإسرائيلي المؤيد للحرب والراغب في التخلص من كل مصادر التهديد لإسرائيل وفق منطق صفري يسعى إلى القضاء على الآخر بشكل كامل، ويرى أنّ نسبة الإسرائيليين المؤيدين للحرب ضد إيران تبلغ، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، نسبة 80%، وأنّ هذه النسبة الكبيرة لا تعبّر عن رد فعل لحظي خاص بالأحداث، ولكنّها تعكس تحولًا عميقًا في المزاج العام الإسرائيلي؛ فالمجتمع الإسرائيلي تحول إلى كتلة دينية صلبة عبر العقود الماضية، حتى إنّ التنافس الحزبي أصبح يميني/ يميني، وبالتالي فإنّ هذا التيار الديني المسيطر لا يرى الحرب مجرد خيار عسكري ضمن خيارات متعددة، ولكنّه يراها ضرورة أمنية وعقائدية، ويضيف (سعد) أنّه إذا حاولنا التعرف على أسباب ذلك التحول، فإنّ هذا يحيلنا إلى مرحلة التسعينيات وبداية سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وغزة، فتلك السياسة أسهمت في إعادة تشكيل التكوين الديموغرافي للمجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت المستوطنات تنشأ في المناطق المعزولة عن مراكز المدن الإسرائيلية والتي تميل بطبيعتها إلى العلمانية والحداثة، بينما شكّلت المستوطنات تجمعات دينية قومية على الأطراف مع خطوط التماس المباشر مع الفلسطينيين، وداخل تلك المستوطنات تولدت عقلية انعزالية حصنت نفسها بالكراهية والشعور بالتفوق العرقي والاصطفاء الديني، وتحولت كل مستوطنة إلى كيان مغلق، ليس فقط بالأسوار والإجراءات الأمنية، ولكن وفق منطق ديني قومي عدائي يرى في الفلسطينيين، وفي الآخرين بشكل عام، مصدرًا للتهديد الوجودي؛ من هنا بدأ يحدث ما يمكن تسميته بعملية “تديين” للمدن الإسرائيلية، وذلك من خلال ما يمكن أن نطلق عليه “حلف المستوطنات”، وهذا الحلف، وبما يحمله من فكر ورؤية، زحف إلى المدن الكبرى وإلى مراكز صناعة القرار في الدولة، واستطاع إعادة تشكيل المزاج العام الإسرائيلي، وحدث ما يمكن تسميته “تديين العقل العلماني الإسرائيلي”، وهنا لم يعد اليمين مجرد تيار سياسي، ولكنّه تحول إلى بنية ثقافية تحكم الدولة، وفي هذا السياق لا تمثل الحرب مع إيران خروجًا عن المألوف، بل هي امتداد لمنظومة تأسست على الخوف، والتفوق، والسردية الأسطورية؛ لذا قُدّمت الحرب كمهمة شبه مقدّسة، و”الوحش الإيراني” كتهديد شبه ميتافيزيقي يجب التخلص منه.
وحول تأثير الحرب على معدلات الهجرة العكسية، يقول الدكتور مهاب عادل الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في الشأن الإسرائيلي في تصريح لـ (حفريات): إنّه بطبيعة الحال تؤثر الأوضاع غير المستقرة المرتبطة بتراجع عامل الأمان على تزايد الرغبة لدى الإسرائيليين بالمغادرة إلى حين استقرار الأوضاع، وهو ما برز خلال الأيام الأولى من انطلاق المواجهة الراهنة، تحت وطأة الضربات الإيرانية التي تسببت في أضرار وخسائر كبيرة في مناطق عديدة بإسرائيل، هذا فضلًا عن الضغط النفسي المرتبط بحالة الاستنفار القائمة التي تستدعي البقاء لفترات كبيرة في الملاجئ، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ تراجع ثقة المواطن الإسرائيلي في الأمن القومي بدأ في أعقاب أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وهو ما كان له أثره في تصاعد معدلات الهجرة العكسية لدى اليهود العلمانيين من ذوي المهارات العالية في سوق العمل، إلا أنّ هذا الشعور، وهذا الارتفاع في معدلات الهجرة العكسية، يرتبط في الوقت الحالي بالظرف الاستثنائي لحالة الحرب والمواجهة القائمة، مقارنة بالفترات السابقة التي تشهد أوضاعًا أمنية واقتصادية مستقرة، وهو ما يجعل عملية الهجرة تسير في اتجاهين، وتظل محكومة بشكل ديناميكي بتطورات الأوضاع العامة في إسرائيل وخاصة الأوضاع الاقتصادية ومؤشرات تحسنها مقارنة ببلدان المنشأ بالنسبة إلى المهاجرين الإسرائيليين، على نحو سيجعل المهاجر الإسرائيلي سواء في الشتات أو في الداخل الإسرائيلي يبحث دائمًا عن البيئة الأفضل من ناحية توافر الفرص والمزايا الاقتصادية.
ومن الآثار المرتبطة بالوضع الأمني والحالة النفسية في المجتمع الإسرائيلي نتيجة الحرب، ما يتعلق بمدى تأثير ذلك على حالة الانقسام داخل المجتمع، وفي هذا الإطار يرى الدكتور مهاب عادل أنّه رغم عامل التكلفة الذي تحدّث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي في تعقيبه على قراره الدخول في المواجهة الراهنة مع إيران؛ إلا أنّه جعل هذه التكلفة ستكون المقابل لمعركة وجودية نتيجة التهديد الإيراني، وهو ما يجعل المواطن الإسرائيلي يتقبل التكلفة المحتملة لارتباطها بوجوده، ولكن لا يعوّل على استمرار هذه المرونة في تقبل التكلفة، خاصة إذا ارتفعت في حالة طول أمد المواجهة وتطوير إيران لقدراتها في الرد باستخدام قدرات نوعية من شأنها رفع تكلفة استهدافها عبر استهداف الداخل الإسرائيلي وإحداث مزيد من الخسائر والأضرار على النحو الذي نشاهده، تعويلًا على فرض مزيد من الضغوط ضد الحكومة الإسرائيلية من جانب الرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي فمسألة الحديث عن الانقسام تتراجع دائمًا وقت الحروب التي تشكل عاملًا لتعزيز التماسك الداخلي والتوحد حول مواجهة التهديدات، خاصة إذا كانت تهديدات وجودية على النحو الذي يصوره رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهذا التماسك نراه في الوقت الراهن في توحد المشهد السياسي والتفاف المعارضة حول موقف الائتلاف، ولكنّ هذا التماسك على المستوى المجتمعي قد يتراجع تدريجيًا مع ارتفاع تكلفة المواجهة التي يتحملها المواطنون ودخول المواجهة نحو مسار استنزافي يعزز الإدراك بأنّ إسرائيل تخوض حربًا بالوكالة عن الولايات المتحدة، ورغم هذا التوحد إلا أنّه لا يلغي ملامح الانقسام بشكل كامل، ولكنّ هذا الانقسام معتاد بين توجهات الجمهور اليهودي والجمهور العربي في الداخل الإسرائيلي، حيث عكست نتائج استطلاع الرأي الذي قامت به الجامعة العبرية بعد اندلاع المواجهة الراهنة، فقد ذهب 83% من الجمهور اليهودي إلى تأييد قرار المواجهة العسكرية ضد إيران، ويؤيد 46% منهم ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون دعم من الولايات المتحدة، بينما رفض 86% من الجمهور العربي قرار المواجهة العسكرية.
خاتمة
على الرغم من الإمكانات العلمية والعسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها إسرائيل، بجانب الدعم غير المحدود من الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص؛ إلا أنّها في النهاية تظل دولة مستقبلها على المحك، حيث إنّ الطريقة التي تأسست بها، وطبيعة موقعها الجغرافي، وصراعاتها المستمرة مع محيطها الإقليمي، وما تمثله من تهديد بالنسبة إليه، وما تشعر به هي من تهديد ضدها، يجعل منها دومًا دولة غير آمنة، وهذا الأمر ربما يؤدي مع الوقت إلى مزيد من الصراعات الخارجية والانقسامات الداخلية وتزايد معدلات الهروب إلى الخارج لغياب الأمن فيها، الأمر الذي ربما يؤثر، إذا ما توافرت ظروف وعوامل أخرى، على قوتها وقدرتها على الاستمرار.
المصدر : حفريات