كريتر نت – متابعات
أجرى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، مباحثات متعددة في الرياض بشأن سبل خفض حدة التوتر في البلد العربي الذي يشهد حربا منذ نحو تسع سنوات، وذلك إثر التصعيد الحوثي الأخير على محافظة مأرب الغنية بالنفط.
وأفاد غروندبرغ في بيان مقتضب، بأنه زار العاصمة السعودية الرياض والتقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، دون تحديد مدة الزيارة.
وأضاف أنه التقى أيضا سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا.
وأوضح أن” المباحثات في الرياض ركزت على التطورات الأخيرة في اليمن (التصعيد العسكري)، وضرورة دعم الحوار البنّاء بين الأطراف لخفض حدة التوتر، وإحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة”.
وتأتي المباحثات بالتزامن مع اقتراب موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وعودة التصعيد العسكري في جبهات قتال متعددة باليمن، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بالمسؤولية عن التصعيد.
ورغم الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب اليمنية، خاصة على وقع الاتفاق الإيراني السعودي، شنّ الحوثيون الثلاثاء الماضي هجوماً واسعاً ومفاجئاً على منطقة واقعة جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر مواقع السلطة المعترف بها في شمال اليمن، ممّا أدى إلى مقتل (10) جنود يمنيين.
ودفع الحوثيون المتحالفون مع إيران خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات إلى جبهات مأرب التي يحاولون السيطرة عليها منذ أعوام، رغم جهود إحياء السلام في البلد الغارق في الحرب، واتفاق تم التوصل إليه مؤخّراً لتبادل مئات الأسرى.
وتشهد جبهات مأرب، المنطقة الغنية بالنفط والتي تُعدّ آخر معقل للحكومة في الشمال، مواجهات متكرّرة بين الحوثيين المدعومين من إيران وبين القوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
ووقع الهجوم الأخير غداة توصّل المتمرّدين والحكومة خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من (887) أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.
وجاء الإعلان عن التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافاً متعارضة في النزاع، توصلهما إلى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبعة أعوام من القطيعة.
والسبت، اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بمحاولة اغتيال محافظ تعز (جنوب غرب) نبيل شمسان، بطائرة مسيرة، مما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة اثنين آخرين، وسط إدانات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فيما لم يعلق الحوثيون على الأمر.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن هذا الشهر، قال مسؤولو الأمم المتحدة إنّ الانفراجة الأخيرة بين السعودية وإيران قد توفّر زخما نحو السلام من جانب الأطراف المتحاربة في اليمن.
لكن رغم التوقعات الكبيرة، لا يتوقع أن يحلّ التقارب السعودي الإيراني جميع المشاكل في اليمن، لأنّ تأثير القوتين الإقليميتين ليس سوى بُعد واحد من أبعاد الصراع المتعدد الطبقات والشديد التعقيد، كما حذّر محللون.
والهجوم الأخير الذي شنّه الحوثيون دليل على أنّ الأزمة اليمنية أكثر تعقيدا ممّا هو متوقع، وأنّ الهدوء الذي شهدته الساحة اليمنية لا يعني انتهاء القتال.
وقد سعت الأمم المتحدة لإعادة العمل بهدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي من خلال دعم المفاوضات بين الحوثيين والحكومة الشرعية، لكنّها فشلت في دفع المتمردين للعمل على وقف إطلاق النار، والسماح بنقل المساعدات إلى المتضررين من الحرب.