كتب : محمد الثريا
من خلال متابعتنا للكيفية التي تدير بها قيادة المملكة الاوضاع في الجنوب اليوم وتحديدا سياستها وإدارتها للاتفاق الذي رعته مؤخرا بين فرقاء الجنوب نجد ان سيرها في خطوات ليست صائبة كخطى : ـ تعويمها لبنود إتفاق الرياض وربطه باستحقاقات اخرى غائبة وكذا إستمرارها في الصمت امام الحالة البائسة التي يمر بها الشارع الجنوبي جراء تردي الخدمات وفساد المؤسسات الحكومية .
إنما بات يعطي مؤشرا واضحا بان الاتفاق قد أفرغ من محتواه واضحى واقع تطبيقه مجرد ورقة ضغط تلوح بها السعودية للدفع بالحوثيين نحو الجلوس معها على طاولة حوار واحدة والخروج بتسوية مرضية للطرفين فيما يتبين هنا ان البقية قد تحولوا الى كمبارس سياسي وفق السياسة التي تمارسها المملكة اليوم .
لا تنسى ان هذا الاتفاق اي إتفاق الرياض قد حمل منذ يومه الاول مسمى إتفاق مؤقت بهدف توحيد الجهود صوب العدو الحوثي اي انه جعل كورقة لعب أخرى تضاف لجملة أوراق لازالت تساوم بها قيادة السعودية جماعة الحوثيين في البحث عن مخرج يحفظ ماء وجه المملكة بعد ان وجدت نفسها غارقة في مستنقع الشمال ..
لكن السؤال المهم هنا :
هل في صالح المملكة اعتماد سياسة تطويع الحليف واستخدام ورقة التوظيف السياسي لملف الخدمات بغية تمرير مشاريع او صفقات قد لا تبدو محمودة العواقب خصوصا في ظل معطيات خارجية وداخلية تتجدد بين الفينة والاخرى؟
أليس الاولى حفاظها على حضور وزخم سياسي حقيقي في جغرافيا هامة وإستراتيجية كالجنوب بدلا من إستهلاك كل ذلك عبثا في خطب ود جماعة أيديولوجية متقلبة وحاضنة قبلية أكثر تقلبا؟
أيعقل انه وعقب أكثر من خمسة اعوام من المعارك المعارك العسكرية والسياسية وكذا الشلل التام الذي أصاب البلد جراء تلك المنعرجات والمواجهات المتواصلة باتت قيادة التحالف تصارع اليوم فقط لأجل الخروج بصيغة مقبولة تضمن إنهاء القتال مع الحوثيين؟
ان الواقع الذي يمكن تلخيصه في ظل الاداء السعودي الحالي والدور الذي يتبناه قادتها في إدارة ملف الازمة اليمنية والوقوع في خطيئة تبديد الوسيلة وإبتعاد الغاية ..!
هو ان اضحت السعودية تقف اليوم حائرة ووحيدة في اليمن فيما تقف إيران هناك بعيدة منتشية وبانتظار قطف ثمار مكاسبها السياسية التي خلفها الفشل السعودي الذريع باليمن وليس النجاح الحوثي كما يعتقد البعض .