كريتر نت / كتب : علي ناصر محمد
علمت من الصديق المناضل اللواء سالم حلبوب عن وفاة المناضلة الكبيرة رضية إحسان الله، وحلبوب له علاقات واسعة في اليمن وخارجها وخارج حدود الجنوب والشمال الى الوطن العربي وهو من عرفني على العديد من الشخصيات المصرية التي كانت تعمل في جهاز عملية صلاح الدين في الستينيات للإشراف على حرب التحرير في الجنوب وعلى أحمد سعيد مدير اذاعة صوت العرب وعلى الدكتورة لمياء محمود وقد قدرت مبادرته بالاتصال بي بشأن وفاة الفقيدة رضية احسان الله والتي تعرفت اليها أول مرة في عدن عندما أقمنا في فندق إحسان، أثناء مهمة خاصة بحركة القوميين العرب، وكنا نسكن ونلتقي ونجتمع في هذا الفندق. وأتذكر أننا كنا نشاهد كل صباح من شرفة الفندق المطل على المدرسة الطلاب والطالبات وهم بملابسهم الموحدة الجميلة بل هم كالزهور في ربيع أعمارهم وكان من أجمل المناظر التي نشاهدها كل صباح وكنا نردد: هؤلاء هم جيل المستقبل.
وقبل أن تنتهي إقامتنا في هذا الفندق المتواضع والنظيف فقد التقينا لأول مرة بالمناضلة رضية وكنت أسمع عنها كثيراً، لدورها الريادي في الحركة النسائية بل في مقدمة الحركة النسائية آنذاك، ولكني لم أتحدث معها إلا عندما التقينا للمرة الثانية بتعز في فندق الوحدة بعد قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر 1963م. ورضية من النساء اللواتي بادرنا الى تقديم التهاني لقيام ثورة 26 سبتمبر وهي رائدة في العمل السياسي والنقابي والنضالي والنسائي مع كوكبة من النساء ومنهم نجيبة محمد، ونجوى مكاوي، وفوزية جعفر، وفطوم الدالي، وعائدة علي سعيد، وزهرة هبة الله ونسيمة عبد الخالق وثريا منقوش وأنيسة الصائغ ورجاء محمد سعيد ومعذرة اذا لم اذكر كل المناضلات الذين نعتز بتاريخهن.. وكان للنساء دور مشرف في الثورة، فقد كن يحملن السلاح ويقدن التظاهرات، ويشاركن في الإضرابات وتنظيم المهرجانات والخطابات فيها، ويوزعن المنشورات، ويقمن بإيصال الرسائل، المحررة والشفوية، إلى الأعضاء، ويتولين مسؤولية إخفاء المناضلين المطلوبين، وإطعامهم، واللقاء بالوفود العربية والدولية لشرح قضية الجنوب أمام لجنة تقصي الحقائق التابعة للجنة تصفية الاستعمار. ورغم الخلاف الذي كان بين جبهة التحرير والجبهة القومية في 1966-1967م والذي سحب نفسه على بعض قيادة الجبهة القومية وجبهة التحرير إلا إنهم كانوا يناضلون جميعاً هم وغيرهم من القوى والشخصيات الوطنية من أجل هدف واحد وهو تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وقيام الدولة في الجنوب.
وقد كانت المناضلة الكبيرة من قادة الحركة الوطنية منذ نشأتها (المؤتمر العمالي – حزب الشعب الاشتراكي – جبهة التحرير) وكانت أول من قاد مسيرة صامتة يوم 19 ديسمبر 1963م
استنكاراً للاعتقالات التي قامت بها السلطات الاستعمارية ضد بعض القيادات الوطنية بتهمة علاقتهم أو الاشتباه بهم اثر عملية قنبلة المطار الشهيرة التي قام بها المناضل خليفة حسن عبد الله خليفة وكانت بمثابة الطلقة الأولى للثورة المسلحة في الجنوب.
تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناتها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.