كريتر نت / اليوم الثامن
اغرقت مدينة إنماء السكنية في عدن، محمية الحسود بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي اثار موجة من السخط الشعبي والحقوقي، لتعيد فتح ملف استثمارات الزعيم الإخواني حميد الاحمر، نجل مؤسس التنظيم اليمني المقيم في تركيا، في العاصمة الجنوبية، ومنها مشروع مدينة إنماء السكنية التي يشرف عليها ذراعه حسين الهمامي المتورط في قضايا بسط على اراضي يمتلكها مواطنون في عدن، مستغلا في السابق نفوذ السلطات اليمنية في صنعاء.
ناشطون حقوقيون في عدن قالوا “إن قضية البسط على أرض سكنية تابعة لأسرة آل العيدروس في عدن، ليست أخر من يتم السطو عليها من قبل وكل استثمارات زعيم تنظيم إخوان اليمن المقيم في تركيا حميد الأحمر، بل أصبح من الواضح سعي هذا المستثمر إلى البسط على محمية الحسوة التي اغرق في مياه الصرف الصحي”.
البسط على أملاك ورثة أل العيدروس
في مايو الماضي أثيرت قضية البسط على أرض تقع في الحسوة- الشعب – مديرية البريقة – وتسمى ارض العثراب، ادعى في البداية وكيل استثمارات حميد الأحمر انه جزء من أملاكه فيما ذهبت أسرة آل العيدروس الى التأكيد انها حق من حقوقهم ولديهم وثائق تثبت ذلك.
ذهب الهمامي إلى ابعد من الجدال حول الارضية الى ارسال ما اسماها مناشدة للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، طالبه فيها بحماية اراضي ابناء شبوة، في تناول اعلن وكيل ورثة العيدروس غسان الحريبي، رفض لمحاولة جر القضية الى صراع مناطقي، مؤكدا ان الأرض هي ملك ورثة العيدروس.
وقال الحريبي ” ان هذه الارض معروفة لدى جميع المواطنين في محافظة عدن وغيرها من المحافظات بانها ارض مملوكة لورثة العيدروس ولديهم من الاحكام الكافية لإثبات حقهم في الارض ولديهم جرانت يحمل رقم (2801)صادر من السلطات البريطانية عام 1939موعده احكام ابتدائية واستئنافية وعليا واحكام نهائية صادرة من محاكم الجمهورية والارض تحت يد اصحاب الحق ورثة العيدروس”.
وقال الحريبي “نوضح لشعب الجنوب ولكل ذوي حق ان لدينا من الاوامر الادارية الصادرة من الهيئة العامة للمنطقة الحرة ما يثبت ان هذه الارض ارض العيدروس وهذا الاعتراف من المنطقة الحرة وكان هذا عام 2009م وهو عبارة عن اخلاء طرف من الهيئة توضح احقية ورثة العيدروس للأرض والمسماة ارض العثراب وبحدودها . وانماء العقد الذي يعي به الهمامي عقد مصروف من نفس الجهة عام 2015م ، وهذا دليل اخر وقاطع على احقية ورثة العيدروس بارضهم وناهيك عن الاحكام الصادرة لشركة الارض لورثة العيدروس”.
الهمامي وكيل استثمارات حميد الأحمر وإنماء ملك الأخير
وسائل إعلام محلية أكدت ان شركة إنماء العقارية في عدن هي ملك من املاك الزعيم الإخواني حميد بن عبدالله حسين الأحمر، وهي جزء من استثمارات بنك سبأ الإسلامي الذي يمتلك الزعيم الإخواني المقيم في تركيا.
وبحسب تقارير محلية فقد، كشفت مصادر وثيقة عن علاقة بين رجل الأعمال والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ القبلي حميد عبدالله بن حسين الأحمر بشركة إنماء العقارية ومالكها الشيخ حسين “الهمامي” في موقف، قالت مواقع الكترونية محلية انه أثار دهشة واستغراب الكثير من الناشطين السياسيين والإعلاميين في الجنوب.
وتعالت خلال الاشهر الماضية بعض الاصوات بالحديث عن علاقة حميد الأحمر بشركة إنماء وبمشاريعها التوسعية باعتباره الشريك الرئيسي للشيخ حسين “الهمامي” في ملكية الشركة وفي الأرباح والفوائد التي تجنيها من مشاريعها السكنية التي يتم بناءها على أملاك المواطنين ضمن مسلسل السلب والنهب الذي دأبت الشركة والقائمين عليه على انتهاجه مستقلة للأوضاع التي تشهدها البلاد .
وكشفت المصادر الوثيقة بأن رجل الأعمال القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ القبلي حميد عبدالله بن حسين الأحمر وجه وعلى مدى الثلاثة الأيام الماضية وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح بمساندة مالك شركة إنماء حسين الهمامي في حملته للبسط على أراضي ورثة العيدروس والتي يعتزم إقامة مشروع المرحلة الرابعة للشركة فيه ، كما أجرى اتصالات هاتفية بعدد من الإعلاميين للقيام بذلك الغرض .
واعتبرت تلك التقارير بأن تحرك حميد الأحمر ورصده لمبالغ مالية طائلة لوسائل الإعلام محلية في حملتها للتغطية على ما تقوم به شركة إنماء ومالكها حسين الهمامي من عمليات بسط واستيلاء على أملاك أسرة من أعرق الأسر العدنية وهي أسرة العيدروس المعروفة للقاصي والداني يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك شراكته الفعلية في الشركة التي ضلت طوال الأعوام الماضية مثار جدل لدى الكثيرين”.
محمية الحسوة في خطر
ناشطون حقوقيون عبروا عن سخطهم حيال اغراق محمية الحسوة الطبيعية بمياه الصرف الصحي القادمة من مدينة إنماء السكنية، وسط صمت مطبق من السلطات المحلية وكذا من المنظمات الحقوقية التي لم تتحرك حيال ما اسموه بالعبث والتدمير الذي تتعرض له الحسوة.
مصدر حقوقي كشف لـ(اليوم الثامن) “عن تلقي وسائل إعلام محلية ومنظمات مجتمع مدني تمويلا ماليا بعضها مقابل الصمت حيال اعمال البسط التي تقوم بها شركة إنماء العقارية”.. مشيرا الى ان التمويل وصل عن طريق أحد البنوك التي يملكها حميد الأحمر الذي يؤكد ان الكثير من منظمات المجتمع المدني التي انشئت بعد احداث العام 2011م، تمول من حميد الأحمر”.
وقال “ان دور هذه المنظمات العمل على حرف مسار أي قضية تمس استثمارات حميد الأحمر بإثارة قضية أخرى، بعيدة عنها كقضية عدن للعدنيين أو غيرها من القضايا لصرف النظر عن قضايا البسط والتدمير الذي تقوم بها شركة إنماء العقارية”.
وأضاف “الأمر مثير للاستغراب ان يمول حميد الأحمر انشطة في ظاهرها الدفاع عن ابناء عدن وحقهم في حين انه يرفض توظيف أي عدني بأحد فروع بنوكه التي عادت للافتتاح مجدداً”.. مؤكدا ان قضية عدن للعدنيين التي يمولها الأحمر من المفترض ان تبدأ من خلال انصافهم بإعطائهم حق الأولوية في التوظيف بالبنوك والمراكز التجارية التي يملكها زعيم إخوان اليمن.