كريتر نت / وكالات
حذرت تقارير صحافية من اتساع الهوة بين الشباب الثائر سواء في العراق أو لبنان من جهة، وبين السلطات الحاكمة من جهة أخرى، وهو ما بات واضحاً مع التعاطي اليومي للأزمات المتصاعدة في الدولتين.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، يحقق الشارع العربي الانتصارات ضد إيران، رافضاً لسياساتها الاستعمارية، وسياساتها الخبيثة الراغبة في الإضرار بالمنطقة.
“احذروا”
وفي التفاصيل، قال رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل، إن هناك هوة واضحة بين الجيل الثائر في لبنان من جهة، والسلطة الأمنية من جهة أخرى، مشيراً في مقال إلى صعوبة التعامل مع هذا الجيل الغاضب حين يتدفق أبناؤه في الشوارع يقطعون الطرقات أو يحرقون الإطارات.
ونبه الكاتب إلى قدرة الشباب العربي الثائر على إعادة إطلاق الحراك في أي وقت، واستقدام مزيد من الحشود إلى الساحات، لافتاً إلى صعوبة التعامل مع ما أسماه بجيل تويتر.
وأوضح أن الساسة هم السبب فيما وصلت إليه الأمور في لبنان تحديدا، حيث بالغوا في السطو على مناجم الجمهورية. لم يتركوا فيها ما يكفي لاسترضاء الناس. وتسببوا بصراعاتهم ومناكفاتهم في قطع الغصن الذي يقفون عليه. وتحدث شربل عن هذا الجيل، قائلاً إنه تعب من الفقر والدولة الضعيفة ويريد أن تكونَ كلمتُه مسموعة في دولة عصرية. وقضاءً مستقلاً. ومدرسة حديثة. وفرصة عمل.
وأنهى شربل مقاله بالتنبيه بالحذر من الاستخفاف من الجيل العربي القلق على مستقبله، مشيراً إلى أن الحل هو الاستماع إليه لا الانتصار عليه.
السقوط
بدوره، تساءل الكاتب والمحلل الاقتصادي أنطوان فرح في مقال له بصحيفة الجمهورية اللبنانية، عن المدة المتبقية مما أسماه بـ”السقوط”. وأشار الكاتب إلى انعكاس الأزمة السياسية الحاصلة في لبنان على وضع البلاد الاقتصادي، لافتاً إلى أن الأزمة المالية وصلت إلى مرحلة خطرة، وقال إن من يزعم بأن فترة الصمود المُتاحة يمكن أن تستمر لأشهر طويلة فإنه يبالغ، زاعماً أن سقف التفاؤل بات محصوراً الآن بالمراهنة على الصمود لفترة من المرجّح أن تُقاس بالأسابيع.
وعرض فرح عدد من الحقائق السياسية، منبهاً إلى حصول تطورات سلبية على الوضع الاقتصادي ظهرت في أكثر من جانب، كان على رأسها استخدام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للمرة الأولى، عبارة انهيار لوصف الوضع الاقتصادي، وهو ما يعكس دقة الأزمة السياسية.
وقال فرح إن المؤشرات السياسية الحالية لا توحي بأي جديد، معرباً عن تخوفه من انعكاس الأزمة الاقتصادية على لبنان حيث يمكن أن يواجه الناس ما هو أمر خلال الفترة المقبلة.
العراق.. نقل الإضراب
أشار تحقيق ميداني لصحيفة أندبندنت عربية، إلى انتقال المحتجين لمرحلة الإضراب العام في بغداد، ونبهت الصحيفة إلى أن المتظاهرين رفعوا مستوى الضغط على الحكومة، عندما قطعوا الطرق الرئيسية في العاصمة العراقية، صباح أمس، مشيرة إلى توجس القوى الأمنية عقب إغلاق بعض من المجموعات المنظمة للطرق الرئيسية بحواجز متحركة، فيما نظمت مجموعات أخرى مفارز في الشوارع للتحدث مع الموظفين المتجهين إلى أعمالهم والطلاب المتوجهين إلى الجامعات والطلب إليهم العودة إلى منازلهم.
وقالت مصادر للصحيفة، إن جملة هذه التطورات يأتي بعد عشرة أيام من الاحتجاجات المتواصلة التي تطالب بتغيير النظام السياسي، لكنها لم تلق استجابة حتى الآن، وأضافت أن الموضوع تزايد تعقيدا مع إعلان عدد من النشطاء عن البدء في التنفيذ الميداني لخططهم المتعلقة بالإضراب العام وصولاً إلى العصيان المدني.
“إيران ومعضلتان”
من جانبه، قال الكاتب محمد مبارك في مقال بصحيفة أخبار الخليج البحرينية، إن النظام الإيراني أمام معضلة كبيرة، قائلاً إن معضلة النظام الإيراني الأولى في كل من لبنان أو العراق هو مزيج الفسيفساء الذي جمع السنة والشيعة والمسيحيين وغيرهم في ميدان واحد، وبذلك فإن العزف على وتر الطائفية والتدخل الخارجي والعناصر المندسة بات منسوفاً منذ البداية.
أما المعضلة الثانية، وبحسب الكاتب، فهي أن الحشود التي تخرج اليوم في ميادين لبنان والعراق، إنما تضع النظام الإيراني في مقدمة أعدائها، وتعتبر ما يقوم به من تدخل سافر وسيطرة على مختلف مفاصل الحكم إنما هو سبب ما يمر به الناس في البلدين، وهو سبب تزايد الفقر والفقراء وتردي الخدمات وانعدام وتهاوي البنى التحتية.
وانتهى المبارك إلى القول، إن “النظام الإيراني يستشعر خطر المرحلة الحالية، فهي حتى وإن لم تنته بتحقيق مطالب الحشود التي خرجت من فرط شعورها بالقهر والفقر، فإن المحصلة النهائية تقول إن كل ما حاول النظام الإيراني أن يستثمره للنفوذ والسيطرة والتأثير قد سقط سقوطاً سحيقاً، وأن الأرض ليست خصبة له، وأن الشعوب العربية لن تقبل بهيمنة الدكتاتورية الفارسية عليها”.