كريتر نت / كتب- جهاد عوض
ظل المواطن في حيرة وحسرة من أمره, لما يسمعه ويردده بعض الكتاب من تمجيد للرئيس عبدربه وحكوماته المتعاقبة, وهو يعاني ويقاسي ضروف الحياة الموحلة, بشتى أنواع القهر والحرمان من أبسط مقوماتها الطبيعية, حين الكهرباء والماء وحين اخر أزمة مشتقات نفطية وتردي خدمة الاتصالات, وارتفاع الأسعار الحارة على جيوبهم ومداخلهم البسيطة والمتواضعة, كحرارة الصيف الملتهبة والقاسية على أجسادهم الضعيفة,
ظل في الخمسة الأعوام يسمع ويشاهد باستغراب ودهشة, فواصل السدح والردح المدفوعة مسبقاً لأصحابها, من أصوات تجافي الحقيقة الدامغة الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء, وهي تحاول تجمّل وتزين رجال واعمال المرحلة وفترتهم الزاهية بشتى أنواع الفساد والتسيب والمحسوبية, التي ارهقت المواطن العادي وعصفت بالبلد الى مستويات متأخرة من التخلف والتقصير من الخدمات الأساسية والضرورية, التي لم تشهد عدن لها مثيل في تاريخها الطويل,
لا خلاف عند الكثيرين من صبر الرئيس عبدربه وسعة صدرة, وهو يقود البلاد في فترة عصيبة وصعبة, متحملا تركه ثقيلة من الالغام والأزمات, التي لاشك تجعل أي قايد يجد صعوبة بالغة في أدارتها والخروج بها الى بر الأمان,
ولكن هذا لا يعفيه ويوجد له العذر الكافي والمبرر المقبول عن تحمل المسئولية, وأن يترك الأمور والأوضاع أن تصل إلى الحالة المزرية التي وصلت لها عدن والمناطق المحررة الأخرى.
يمكن للإنسان أن يتغاضى ويتحمل القصور الجزئي هنا أو هناك, ولكن أن تجتمع هذه أو على أقل أكثرها مع بعض في وقت واحد وعلى مراحل زمنية متواصلة, فهذا ما لا يمكن قبوله والصبر عليه, خاصة أن عدن من المناطق الحارة وتشهد رطوبة عالية, تجعل الحياة شاقة وصعبة فيها,
لهذا المواطن أصبح لا يهمه ولا يعنيه من يحكم ويجلس على الكرسي وزيرا او رئيسا, الذي يعنيه ويطلبه – – الأمن والسلام, وتوفر الخدمات الأساسية ليعيش واسرته حياة آمنه وكريمة, بعيدا عن تطبيل أعلامي يجافي الحقيقة, وتجميل يزيد ويضيف الصورة مرارةً وقبحاً,