كريتر نت / محمد الحميدي
في 26سبتمبر 1962م اسقطت صنعاء وفر الامام البدر الى السعودية على اثر انقلاب عسكري قادته مجموعة من ضباط تنظيم الضباط الاحرار بدعم مصري .
وفي 21سبتمبر2014- فيراير 2015م اسقطت صنعاء وفر الرئيس هادي الى السعودية على اثر انقلاب عسكري قاده الحوثين بدعم ايراني .
احتج الضباط الاحرار بخلع البدر بعدم شرعيته وفقاً للمذهب الزيدي وخروجه عن احكام الشريعة واغتصاب الحكم
واحتج الحوثين بانتهاء شرعية هادي وفقاً للمبادرة والالية وخروجه عن الدستور ووثيقة مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة
اصدر الضباط الجمهورين بعد الانقلاب عام 1962م اعلان دستوري يحدد طبيعة المرحلة القادمة ومهام وصلاحيات مجلس قيادة الثورة وهو الامر الذي كرره الحوثين في مارس 2015م بإعلانهم الدستوري الذي حدد صلاحية ومهام لجنتهم الثورية ) لاحقاً المجلس السياسي(
ورغم ان الاحداث كانت مقتصرة حينذاك على الشمال وفقاً للواقع السياسي الذي كان حينها قائم واليوم تشمل الحالة كل اليمن الا ان الاحداث سارة وتسير بنفس الخطوات الى حد كبير وفقاُ لما يلي :-
1. في اواخر 1962م قادة السعودية تحالف سباعي عربي وجلبت المرتزقة من جماعة بوب دينار وغيرهم للحرب مع البدر وتدخلت عسكريا في اليمن وخسره اكثر من 1000 قتيل والالف الجرحى وخسائر كبيرة في العدة والعتاد والمعدات العسكرية. وفي26 مارس 2015م كرره السعودية نفس الامر بقيادة تحالف عسكري عربي من 12 دولة وجلبت الجهادين ومن اليهم للحرب مع الشرعية وتدخلت على نفس الحالة عسكريا في اليمن وعلى نطاق واسع.
3. بررة السعودية تدخلها عام 1962م بطلب الامام البدر لاستعادة شرعيته ومنع التمدد الناصري والقضاء على جماعة الانقلاب الناصريين وفي عام 2015م سوقت السعودية وتحالفها نفس السبب شرعية وطلب هادي ومنع التمدد الإيراني الصفوي والقضاء على جماعتهم الحوثية الرافضية في اليمن
4. استخدمت السعودية القبائل الزيدية كمرتكز لتوغلها والدفع بها في المعارك مثل صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء وقبائل خولان بني عامر وانس في ذمار و قبائل بني حشيش بقيادة قاسم منصر وصولا الى حصار صنعاء 70يوم , بينما قاتلت القبائل الشافعية الى جانب الانقلابين الجمهورين, وفي 26مارس 2015م إعادة السعودية نفس سيناريو حرب الملكين مستخدمة القبائل السنية بدلا عن الزيدية في الجنوب وتعز واب ومأرب والجوف واتخذه من مأرب والجوف نقطة ارتكاز لحربها للوصل الى نهم وارحب لحصار صنعاء الا انها فشلت حتى الان لان قبائل نهم وخولان زيدية اثرة المذهب على الجمهورية.
5. في حرب الملكية ساندة بريطانيا وأمريكا وكندا وايران وسلطنة عمان والمغرب والاردن التحالف السعودي الملكي وساندة مصر والجزائر والاتحاد السوفيتي وسوريا والقوى التقدمية في الجنوب انقلاب الضباط الجمهورين وهو وضع مشابه للحالة مع تبدل مواقف كل من مصر وسلطنة عمان وايران والجنوب عن مواقفهم في حرب الملكيين.
6. عقدة بين الملكيين والجمهورين جولات عدة من المفاوضات كان اشهرها لقاء اركويت بالسودان لكن لم تؤدي الى أي نتائج وهوما حصل مع مفاوضات الحوثين وهادي في جنيف وعمان والكويت والظهران اليوم
7. انتهت الحرب بين الملكيين والجمهورين بناء على اتفاق سعودي مصري مباشر دون اطراف الصراع خاصة بعد عدوان 5يوليو 1967م على مصر وهو مالم نصل اليه بعد في حرب اليوم بين الحوثيين والشرعية وتضمن الاتفاق بشكل عام ما يلي :-
1- انسحاب مصر من اليمن ووقف السعودية وحلفائها عملياتها العسكرية في كل الجبهات
2- التزام الطرفين بالامتناع عن تقديم أي وسيلة من وسائل الدعم العسكرية باستثناء الجانب الإنساني
3- عدم عودة البدر وأقربائه وكل من شغل مناصب عليا تتصل بظلم الناس وانتهاك حقوقهم بعد تحديدهم والتوافق على أسمائهم
4- تكفل السعودية بمنح البدر وكل المقصين من الحكم الجديد والممنوعين من العودة لليمن حق الإقامة الدائمة ونفقات معيشتهم اللازمة في السعودية او أي بلد يختارونه
5- رعاية السعودية لمؤتمر المصالحة بين الملكين والجمهورين للتوافق على الشراكة وتقاسم السلطة(مؤتمر حرض 1970)
6- تكفل السعودية يتقديم مرتبات مالية شهرية مجزية لكل النافذين السياسيين والعسكريين والمشايخ والوجاهات الفاعلة كانوا جمهورين او ملكين بصورة دائمة من خلال ما يعرف باللجنة الخاصة
7- تكفل السعودية بتقديم المساعدات والتعويضات اللازمة عن الحرب ودعم العجز السنوي في ميزان الجمهورية العربية اليمنية بصورة مستمرة.
السؤال بعد ان شاهدنا تكرار نفس الاحداث وتطابقها الى حد بعيد رغم الفارق الزمني الكبير بينهما نتساءل هل ستستمر الحرب القائمة نفس فترة حرب الملكين والجمهورين (7) سنوات ؟
وهل سيتطابق نتائج حرب الشرعية مع نتائج حرب الملكية؟ دعونا نراقب ونترك الامر للأيام مع انني ارجح ان لأحل الا باتفاق إيراني سعودي على غرار التوافق المصري السعودي في حرب الملكيين والجمهورية, لانهم هم اطراف الصراع الحقيقي سواء في اليمن او العراق او سوريا او لبنان , اما اليمن فهي مجرد ساحة حرب وشعبها مجرد أداة من أدوات صراعهم ليس اكثر مالم تتدخل الدول العظمى او تغير مواقفها من اطراف الصراع ؟
اما بالنسبة للقضية الجنوبية فأعتقد بأنها ستظل كما كانت في حرب الستينات مغيبة ومجيرة بالأمس لصالح الجمهورين واليوم لصالح الشرعية,مالم تأخذ الأوضاع منحى اخر عما هو قائم؟
او تتغير المواقف الإقليمية والدولية من القضية الجنوبية لأي سبب كان ؟
لذلك ادعو الى قيام رفض شعبي لتأطير وضع قضيتنا في هذا الاطار وفرض واقعاً جديداً مستقلاً عن قضية الصرع على السلطة في اليمن وخلع التبعية للداخل والخارج وتوحيد شعار وهدف كل القوى الوطنية الجنوبية قيادة و قواعد وحسم خيار مشروعنا السياسي والاقتصادي ضمن وثائق ورؤى يتم التوافق عليها شعبيا بالأجماع وليس بالفرض او المزاج او الإقصائية التي عودتنا عليها بعض المكونات الثورية خلال المرحلة الماضية