كريتر نت / وكالات
تتجه أنظار الجماهير الرياضية العربية إلى مدينتي كربلاء وأربيل العراقيتين بدءا من 30 يوليو الجاري حتى 14 أغسطس المقبل لمتابعة مواجهات بطولة غرب آسيا التي سيحتضنها العراق لأول مرة في تاريخه.
وستكون هذه المرة الأولى التي يستضيف فيها العراق هذه البطولة التي توج بلقبها مرة واحدة عام 2002 في النسخة الثانية التي أقيمت في سوريا. وتأتي الاستضافة بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” العام الماضي، تخفيف الحظر على إقامة المباريات الرسمية في العراق.
وتشهد البطولة مشاركة 9 منتخبات تبحث جميعها عن تحقيق نتائج جيدة، فيما سيكون أحد صراعاتها البارزة بين اللاعبين على لقب هداف البطولة.
ووزّعت المنتخبات المشاركة في هذه النسخة من البطولة على مجموعتين تقام مبارياتهما على ملعب كربلاء الدولي (المجموعة الأولى) في جنوب البلاد، والثانية على ملعب فرانسو حريري بمدينة أربيل، مركز إقليم كردستان الشمالي.
المنتخب العراقي يأمل في حصد لقب هذه البطولة لعدة اعتبارات منها خصوصا إعادة الهيبة لكرة القدم العراقية الغائبة عن ميادينه منذ سنوات وإسعاد جماهير أسود الرافدين
ووضع منتخب البلد المضيف العراق (أسود الرافدين) على رأس المجموعة الأولى التي ضمت منتخبات لبنان وفلسطين واليمن وسوريا، بينما ضمت الثانية الأردن وصيف النسخة الأخيرة، والسعودية والكويت والبحرين.
وتقام البطولة التي ينظمها اتحاد غرب آسيا برئاسة الأمير الأردني علي بن الحسين للمرة الأولى منذ 2013 حين توجت قطر باللقب على أرضها.
وبحسب نظام البطولة، يخوض صاحبا المركز الأول في كل مجموعة، المباراة النهائية التي تقام على ملعب كربلاء. ورصدت اللجنة المنظمة جائزة قدرها 100 ألف دولار للفائز و50 ألف دولار للوصيف.
وكان الأردن استضاف النسخة الأولى من البطولة عام 2000 بمشاركة 6 منتخبات، ودعوة منتخبين من خارج اتحاد غرب آسيا هما كازاخستان وقيرغيزستان.
وشهدت هذه النسخة الافتتاحية للبطولة نجاحا ملفتا فيما توج العراقي رزاق فرحان بلقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف، بعد أن نجح في تسجيل هاتريك في مرمى قيرغيزستان، فيما سجل هدفين في مباراة تحديد المركز الثالث مع الأردن.
تاريخ البطولة والهدافين
أقيمت النسخة الثانية من بطولة غرب آسيا عام 2002 بمشاركة 6 منتخبات، وهي العراق، إيران، الأردن، فلسطين، لبنان والبلد المضيف سوريا، وظهر واضحا ضعف الحالة الهجومية وشح الأهداف في المباريات، وفي النهاية اشترك 3 لاعبين بصدارة قائمة الهدافين، برصيد هدفين فقط، وهم العراقي رزاق فرحان والأردني مؤيد سليم، والإيراني علي رضا. وشهدت هذه النسخة تسجيل 22 هدفا في 10 مباريات.
وتوج علي دائي، هداف إيران التاريخي بلقب هداف البطولة الثالثة التي استضافتها بلاده عام 2004 برصيد 5 أهداف، منها هاتريك في مرمى لبنان في دور المجموعات.
واستضاف الأردن البطولة التالية لغرب آسيا الأردن عام 2007، بمشاركة 6 منتخبات نجح فيها منتخب إيران في المحافظة على لقبه، فيما اشترك لاعبان في صدارة قائمة الهدافين وهما الإيراني مهدي رجب زاده والعراقي صالح سدير.
وواصلت إيران تألقها في البطولة فحافظت عام 2008 على لقبها للمرة الرابعة، بعد أن قدمت أداء ملفتا، فيما توج لاعبها كياتوش رحمتي بلقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف.
ومن جديد تعود البطولة إلى الأردن في نسخة عام 2010 بعد اعتذار لبنان، وفيها توج المنتخب الكويتي باللقب فيما نجح اليمني علي النونو في خطف صدارة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف.
واستضافت الكويت البطولة السابعة عام 2012، وفشل خلالها الأزرق الكويتي في المحافظة على لقبه، وتألق نسور قاسيون “منتخب سوريا” ليفوزوا باللقب لأول مرة، وكذلك توج السوري أحمد الدوني بلقب الهداف برصيد 4 أهداف، مقتسما الصدارة مع العماني قاسم السعيد.
وإضافة إلى الإثارة والندية بين اللاعبين على حصد لقب هداف البطولة، فإن الأهم من ذلك أن هذه البطولة ستمثل أفضل استعداد للمنتخبات العربية المشاركة في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 ونهائيات أمم آسيا 2023. وكانت المنافسة العربية العربية على امتداد النسخ الثماني الماضية على لقب البطولة حاضرة بقوة في ما بينها أملا في اقتحام قائمة الأبطال.
المنافسة العربية حاضرة
عند التمعن مليّا في تاريخ البطولة يبدو أن جميع المواجهات التي جمعت منتخبين عربيين في المشهد النهائي كانت تسفر عن إعلان بطل جديد في كل مرة منذ انطلاق البطولة.
وشهدت النسخة الثانية من مسابقة بطولة غرب آسيا التي أقيمت عام 2002 في سوريا أول نهائي يجمع بين منتخبين عربيين.
وفي يوم 2002 كانت الجماهير تحتشد بملعب العباسيين في دمشق لحضور النهائي العربي الذي جمع المنتخبين العراقي والأردني.
ورغم تقدم منتخب الأردن بهدفين حملا إمضاء مصطفى شحدة وعامر ذيب، إلا أن العراق نجح في قلب الطاولة ليخرج فائزا في النهاية 3-2. وأحرز هدفي التعادل للعراق حينها رزاق فرحان ويونس محمود، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2.
واحتكم المنتخبان إلى قاعدة الهدف الذهبي التي كانت معتمدة في هذه النسخة من البطولة، فتمكن من تسجيله اللاعب حيدر عبدالأمير في الدقيقة 105، ليقود منتخب العراق لإحراز اللقب لأول مرة.
وغابت المواجهات العربية الخالصة في نهائي بطولة غرب آسيا عن النسخ الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة.
وعادت المواجهات العربية العربية في نهائي النسخة السابعة التي أقيمت عام 2012 واستضافتها الكويت حيث جمعت المباراة العراق وسوريا على ملعب كاظمة.
وتمكن المنتخب السوري من تحقيق الفوز على نظيره العراقي بهدف أحرزه اللاعب أحمد الصالح ليتوج لأول مرة بلقب البطولة.
وتكررت المواجهات العربية العربية في النهائي في النسخة الثامنة حيث التقى المنتخب الأردني نظيره القطري (مستضيف البطولة) على ملعب نادي السد. وتفوقت قطر على الأردن 2-0 حملا توقيع خوخي بوعلام ليمنح من خلالهما منتخب بلاده أول لقب في البطولة. وينتظر أن تشهد النسخة التاسعة التي يستضيفها العراق بعد أيام نهائيا عربيا خالصا للمرة الرابعة في تاريخ البطولة على اعتبار أن جميع المنتخبات المشاركة عربية.
ويأمل المنتخب العراقي في حصد لقب هذه البطولة لعدة اعتبارات منها خصوصا إعادة الهيبة لكرة القدم العراقية الغائبة عن ميادينه منذ سنوات وإسعاد جماهير أسود الرافدين.
ومن جهته يتأهب المنتخب السوري لاستعادة مستواه خلال منافسات بطولة غرب آسيا. ويأمل رفاق عمر السومة في محاكاة نجاحهم بنسخة البطولة نفسها عام 2012 بالكويت، حين خطفوا الأنظار وتوجوا باللقب لأول مرة في تاريخهم.
ومثلت تلك النسخة من البطولة البداية المثالية للمهاجم عمر السومة، الذي كان محترفا آنذاك مع القادسية الكويتي، وضاعف اللقب من شهرته ونجوميته، بعدما ساهم في حسم اللقب.
ويبحث السومة ورفاقه عن تكرار إنجاز الكويت في البطولة المقبلة التي يستضيفها العراق بمدينتي كربلاء وأربيل، بمشاركة 9 منتخبات، حيث يضم منتخب نسور قاسيون مجموعة كبيرة من النجوم وفي مقدمتهم السومة وعمر خريبين وفراس الخطيب وأحمد الصالح.
ويدرك السومة أن فرصة التتويج بلقب مع منتخب بلاده من جديد ربما تكون متاح أمامه للمرة الأخيرة، من خلال النسخة المقبلة من بطولة غرب آسيا، لاسيما أنه بلغ 30 عاما، وبالتالي يستعد للمساهمة في اقتناص اللقب، الذي لن يضاهيه إلا التأهل لمونديال قطر 2022 ونهائيات أمم آسيا 2023، التي قد تكون ختاما مثاليا لمسيرته الكروية.
وقال قائد المنتخب السوري إن منتخب بلاده سيدخل التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2020 دون استهانة بالخصوم، مؤكدا أنه لم يعد هناك منتخبات ضعيفة في عالم كرة القدم. وأضاف السومة في تصريحات صحافية “أي فريق سنلعب ضده علينا أن نحسب حسابه، بغض النظر عن أسماء المنتخبات التي جاءت في قرعة في تصفيات قارة آسيا المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023”.